صور – حمد بن صالح العلوي
دشنت المديرية العامة للخدمات الصحية في صور بجنوب الشرقية حملة (افحص يوم .. تسلم دوم) وذلك برعاية سعادة الشيخ عبدالله بن مستهيل شماس محافظ جنوب الشرقية وبحضور سعادة أعضاء مجلسي الشورى والبلدي ومديري عموم المؤسسات الحكومية بالمحافظة والطاقم الطبي والتمريضي وجمع من المواطنين.
وألقت الدكتورة سامية بنت سالم الهطالية مديرة دائرة الرعاية الصحية الأولية كلمة الافتتاح مشيرة إلى أنَّ الأمراض المزمنة غير المعدية تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد التنمية في جميع دول العالم وذلك لما تسببه من وفيات وأمراض تعيق الأفراد والمجتمعات عن السعي والعمل في سبيل تحقيق السعادة والرفاهية في محيطها فعالميا تقتل هذه الأمراض حوالي 38 مليون فرد سنويا، منهم 17,5 مليون يموتون بسبب الأمراض القلبية الوعائية و8,2 بسبب السرطانات و1,5 مليون بسبب السكري.
وأوضحت الهطالية أن الوضع مشابه لدينا في السلطنة إذ تعد الأمراض المزمنة السبب الرئيسي للوفيات المبكرة بنسبة 73 % لعام 2016 ربعها يرجع لمضاعفات أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ثم السرطانات بنسبة 7 % يليها السكري بنسبة 2,2 % أي أن واحداً من بين كل خمسة أشخاص في السلطنة يتوفى مبكرًا في الفترة العمرية من 30 وحتى 69 سنة ومن المؤسف القول إن الوفيات لدينا تحدث في سن أصغر بعشر سنوات من الدول المتقدمة.
كذلك أشارت البيانات الأولية لمسح الأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها بين العمانيين والذي قامت به وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في العام المنصرم إلى أن أكثر من 60 بالمئة يعانون من السمنة والوزن الزائد وما يقرب من ثلث المجتمع مصاب بارتفاع ضغط الدم، كما أن هناك شخصا واحدا بين كل 6 مواطنين مصاب بمرض السكري، كما أشارت البيانات إلى أن حوالي نصف العُمانيين لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافيًا.
وتطرقت الهطالية إلى أنَّ الوزارة عملت منذ فترة بعيدة على تعزيز الجهود لمكافحة هذه الأمراض في مؤسساتها المختلفة؛ حيث قامت بإدخال عيادات السكري وارتفاع ضغط الدم والربو في مؤسسات الرعاية الأولية وتوفير جميع الأدوية الأساسية والفحوصات المخبرية اللازمة، كما دشنت برنامجًا وطنياً للفحص المبكر عن الأمراض غير المعدية لمن هم فوق الأربعين عاماً في جميع مؤسسات الرعاية الأولية؛ بهدف التشخيص المبكر وتقديم العلاج الأمثل لمنع وتقليل حدوث المضاعفات وتم توفير عيادات للربو بالمراكز الصحية بكل متطلباتها؛ بهدف التقليل من نوبات الربو الحادة وتسهيل وصول المرضى إليها، إضافة لتعزيز السجل الوطني لأمراض السرطان بإدخال نظام رصد إلكتروني متطور لمتابعة الحالات.
وتبدأ الأمراض المزمنة بعوامل خطر تنذر الإنسان بأنه إن لم يبدأ في التغيير من طعامه ونمط حياته فإنه إنما يرمي نفسه إلى التهلكة وهذه العلامات يسهل تداركها وتعديل مضاعفاتها إن اكتشفت مبكرا كزيادة الوزن والغذاء غير السليم والتدخين والخمول البدني ودورنا يحتم علينا أن نحث أنفسنا أولا على التغيير كأفراد ومن ثم أن نوجد الوسائل التي من خلالها نسهل هذا التغيير على بقية أفراد المجتمع. وهذا ما سعت إليه وزارة الصحة من خلال جهودها المستمرة بتوعية المجتمع بضرورة تجنب عوامل الخطورة الأساسية، واتباع أنماط حياة صحية مناسبة.
وتتويجًا لهذه الجهود، وسعيًا من وزارة الصحة لتقوية مشاركة جميع القطاعات ذات الصلة، وعملا بتوصيات مجلس الوزراء الموقر بهذا الخصوص، صدر في العام 2015 قرار وزاري بتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية برئاسة سعادة وكيل الوزارة لشؤون التخطيط، وعضوية ممثلين عن العديد من الوزارات ذات الصلة؛ شملت: وزارة التجارة والصناعة، ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، ووزارة الشؤون الرياضية، ووزارة الإعلام، ووزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للتخطيط، إضافة لعدد من الجمعيات الأهلية مثل: الجمعية الأهلية لمكافحة السرطان، والجمعية الطبية العمانية، والرابطة العُمانية لمكافحة التدخين، وبعض المنظمات الدولية مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، إلى جانب مُمثلين عن القطاعات الصحية الأخرى بالسلطنة؛ وذلك بهدف تعزيز وتوحيد جهود كل القطاعات الحكومية والخاصة والمؤسسات المجتمعية الأهلية في مكافحة الأمراض غير المعدية.
وقد عقدت اللجنة سلسلة من الاجتماعات الدورية استمرت لمدة سنتين، تمَّ خلالها مناقشة أفضل السبل لمكافحة الأمراض غير المعدية، ووضع سياسة وطنية شاملة وخطة وطنية متعددة القطاعات تهدف إلى خفض عدد حالات الوفاة المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول العام 2025، وتحتوي الخطة على ثمانية فصول؛ تتناول الجوانب المختلفة لأعمال الوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية في سلطنة عمان، وتركز الخطة على التصدي للأمراض الأربعة الرئيسية: أمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والسكري، كما ستفسح حيزا كبيرا لمجابهة عوامل الخطورة الأساسية وهي قلة النشاط البدني والغذاء غير الصحي والتدخين، إضافة لتركيزها على التوعية والإعلام لما لها من أهمية في مجابهة مثل هذه الأمراض، وقد تم إشراك جميع القطاعات ذات الصلة في وضع هذه الخطة، التي تمت مراجعتها من قبل فريق منظمة الصحة العالمية. وقد توجت هذه الجهود بتدشين هذه الخطة في الثاني عشر من الشهر الجاري تحت رعاية صاحب السمو السيد شهاب بن طارق مستشار جلالة السلطان.
واختتمت الدكتورة مديرة دائرة الرعاية الصحية الأولية بصحية جنوب الشرقية بتوجيه الشكر إلى الطاقم الطبي والتمريضي المساهم في الحملة والمؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية والمجتمع عامة راجية التوفيق وصحة للجميع.
بعدها تفضل سعادة الشيخ عبدالله بن مستهيل شماس محافظ جنوب الشرقية راعي المناسبة والحضور بالتجول في المعرض الذي تشارك فيه عدد من المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية .
ويذكر أن حملة " (افحص يوم .. تسلم دوم) خلال الفترة من ١٨ فبراير وحتى ٣ مارس ٢٠١٨ وذلك لتشجيع الأشخاص البالغين من العمر ٣٠ عامًا فأكثر على الفحص المبكر للأمراض المزمنة غير المعدية وهي: السكري، ارتفاع ضغط الدم والسمنة والقصور الكلوي وارتفاع الكوليسترول حيث تتسم هذه الأمراض بالصمت ولا تظهر أعراضها المرضية حتى مرور سنوات عديدة وقد تكتشف بعد ظهور الأعراض .