تركيا: لن يؤثر على عمليات عفرين.. وإيران: لن يشمل ضواحي دمشق

الهدنة السورية من قاعات الأمم المتحدة إلى ساحات "الأمر الواقع": قرار محترم.. إلا قليلا

 

بيروت - رويترز

قالت إيران إنّ القوات المؤيدة لدمشق ستواصل هجماتها على جيب تسيطر عليه قوات المعارضة قرب العاصمة السورية في الوقت الذي احتدم فيه القتال هناك رغم قرار أصدرته الأمم المتحدة ويطالب بهدنة مدتها 30 يوما في سوريا. وقال الجنرال محمد باقري رئيس أركان الجيش الإيراني الذي تساند حكومته الرئيس السوري بشار الأسد، إن طهران ودمشق ستحترمان قرار الأمم المتحدة.  لكن وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء نقلت عنه قوله إن الهدنة لا تشمل أجزاء من ضواحي دمشق "يسيطر عليها إرهابيون". وفي أنقرة، ذكر نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج أن قرار مجلس الأمن الدولي لن يؤثر على العملية التي تشنها بلاده ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين.

وجاء قرار مجلس الأمن في أعقاب سبعة أيام من القصف المتواصل من جانب القوات الموالية للحكومة السورية على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، في واحد من أدمى الهجمات منذ بداية الحرب.

وقال مقاتلو المعارضة إنهم اشتبكوا مع القوات الداعمة للحكومة أمس في الوقت الذي قال فيه مسعفون وسكان إن طائرات حربية قصفت بعض البلدات في الغوطة الشرقية.  وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سبعة أشخاص قتلوا كما أصيب 31 آخرون في غارات جوية وقصف لضواحي دمشق الشرقية. وأضاف المرصد ومقره بريطانيا إن قصف يوم الأحد كان أقل ضراوة من الهجمات التي وقعت خلال الأسبوع المنصرم.

وسرعان ما انهارت محاولات سابقة لوقف إطلاق النار في الحرب الدائرة منذ سبع سنوات حيث أصبح للجيش السوري اليد العليا بمساعدة إيران وروسيا.

ووافق مجلس الأمن بالإجماع على القرار الذي يطالب بوقف إطلاق النار للسماح بوصول المساعدات والإجلاء الطبي. وبينما أيدت روسيا القرار، أثار سفيرها لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا شكوكا في جدواه.  ولا يشمل قرار وقف إطلاق النار متشددين من تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة.

ونسبت وكالة تسنيم لباقري قوله إن إيران وسوريا ستلتزمان بالقرار لكن ”أجزاء من ضواحي دمشق يسيطر عليها إرهابيون غير مشمولة بوقف إطلاق النار و(عمليات) التطهير ستستمر هناك“.

وقال المرصد إن أحدث تصعيد لدمشق وحلفائها أسفر عن مقتل ما يزيد عن 500 في المنطقة الأسبوع الماضي من بينهم أكثر من 120 طفلا.  وقتلت الضربات الجوية والقصف أمس أربعة أشخاص في الغوطة الشرقية وأصابت 27 شخصا.

وتنفي الحكومة السورية وروسيا قصف مدنيين. وتقول موسكو ودمشق إنهما تسعيان لوقف هجمات بقذائف المورتر يشنها متشددون أسفرت عن إصابة العشرات في العاصمة.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف شخص يعيشون في الغوطة وهي جيب يضم بلدات وأراضي زراعية تحاصره الحكومة منذ عام 2013. وهو المعقل الوحيد المتبقي للمعارضة قرب العاصمة.

وأعلن الفصيلان الإسلاميان الرئيسيان في الغوطة يوم الأحد اندلاع معارك عنيفة على عدة جبهات حول الغوطة حيث وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في الأسابيع الأخيرة.

وقال حمزة بيرقدار المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام إن قوات المعارضة أحبطت محاولات للتقدم من قبل القوات الحكومية وفصائل مدعومة من إيران.

وقال وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن "مع ساعات الفجر الأولى اليوم كانت هناك معارك طاحنة بدأت مع قوات الأسد. حاولت اقتحام الجبهة الشرقية. القصف مستمر حتى هذه اللحظة". وقالت وزارة الخارجية الروسية يوم الأحد إنّ موسكو تعول على الداعمين الأجانب لمقاتلي المعارضة في ضمان احترام وقف إطلاق النار.

وصف البابا فرنسيس سوريا أمس بأنها "شهيدة" ودعا إلى السماح بوصول المساعدات وإلى إنهاء العنف فورا. وقال في عظته الأسبوعية أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس "كل هذا غير إنساني". وهرع المسعفون في الغوطة الشرقية للبحث عن ناجين بعد تعرض بيت سوا وسقبا لغارات جوية حسبما قالت هيئة الدفاع المدني التي تعمل في الأراضي التي تسيطر عليها قوات المعارضة. وقال شاهد في دوما إنّ الطائرات الحربية استمرت في التحليق في الصباح.

تعليق عبر الفيس بوك