العُشَّاق في مقابر جماعيّة


رودي سليمان – عفرين - سوريا


هزتْ السجائر  جبال الدخان في رئتي
وكأنَّ الذي فيّ غريب عني
يا أنا…
يا سارق السماء
لا تضع الجبال  في جيب الحقول
اغتنم فرصة هطول المطر
وابكِ دموعك دفعة واحدة
لترسلها شلالاً للإله
علَّه يمحو خطايانا
خطاياهم
 وخطايا الحروب المارّة من هنا
الجِذرُ المارُّ من هنا
ليس أبٌ لشجرة
إنما عرقُ دمٍ من ذراعي الزرقاء
الذراع المبتورة
والتي ضيعتها
في هروبٍ ما من المعارك الخاسرة
وأنا أدفن جثث العشاق في قبورهم الجماعية
هذا الجذر العتيق جداً
كصبارٍ سرق من الصبية دمعتها
وخز خديها بالحب
لتنتظر عشيقها المدفون بيدي في المقبرة الجماعية
يا أنا
لاتهز الجبال الدخانية كثيراً
لقنْ الأرصفة نهم اللقاءات والوداعات
واجعلها تنتظر أكثر من ذلك
لاتسرف في الحياة فالموت قريب
كرمية حجري نرد
كفراق نملتين أبتْ بينهما حبةُ حنطة
كذنبٍ تناثر في الأرض فنبت أجنة مشوهين
كفقاعة سمكة حاولت التحرر من غلاصمها
لاتسرق عمراً ليس لك
انتظر نفسك على زلة
ومرِّر السارقين على جثتك مرور الكرام
فأنت الأحقُّ بكامل هذا الاستعراض
لاترسم على الجدار لوناً
دع الظلال ترسم حريتها المسلوبة
ولاتكن منهمكاً باستدارة الأرض وكرويتها
فلتكن هذه الأخرى كما تريد يوماً
لتتخيل لنفسها زوايا ورؤوساً
وماذا إن كانت أرضنا مستطيلة
علَّها تتكأ على كوكب آخر
فينسكب ماءها على ماحولها
وتصدّر حروبها في ثقبٍ ما  من رؤوسها
وعلَّني أسقط متدحرجة منه خارج الفضاء
فينزاح كل هذا الجبل الدخاني عن صدري
علّني أهذي البكاء
وأنسى أني حفرت يوماً تلكم المقابر الجماعية

 

تعليق عبر الفيس بوك