هيئة الوثائق تصدر كتاب الأوسمة والنياشين في سلطنتي عُمان وزنجبار

...
...
...

 

مسقط - العمانية

صدر عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية كتاب "الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عُمان وزنجبار" ضمن إصدارات الهيئة في الجزء الثالث عشر من سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية الذي  يبرز جانبًا من الجوانب الحضارية والتاريخية لمسيرة عمان والعمانيين عبر مختلف العصور.

يقع الكتاب في (325) صفحة ويتكوّن من مقدمة وأربعة أبواب يتناول الباب الأول أوسمة ونياشين وميداليات سلطنة زنجبار، فيما يتحدث الباب الثاني عن أوسمة وميداليات سلطنة عُمان، والباب الثالث يتحدث عن الأوسمة والنياشين والميداليات الأجنبية الممنوحة لسلاطين عُمان وزنجبار، أمّا الباب الرابع فيحكي عن أوسمة ونياشين وميداليات ممنوحة لشخصيات عُمانية.

كما يضم الإصدار أربعة ملاحق: الأول صور لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والملحق الثاني صور الاحتفال باليوبيل الفضي للسلطان خليفة بن حارب سلطان زنجبار، والثالث صور لبعض سلاطين عُمان وزنجبار وعدد من الشخصيات، والملحق الرابع وثائق لسلطنة عُمان وسلطنة زنجبار.

ويعد الإصدار مرجعًا أساسيًا يرتكز على حقائق كثيرة تخدم الباحثين والمهتمين إلى جانب رفد المكتبات المحلية والعالمية بمجموعة من الإصدارات التي تستند إلى الوثائق والحقائق.

وسيتوفر هذا الإصدار بمعرض مسقط للكتاب في نسخته 23 والذي سينطلق 21 فبراير وحتى 3 مارس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، يأتي الإصدار ضمن سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية إضافة إلى عدد من الإصدارات والكتيبات الأخرى إضافة إلى مجموعة من الوثائق بركن الهيئة في المعرض.

وقال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إنّ إصدار الكتاب يأتي انطلاقا من اهتمام هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في سعيها الدؤوب نحو التعريف بالجوانب الحضارية والتاريخية لعُمان في كافة المجالات؛ من خلال اعتمادها على تدعيم بحوثها ودراساتها باستغلال الوثائق والخرائط والصور والرسومات والمخطوطات وكل أشكال وأنواع المواد العلمية والفكرية التي تعين في إظهار موضوعات البحث والدراسة وتقديمها بصورة تبرز الحقائق التاريخية التي ارتكزت على دلائل الإثبات والتي لا تدع مجالاً للتأويل أو التهويل وإنما تسهم في قراءة الواقع من خلال ما تقدمه الوثائق من مصداقية للحقائق والكشف عن موضوعات وحقائق مجهولة لدى أفراد المجتمع.

وأضاف سعادته أن الهيئة تمضي قدما في سبيل نشر المواد العلمية والبحثية فما زلنا ندعو الباحثين والدارسين والمؤسسات العلمية نحو الاستفادة من خدمات البحث العلمي التي تقدمها الهيئة وتوجيه طلاب الدراسات العليا ومختلف الباحثين نحو الاعتماد على الوثائق والمحفوظات المتوفرة في تعزيز بحوثهم ودراساتهم، فإنّ الهيئة تعول على الباحثين في هذا المجال بجانب ما تقوم به من إعداد دراسات علمية وأعمال بحثية تصدرها على هيئة كتب وسلاسل أكاديمية وإصدارات فكرية وعلمية ترفد من خلالها المكتبات العامة المحلية والمكتبات العالمية.

وأوضح سعادته أن الهيئة في هذا الصدد يسرها أن تقدم جهداً آخر ارتكز على ما أتيح للهيئة من الوثائق والصور والدراسات للتعريف بالأوسمة والنياشين في سلطنة عُمان وسلطنة زنجبار حيث يمتد تاريخهما وفقا لما لدى الهيئة من الوثائق من عام 1857م في عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان، سلطان زنجبار، فضلاً عن الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنة عُمان والتي ظهرت بشكل واسع من حيث عددها وأنواعها وذلك في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه-.

وأشار إلى أن جهدا كبيرا بُذل في إعداد الكتاب للبحث في وثائق الهيئة التي تتناول في بعضها تاريخ النشأة وتفاصيل كل وسام أو نيشان أو ميدالية والوثائق تؤكد بالإشارة إلى الأشخاص الذين نالوا شرف الحصول عليها، وأثبتت الوثائق تبادل السلاطين في عُمان وزنجبار للأوسمة والنياشين مع الملوك ورجالات الدولة، كما تقلدوا الأوسمة والنياشين والميداليات؛ تقديراً لجهودهم في جوانب عديدة، وقد حملها السلاطين في مناسبات عدة، وقد حظي الجانب الدبلوماسي بنصيب وافر من السفراء والقناصل المعتمدين في سلطنة عُمان وسلطنة زنجبار.

وقد خلدت الوثائق التاريخية التي في حوزة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التاريخ الحافل للأوسمة والنياشين العمانية، حيث يعود تاريخ استحداث أول نيشان عماني إلى عام 1857م من قبل السلطان ماجد بن سعيد وقد أطلق عليه نيشان الكوكب الدري الذي ظل متوارثا من قبل السلاطين العمانيين في زنجبار حتى عام 1960م وما يميز النيشان في كل عهد هو وجود إضافات متفردة على النيشان تشير للسلطان الحاكم في تلك الفترة كالطغرائية السلطانية أو صورة السلطان وغيرها وظهر النيشان المجيدي الذي لا يقل عمرا عن نيشان الكوكب الدري.

ليس هذا فحسب فقد ظهرت العديد من الميداليات كالميدالية العسكرية وميدالية حكومة زنجبار وغيرها كثير. وظهر نيشان الشرف السعيدي في سلطنة عمان في عهد السلطان تيمور بن فيصل البوسعيدي في عام 1913 لينعم به على كل من يظهر الولاء والإخلاص في خدمة الدولة، إضافة إلى العديد من الميداليات العسكرية في عهد السلطان سعيد بن تيمور.

وقد توسّع نطاق الأوسمة والنياشين في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وتعددت مجالات منحها واستحقاقها، فقد خصصت للعسكريين وللمدنيين وللمجيدين في المجالات العلمية والفنية والأدبية ومن هذه الأوسمة وسام آل سعيد، ووسام عمان ووسام الامتياز ووسام الشرف الأعظم ووسام النعمان وغيرها الكثير. وخلد الجزء الأكبر منها المناسبات والأعياد الوطنية التي يعتز بها كل عماني في سبيل إبراز وطنه العزيز.                                                                                      

وتقول راية بنت عامر الحجرية وجليلة بنت يوسف الراشدية أخصائيتا وثائق ومحفوظات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إن فكرة كتاب " الأوسمة والنياشين والميداليات في سلطنتي عمان وزنجبار" جاءت من وثيقة مرسلة إلى السكرتير الخاص للسلطان خليفة بن حارب بتاريخ 21/ أبريل 1958 من أحد المسؤولين في مركز للبحوث الدولية بالجمهورية الألمانية يطلب تزويده معلومات دقيقة عن تاريخ بعض الأوسمة والنياشين التي ظهرت في سلطنة زنجبار، مما أوقد لدينا شرارة البحث في وثائق ومكنونات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وذلك بالدعم الحثيث من سعادة الدكتور رئيس الهيئة.

وتفرد هذا الإصدار بعرضه للوثائق التي تثبت الحقائق التاريخية متوشحة بصور الأوسمة والنياشين والتي تم الحصول عليها بفعل البحث الجاد والمضني سواء عن طريق مراسلة الشركات المصنعة لهذه الأوسمة أو مراسلة الباحثين المهتمين بالأوسمة والنياشين، وزيارة المتاحف المحلية والخارجية وإقامة المقابلات مع الأسر والشخصيات التي نالت شرف الاحتفاظ بهذه القطع الثمينة التي قد لا يدرك الكثير منا قيمتها المعنوية قبل المادية.

 

تعليق عبر الفيس بوك