هل استعد "باريس" للملكي جيداً؟

حسين بن علي الغافري

تدخل بطولة دوري أبطال أوروبا منتصف هذا الأسبوع لقاءات الحسم وبداية المنافسة الشرسة. صحيح أنَّ اللقاءات تحكمها فرصتان ذهاباً وإياباً لكل المباريات، لكن يبدو أن أصحاب الطموحات الكبيرة بحاجة إلى اقتناص كلتا الفرصتين من أجل ضمان المقعد. لقاءات الذهاب ستلعب في أسبوعين بدءًا من هذا الأسبوع عندما يحل توتنهام الإنجليزي ضيفاً ثقيلا على يوفنتوس الإيطالي، وبازل السويسري يستقبل مانشستر سيتي الإنجليزي. والأربعاء تستكمل باقي اللقاءات بمواجهة كبيرة بين ريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، وبورتو البرتغالي وليفربول الإنجليزي.

لعل فترة التوقف الطويلة بين دور المجموعات ولقاءات الدور الثاني منحت الأندية فرصة كبيرة لقراءة المنافسين جيداً، بالإضافة إلى تصحيح المسار والوقوف على آخر الثغور في الميدان. قمة القمم هذا الأسبوع بطبيعة الحال ستكون على أرضية الملعب الملكي ريال مدريد باستقباله ضيفه الباريسي الثقيل المدجج بالنجوم. الريال وإن كان فوزه على ريال سوسيداد بخماسية مطلع هذا الأسبوع إلا أن المتابع لحالة الفريق الفنية يُدرك تماماً بأنه غير مستقر وغالبية نجومه في تراجع واضح عما كانوا عليه العام الماضي. في الجانب الآخر يدخل النادي الباريسي المواجهة وطموحاته الرئيسية تكمن في هذه البطولة. الأسماء التي يمتلكها والأموال التي أنفقتها الإدارة في الصيف الماضي تجعل مسألة الدوري والبطولات المحلية أمراً مُسلّماً بتحقيقه مقارنة ببقية المنافسين. التركيز الكُلي ينصب على أبطال أوروبا مطمع الإدارة الأول. فنياً، يبدو الملكي ذكياً جداً في كيفية التعامل مع اللقاءات الأوروبية وقياس عدم استقراره محلياً وإسقاطه على المنافسة الأوروبية لا يبدو بالصائب. خبرة الريال تلعب دورا كبيرا في ترجيح أفضليته. الريال يشهد تناسقا بين خطوطه الثلاثة، وخط وسطه من أفضل الخطوط. ما يفتقده الريال هو العمق الدفاعي برحيل البرتغالي بيبي ذي الخبرة. أيضاً خياراته في خط المقدمة. النادي الباريسي ممتاز في جميع خطوطه، وخصوصاً الثلاثي المرعب في خط المقدمة ما سيضع المواجهة كبيرة بين الفريقين ويصعب توقع نتيجتها.

لقاء يوفنتوس الإيطالي وتوتنهام لن يقل هو الآخر في الإثارة وكرة القدم الجميلة. كشف النادي الإنجليزي هذا العام عن مستوى فني كبير وتأهل متصدرا لمجموعته التي ضمت حامل اللقب ريال مدريد. اللقاء يصعب التوقع فيه أو قراءته.. السيدة العجوز هو الآخر بدأ يستعيد شيئاً فشيئاً مستواه المعروف عنه.. المباراة مؤكد أنها ستكون غنية فنياً. النادي الإنجليزي ما يميزه وساهم بشكل كبير في نجاحه هو ترابط خطوطه الثلاثة، واللعب بطريقة المجموعة الواحدة، وهذا الأمر يُحّسب لمدربه الإرجنتيني بوكاتينهو. يوفنتوس مع ذلك يُعدّ فريقاً ليس بالسهل إخراجه أو الإطاحة به فقد وصل للنهائي مرتين آخر ثلاث نسخ. ويمكن القول بأنَّ لقاء اليوفي والسبيرز لن يقل إثارة إطلاقاً عن قمة الأسبوع بمواجهة العملاق الملكي منافسه الباريسي. ومن الممكن القول بأن هذا اللقاء ونتيجته الإيجابية ستخفف الضغوط الكبيرة التي يعيشها الفريق وتعيد شيئاً من الثقة فيه وعلى مدربه الفرنسي زيدان. فتدريب نادٍ مثل الملكي أمر صعب جداً وسقف الطموحات يجب ألا ينخفض ولو حققت لقبين في الأبطال بأول موسمين لك. هي مُسلّمات لا تتغير إطلاقاً .. الفوز بالألقاب دائماً وأبداً.