التأكيد على قدرة الشباب العُماني على القيام بمُختلف الأعمال حال توافر الإرادة والعزيمة على النجاح

تسليط الضوء على تجربتي نجاح اثنين من المستفيدين من تمويل "الرفد" في ثاني جلسات منتدى عمان للموارد البشرية

...
...
...
...

◄ البوسعيدي: نجحنا في توفير التقنيات الحديثة لكبرى المؤسسات داخل وخارج السلطنة

◄ الغابشي: السيولة المالية وكسب ثقة الشركات الكبرى من أبرز التحديات

الرؤية - فايزة الكلبانية

تصوير/ راشد الكندي

سلطت الجلسة الثانية من أعمال مؤتمر عُمان للموارد البشرية في نسخته الأولى الضوء على "العمل الحر وأساليب النجاح"؛ حيث تمَّ عرض قصتي نجاح للمستفيدين من تمويل صندوق الرفد.

وقدم رائد الأعمال سلطان البوسعيدي الرئيس التنفيذي لمؤسسة خدمات حقول النفط، قصة نجاح مشروعه المتخصص في خدمات حقول النفط (UNOS)، وهي مبادرة عمانية 100 في المئة، تهدف إلى أن تكون القوة الدافعة وراء صناعات النفط والغاز، وتکوین مھارات وتكنولوجيا رائدة في مجال التشغیل للمساعدة في تحقیق أھدافھا وغایاتھا. وقال البوسعيدي: |يتمحور نشاطنا الأساسي حول قطاعات الخدمات الناشئة في قطاع النفط والغاز في السلطنة، وتركز خدمات (UNOS) على لفائف أنابيب التفتيش، وتأجير أداة الحفر/ التداول، وإصلاح المحمول ومرفق اختبار الضغط، وخدمات معايرة المقياس، إلى جانب إعادة تسويق الخدمات".

وأكد البوسعيدي أن من أبرز أهداف المشروع أن تصبح الشركة الرائدة في مجال توفير الخدمات لصناعة النفط والغاز وصاحب العمل المفضل في سلطنة عمان؛ حيث تعمل الشركة على تطوير قدرات وخدمات الإمداد لدى الأمم المتحدة في السودان، بما في ذلك مهارات الناس والتقنيات الحديثة للاستجابة باستمرار لمتطلبات صناعة النفط والغاز في محاولة للحصول على التميز التشغيلي على مستوى عالمي. وتابع أن الشركة قامت ببناء كفاءة نظام الأمم المتحدة في الصومال على أساس نظام قوي للإدارة والجودة تحت درجة عالية من التركيز وسياسة مرتبطة بالصحة والسلامة والبيئة. وبين أنَّ ذلك يسهم في توسيع مهارات الموظفين ومعرفتهم وأرباب العمل لرفع مستويات مسؤوليتهم وقدراتهم. وقد دخلت الشركة في اتفاقيات تقنية وداعمة مع شركاء الخدمات الخارجية ومديري الصناعات التحويلية في العالم، من أجل تحسين خدمات التكنولوجيا، لتبقى مواكبة لأحدث التقنيات في هذه الصناعات لفعالية التكلفة والأداء وأفضل الحلول لحقول النفط.

الهداية للمشاريع الوطنية

من جانبه، قدم علي بن صالح الغابشي الرئيس التنفيذي لمشروع الهداية للمشاريع الوطنية (الشحن والتخليص الجمركي) قصة نجاحه بمساعدة شريكه أحمد بن عبدالله الغابشي، وقال إنَّ المشروع تأسس عام 2010 كشركة عمانية متخصصة في مجال الشحن والتخليص الجمركي، وكانت البداية بسيطة جداً حيث تولت الشركة مسؤولية نقل الكروم من المناطق المجاورة لميناء صحار، لكن العمل لم يدم سوى 4 أشهر، ومن بعدها قرر الشريكان افتتاح مكتب لتخليص المعاملات في مسقط، وأيضاً كانت البداية متواضعة، حيث لم يضم مقر الشركة إلا طاولة وكرسي تم استئجارهما من ريجس للتأجير والمعاملات، وتم توفير نفقات المكتب وغيرها من رواتب وفواتير من الدخل الخاص بهما، مشيرا إلى أن أبرز تحدي واجههما أن سوق العمل في تلك الفترة كانت غالبية العاملين فيه من الوافدين.

وأضاف الغابشي أنه في عام 2012 تم استئناف العمل من جديد، بعدما أصدرت الإدارة العامة للجمارك قرارا خاصا بمزاولة نشاط التخليص الجمركي، حيث اشترط القرار أن تكون الشركة المخلصة محلية أو خليجية، وكانت هذه هي الفرصة الكبرى التي فتحت الآفاق أمامنا. وأوضح أنه تم افتتاح المكتب من جديد لكن في موقع آخر بمسقط، وتحديدا في منطقة الحمرية، وجرى توظيف 4 عمانيين للقيام بعملية التخليص الجمركي، مشيرا إلى أن المهمة كانت صعبة؛ حيث إن الموظفين الجدد لم يسبق لهم العمل في سوق الشحن، ما عدا شخص واحد كان مسؤولاً عنهم. وتابع القول:" كنا يوميا نذهب معهم وقت الراحة ووقت العصر نتابع العمل ونخطط لعملية التسويق، لأن أغلب الشركات المنافسة كانت أجنبية، وبعضها لا يعمل لديه موظفو تخليص جمركي، ومن هنا عرضنا على شركات الشحن الأجنبية أن نقوم نحن بتخليص المعاملات بمبلغ بسيط، وهو ما ساعدنا على الارتقاء باسم الشركة في السوق، وكان التركيز على بناء سمعة ممتازة في السوق. ولفت الغابشي إلى أنه في 2013 حصلت الشركة على أول عملية شحن من خلال تصدير حاويات إلى الهند، وهي عبارة عن شحنة إطارات مستعملة، ونجحنا في تصدير ما يقارب 6 حاويات. وزاد القول: "قرر شريكي أحمد أن يتفرغ للعمل في الشركة وأن يتولى إدارة الشباب والتسويق، وكانت هذه مخاطرة منه، إذ لم تكن الشركة استقرت أوضاعها حتى ذلك الوقت، لكننا كنا نؤمن بأننا نسعى للنجاح ولا شيء سواه".

وبين الغابشي أنه في عام 2014 قرر التفرغ للعمل في الشركة، من أجل توسيع العمل والاستفادة من صندوق الرفد والانخراط مع شريكه في إدارة الشركة، مشيرا إلى أنه في ذلك العام انتقلت عمليات الشحن والتفريغ وسفن الحاويات من ميناء مسقط إلى ميناء صحار، وهو ما عجل بطلب الحصول على تمويل من صندوق الرفد، لإنجاز عملية التوسع وافتتاح فرع للشركة في ميناء صحار.

واستطرد الغابشي ساردا قصة نجاحه: "انضمت الشركة بعد ذلك إلى منظمة الشحن WCA العالمية وهي منظمة تخول لمنتسبيها أن يتواصلوا مع شركات أخرى حول العالم، وهو ما ساعدنا في حضور أول مؤتمر متخصص في الشحن الجمركي في نفس السنة في هونج وكونج، وكنا أول شركة عمانية تنضم إلى هذه المنظمة، وحققنا استفادة كبيرة من المشاركة في المؤتمر، لأنه من خلال هذه المؤتمر أقيمت اجتماعات فردية استطعت وشريكي أن نقابل 28 شخصا من 28 دولة وعقدنا معهم اتفاقيات لنكون وكلاءهم في السلطنة، وبعدما عدنا من هذا المؤتمر كبرت أهدافنا وقررنا أن تتجاوز الأهداف مسألة التخليص الجمركي، إلى كيف نستورد للشركات والأفراد ونلبي طلباتهم". وزاد أنه بعد العودة من هونج كونج تولدت لدينا ثقة في التسويق وتعريف الزبائن بقدرتنا على توريد بضائعهم من أي مكان، وقد استطعنا في 2014 إتمام 14 عملية وارد من دول مختلفة.

ومضى قائلا إن بداية 2015 كانت طيبة جدًا، وحصلنا على صفقة كبيرة جدا من خلال تصدير 10 معدات ثقيلة عبارة عن معدات تنقيب عن النفط، وبلغت قيمة الصفقة 20 ألف ريال، تشمل نقل المعدات من أدم وتصديرها إلى الكويت، ونجحنا في نقل المعدات كلها دفعة واحدة من أدم وأستأجرنا مساحة في باخرة سيارات وذهبنا بأنفسنا لمباشرة التحميل ومتابعة العمل، وشهدت تلك الرحلة عملاً شاقاً.

وأكد الغابشي أن عمل الشركة تطور بعد ذلك واستطاعت الشركة أن تنجز استيراد وتصدير 42 شحنة، إضافة إلى إصدار بوليصة شحن باسم شركة الهداية، والتي رسخت أقدامنا في عدد من الدول حول العالم.

وتابع أنه في 2016 تمكنت الشركة من إنجاز 126 عملية استيراد وتصدير وهو ما عكس تطور أداء الشركة وكسب ثقة الزبائن، وفي 2017 استطاعت الشركة مضاعفة الرقم من خلال تحقيق 322 شحنة مما أوصل عدد الحاويات لأكثر من 500 حاوية، وبات الجميع يدرك جيدا حجم الاتقان المبذول في شركتنا.

وتطرق الغابشي إلى الصعاب والتحديات التي واجهت الشركة في السنوات الأولى، وفي مقدمتها كسب ثقة الشركات، إذ إنهم لم يتوقعوا منِّا أن نستطيع توفير متطلباتهم، مضيفاً أن من بين التحديات الكبرى توفير السيولة المالية، حيث إن الشركات الكبيرة تقدم عروضًا مغرية للمصانع والشركات المستوردة، من خلال إتاحة إمكانية الدفع بعد 30 يومًا وفي بعض الأوقات 60 يوما، وهذه مشكلة تؤرقنا حتى الآن.

ومن بين التحديات، ذكر الغابشي أنها تمثلت في كيفية تأسيس بنية قوية للشركة في عالم الشحن وكسب ثقة الزبائن، إضافة إلى تأخر المعاملات في التخليص بسبب النظام أو وكيل الشحن مما يدفعنا للعمل في الإجازات. وشدد الغابشي في نهاية عرضه على أن الشباب العماني قادر على خوض غمار أي عمل، إذا تحلى بالإرادة والعزيمة، وأيقن أنه قادر على النجاح، مهما كانت التحديات والظروف.

تعليق عبر الفيس بوك