اليوم الحرفي العُماني

راشد البلوشي

تنعكسُ أهمية الصناعات الحرفية في السلطنة في بعض المنتجات، على دلالات مختلفة؛ منها: الهُوية الوطنية.. فالسلطنة حريصة على الاهتمام بهذا الإرث التاريخي؛ فمن الناحية التاريخية والثقافية كانت الصناعات الحرفية قديمًا تفِي بمُتطلبات وحاجات المجتمع العماني، ومتوافقة تمامًا مع الحياة المعيشية للمجتمع؛ سواء كان في المناطق الريفية أو الحضرية، وأسهمت في تلبية حاجاته اليومية كالمسكن والملبس والمأكل.

ومن الناحية الاجتماعية، أصبحت الصناعات الحرفية أحد الروافد الاقتصادية التي تسهم في رفد الناتج المحلي؛ من خلال إيجاد فرص عمل للكوادر العمانية، وتحسين مدى المشاركة في النشاط الاقتصادي، ومن أجل دفع عجلة الاقتصاد، وتحقيق التنمية، وإتاحة الفرصة لاستيعاب عدد كبير من الشباب للانخراط في هذه الصناعات.

ووفقا للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها العالم، تغير الإنسان في سلوكياته وحاجته لأنواع من أدوات الاستهلاك؛ فقد انحسر العمل في قطاع الصناعات الحرفية بشكل لافت، حيث حلَّ محله أنواع مختلفة ومتميزة من الصناعات الحديثة ذات العلاقة.

وبالتالي؛ كان لِزَاما أن تتواكب الصناعات الحرفية العمانية مع هذا التطور؛ من خلال تطوير هذه الصناعات، وتركَّز فيها على وضع اللمسات ذات طابع ينسجم مع متطلبات واحتياجات المستهلك، شريطة أن تجمع بين الماضي التليد والحاضر والمستقبل الزاهر.

اليوم.. وبعد أن قطع هذا القطاع شوطًا كبيرًا في الحفاظ على هذه الصناعات، حرصت السلطنة على أن تجعل يومًا للحرفي العماني؛ وذلك بهدف تعزيز الجهود نحو الارتقاء بالصناعات الحرفية وحمايتها، ويعدُّ مناسبة يتم فيها تكريم الحرفيين، إلى جانب التعريف بما تحقق للقطاع الحرفي في السلطنة من مشاريع وإنجازات.

وما يُثلج الصدر، وتفرح له القلوب، تزامُن هذا اليوم مع استضافة السلطنة -مُمثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية- المعرض الدولي للصناعات الحرفية خلال مارس المقبل، تأكيدًا منها على أهمية مثل هذه المعارض، التي تعد أكبر تجمع حرفي دولي ستشهده السلطنة، وبالتالي سيكون له المردود الإيجابي على الجميع كالسياحة التراثية من خلال الزيارات التي ستقوم بها الوفود المشاركة للمواقع التاريخية والتراثية التي تزخر بها بلادنا الحبيبة، إضافة لاستفادة أصحاب الحرف الصناعية من خلال مشاركاتهم في المعرض، وإبراز الهُوية العمانية في منتجات الصناعات الحرفية. وإضافة لذلك، سيستقطب المعرض كفاءات من مختلف أقطار العالم في شتى مجالات الحرف والصناعات اليدوية.

ونقول للشباب أصحاب الصناعات الحرفية: هي فرصتكم لإبراز أفكاركم وإبداعاتكم ومنتجاتكم في هذا المحفل الدولي، كما أنها فرصة لكم للالتقاء بكفاءات وخبرات عالمية أتت بها الهيئة العامة للصناعات الحرفية إليكم، لتُؤكدوا للعالم أن عُمان ذات حضارة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ.

حفظ الله عُمان وقائدها المفدى.....،

almeen2009@hotmail.com