الشاعرة العمانية شميسة النعمانية في ( المحرّق) البحرينية

شميسة النعمانيّة "تزرع في الريح قمحها"

 

 

مسقط - الرؤية

ضمن إصدارات الجمعيّة العُمانيّة للكتاب، والأدباء، في معرض مسقط الدولي للكتاب، صدرت للشاعرة شميسة النعمانيّة مجموعة جديدة حملت عنوان (سأزرع في الريح قمحي) عن دار (مسعى) البحرينيّة، التي تهديها "إلى المفتونين بالحياة، إلى اللا مُكترثينَ بالموت، إلى الأرواحِ / الجَنَّة، والأرواح / اليَباب، أهدي الريحَ .. والقمح، فبعثروهما حيثُ شئتم.. أو شاءت الحياة"، وعبر عشرين نصّا ينتمي، معظمها، لشعر التفعيلة، تبحر النعمانية في رحلة مع الذات، والوجدان، وأسئلة الوجود بنبرة يغلّفها الحزن، منطلقة من الخاص إلى العام:

أنا دمعةُ الحُزنِ التي شاخَتْ على وَجْهِ الحياةِ تجولُ من خَدٍّ لِخَدْ

أو كُنْهُ زيفٍ لا يَجِفُّ وليسَ يَعْرِفُهُ أَمَدْ

أنا جمرةُ المعنى التي انْطفأَتْ،

ولا سِحْرٌ يُعيدُ الرُّوحَ في جَسَدٍ هَمَدْ

أنا زهرةُ الرُّمانِ تسْحَقُها مقاديرُ الكَمَد

أنا قِصةُ البحرِ التي رَفَّتْ أساطيرًا على وَجْهِ الزَبَد

أنا بسمةٌ طارتْ على خَيْلِ المَدى،

والريحُ حَرَّضَ حافِرَيْهِ وكُلَّما أدنو ابْتَعَد

أنا عينُ قِدِّيسٍ تَغَشَّاها الرَمَد

أنا أبجديةُ غائبٍ فَرَّتْ إلى الأوطانِ يسألُها الحنينُ عن المَدَد

أنا تمتماتُ اللَّحنِ موؤدًا بأحكامِ الفقيهِ و"حُرْمَةٍ" في كُلِّ ضوءٍ تَحْتَشِد

أنا جَمْعُ أعمارٍ يُقَلِّصُها الزمانُ بحُزْنِهِ في لا عَدَد!"

هذه النبرة تتصاعد لتتحوّل إلى أسئلة تكشف عن لواعج دفينة، كما في "ترميم قلب": 

أَوَكُلَّما رمَّمْتُ هذا القلبَ يندثرُ الطريقُ؟

أو آنَسَتْ عينايَ حُلْمًا كانَ خَلْفَ الضوءِ مِجْدافٌ غريقُ؟

أوكُلَّما عبَّأَتُ روحي بالخُزامى

 سوف يَنْفَخُ في ذؤابَتِها شَرارٌ أو حَريقُ؟

يَتَلَفّتُ الحُزْنُ الذي في ريفِ قلبي وحدَهُ،

 حتى إذا اتَّسَعَتْ مِساحاتٌ يَضِيقُ .."

وتتغنى بعُمان التاريخ والحضارة، عمان النابتة في وجدان الشاعرة، لتتحول إلى حكاية كونيّة :

مالَتْ على القلبِ نَسْماتٌ تُؤرجِحُها

      سُلالةُ الماءِ حيثُ النُّورُ يَنزَلِقُ

وأَوْقَدَتْ شُعْلَةَ الوادي المُقَدَّسِ في

 تُخومِ مُقْلَتِـــهِ، والطِّيــنُ يَأْتَلِقُ

هناكَ في الجَمْرةِ الأولى على دَهَشٍ

بِلَّوْرَةُ الكَونِ شَفَّتْ واَنْتشى الفَلَقُ

 

سبق للشاعرة شميسة النعمانية التي ستقوم بالتوقيع عليها في جناح الجمعية بالمعرض مساء الأحد المقبل، أن أصدرت عام 2014م مجموعة حملت عنوان (ما تبقّى من اللون)، عن وزارة التراث والثقافة، ودار الانتشار العربي البيروتيّة،

وكتابا حول (الخطاب الصحفي في حرب ظفار.. صحيفة عمان: 1972 – 1975م)، صدر عام2016م، عن المؤسسة العربية للدراسات، والنشر ببيروت، وهو بالأصل بحث قدّمته لنيل درجة الماجستير من كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس بإشراف الدكتور عبد الله بن خميس الكندي.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك