زمن الطَّحالِب


راوية الشاعر - العراق


رئيس نادي الشعر في اتحاد الأدباء العراقيين

الوَطَنُ عروسٌ مُدلَّلةٌ بالاغتصاب
تَلدُ في مساءِ صباحها صناديقَ
ملونةً بــالطَّحالبِ
الأزرقُ يُعيبُ زُهدَ السَّجَّادةِ
بـــقُصْرِ عَقْلٍ
والأخضرُ يُرهقُ حبلَ المِسْبحةِ
بــثُقلِ جَهْلٍ
وتناغمُ اللَّونينِ يرسمُ
صوتَ السِّكينِ
وهي تؤذنُ على الرِّقابِ
بـــجَزٍّ مخبولٍ

كلُّ العابثينَ ملائكة
تَخلعُ تِيجانَ الدَّفاترِ
بـــقلمٍ مسحورٍ
مُقابل إصْبَعٍ أعزلَ
في قارورةِ حِراب
وحينَ تَمُوءُ آلهةُ  الكراسي
تنتعلُ الخطيئةَ شيطاناً
وتلعبُ بازدواجيةِ أُفْعُوانٍ
تُرعِبُ جدرانَ العبادةِ
ولُعابُ الشَّهيةِ
يَلعقُ العَلَمَ السَّمين
وهو يترنَّحُ على نَصْلٍ منخورٍ

مِسْكينةٌ أمي
حينَ حَرَستِ الأنثى في داخلي
بـــتابواتٍ ميِّتة
حينَ أغلقتْ عَواصمَ فَساتيني
بـــحِصَارٍ تعتصمُ فيهِ
اللا بـــغارِ نعم
وأبي الذي أَعرقَ ذكورتَهُ
بــشرائطِ ضفيرةٍ
تمناها ضابطٌ
يحملُ اسمَ العشيرةِ
حينَ تُعلَّقُ اللافتةُ السَّوداء
على أسلاكِ قريةٍ
فيها الرِّجالُ متاحفُ رجال
فيها النِّساءُ زُجاجاتٌ مَصْلوبةٌ
فــالعطرُ خائنٌ
واللَّمسُ خائنٌ
والعُقمُ شمعةُ وفاءٍ

الوطنُ مغيبٌ
كما الورد
وهو يخاصمُ القبور
كما الغفران
وهو يَعصي حسابَ القلائدِ
كما الحريَّة
وهي تُوصِدُ القُضْبانَ
بمبدأ يَعْبدُ السَّلاسلَ
الوطنُ ثريٌ بــالهزيعِ
كما البحر
حينَ يدفعُ الصَّخْرَ
بــزفيرِ لَعنةٍ
شَتَّتْ شهيقَ القواربِ
مُذ أضحتِ الطَّحالبُ
عُكَّازَهُ ومنفاهُ
حينَ أسرجَهُ المَوْجُ
على مُهورِ النِّسيانِ
حينَ أحصاهُ الفرحُ
على حُفَرِ السَّوائلِ
وهي تختنقُ بــحقائبِ المدارسِ

الوطن
مبتورُ الأخمصِ
فيهِ الآثارُ تبتلعُ سِرَّها
المفضوحَ على خارطةِ الكُرْهِ
حينَ يتنازعُ أشِقَّاءُ البَطْنِ
على نُطفةٍ لا هُويَّةَ لها
فــالشَّراشفُ تَلمُ
والجَفْنُ يَلمُ
والشَّوارعُ تَلمُ
والخرابُ يَلمُ
واللَّيلُ بــسراديبِ البَصْقِ يَلُم
والتاريخُ الأصفرُ يَلمُ
والصُّدْع المُوحِشُ يَلُم
والمَراوحُ تَلمُ
والذَّقَنُ المغفَّلُ يَلمُ
حتى خَرَقَةُ التَّطرُّفِ تَلمُ
والمِنصَّةُ مَشْلُولةٌ
مَشغولةٌ
بـــترقيعِ الكتابِ
بـــخيطِ طُحْلُب

 

تعليق عبر الفيس بوك