مسقط - الرؤية
احتفل المجلس العماني للاختصاصات الطبية، مساء أمس، بتخريج الدفعة التاسعة من الأطباء العمانيين الذين أكملوا فترة التدريب في المجلس، والتي تراوحت من 4 إلى 6 سنوات أكاديمية؛ حيث رعى معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة رئيس مجلس الأمناء للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، حفل تخريج 96 خريجا وخريجة من 17 تخصصا طبيا؛ تشمل: أمراض الدم، والأذن والأنف والحنجرة، والتخدير، والجراحة العامة، والصحة النفسية والطب السلوكي، والطب الباطني، وجراحة العظام، وأمراض الأنسجة، والأحياء الدقيقة، والأشعة، والأمراض الجلدية، والكيمياء الحيوية، وطب الأطفال، وطب الأسرة، وطب الطوارئ، وطب العيون، وجراحة الوجه والفم والفكين.
شمل حفل تخريج الدفعة التاسعة -الذي أُقيم في فندق جراند ميلينيوم مسقط- على كلمة ترحيبية، قدمها سعادة الدكتور هلال بن علي السبتي الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، قال فيها: إن التخرج لحظة من لحظات العمر الزاهية يأتي تتويجا لجهد دؤوب وعطاء متصل، لكنه في ذات الوقت إعلان عن بداية مرحلة أخرى من العمل يُظهر فيها الطبيب الخريج قدراته، مُسهما في بناء وطنه، مرحلة يحتاج فيها الطبيب بجانب ثقافته العلمية إلى أن يشحذ همته لتطبيق ما اكتسبه، وأن يواكب التقدم العلمي الذي يتجدد باستمرار في عالم الطب، وهو في كل الأحوال محتاج لقيم التعاون والتفاهم البناء والتسامح في بيئته الوظيفية، كما يتوجَّب عليه أن يعي أبعاد رسالته، والواجب المُلقى على عاتقه، والدور المنتظر منه القيام به، مستخدما شتى المهارات والمعارف التي اكتسبها خلال التحاقه بالمجلس لتعيينه على حسُن التصّرف، ورشاد التدبير، كما لا نغفل أن يتحلى الطبيب بحسن المعاملة في أصعب الأوقات؛ فالطبيب بطبيعة عمله يكون مشغولا في أغلب أوقاته، إلا أنه رغم ذلك يكون نصب عينيه غرس روح الفكر الإيجابي في قلب مَن يتعامل معه؛ سواء كان زميلَ عمل أو مريضًا أو مراجعًا. ويُسعدني في هذه اللحظات أن أزف للخريجين والخريجات صادق التهاني والمشاعر الدافئة؛ فهنيئا لكم أيها الخريجين ما حققتم، وهنيئا لأهلكم وذويكم وأصدقائكم ما أنجزتم، وهنيئا لنا بكم، فأنتم شباب الإبداع والتطوير لمستقبل مشرق واعد لسلطنتنا، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في مسيرتكم الوظيفية.
بعد ذلك، قدم ضيف الشرف البروفيسور ديسموند جيرمان رئيس مجلس إدارة القوى الصحية في وزارة الصحة النيوزلندية، وأستاذ العلوم الصحية ومساعد العميد في جامعة أوكلاند، كلمة خاصة بهذه المناسبة.
ثم أُلقيت قصائد وطنية. وبعد ذلك، كلمة الخريجين قدمها الدكتور علي الصواعي خريج تخصص طب الأطفال.. قال فيها: نؤمن بأن العنصر البشري هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن، ويمثل شرطاً أساسياً لتحقيق التنمية الشاملة، ولقد أدرك مولانا حضرة صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- هذا المفهوم منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم. وجاء إنشاء المجلس العماني للاختصاصات الطبية، ليكون مركز تدريب وتطوير للطبيب العماني، مراعيًا بذلك كل المقاييس الإقليمية والدولية؛ مما يضمن بذلك جودة التعليم والتأهيل والتدريب. أيها القائمون على المجلس العماني للاختصاصات الطبية، لقد عملتم بكل إخلاص من أجل تطوير التدريب والرقي به إلى أعلى المستويات، وها أنتم اليوم تجنون ثمار ما زرعتم بعد أن أوليتم هذه النخبة من الأطباء كل رعاية واهتمام. أعضاء الهيئة التدريسية في مختلف المستشفيات ومراكز التدريب، أخذتم بأيدينا فيمَّمنا شطر العلم. ولأن الطب علمٌ عملي لم تكن تُغنينا عنكم مصنفات الكتب ولا مواقع البحث، فقد كانت خبرتكم العملية الواسعة مصدرنا الأول في اكتساب المهارات العملية في كل تخصص. زملائي الخريجين والخريجات، نقف اليوم على عتبات التخرج والبسمة ترتسم على مُحيانا والأمل يعانق أرواحنا لمستقبل باهر مزهر، فهنيئا لكم هذا اليوم البهيج "يوم التخرج" الذي تمسحون فيه عرق كفاحكم وتقطفون فيه ثمار بذلكم واجتهادكم.
وشمل حفل التخريج توزيع الشهادات التقديرية على المدربين والأطباء المقيمين المجيدين بالمجلس، ثم سلمت شهادات الاختصاص لـ96 طبيبا عمانيا متخصصا. وإضافة للتدريب داخل السلطنة، فإنَّ المجلس العماني للاختصاصات الطبية يوفد العديد من الأطباء للتدرب خارج البلاد، ذلك من أجل اكتساب المزيد من المهارات والخبرات المتنوعة.
أُنشئ المجلس العماني للاختصاصات الطبية لتدريب الأطباء العمانيين الذين أتموا دراستهم الجامعية (البكالوريوس) في إحدى الجامعات والكليات المعترف بها في السلطنة، وأتموا فترة الامتياز في إحدى المستشفيات، ليتم تأهيلهم مرة أخرى ليكونوا مختصين في إحدى البرامج الطبية الـ18 المعتمدة في المجلس؛ وذلك بعد إجراء المقابلات الشخصية لانتقاء الأفضل منهم.
كما تشمل سنوات التدريب في المجلس والتي تتراوح من 4 إلى 6 أعوام أكاديمية -حسب البرامج التدريبية- على محاضرات نظرية وحلقات تدريبية باستضافة مجموعة من الخبراء من الدول المتقدمة طبيا، كذلك التحاقهم بالعديد من البرامج التدريبية داخل وخارج السلطنة وفقا للتعاون الدولي الذي يوليه المجلس رعاية خاصة. ويحصل الطبيب المقيم بعد إتمامه فترة التدريب بالمجلس على شهادة إكمال التدريب، وشهادة الاختصاص من المجلس العماني للاختصاصات الطبية والتي تماثل شهادة الدكتوراه مهنيا في أحد تخصصات الطب.
وقد حقق المجلس العماني للاختصاصات الطبية إنجازا دوليا بحصول عدد من البرامج التدريبية على الاعتماد الدولي من مجلس الاعتماد الدولي للتعليم الطبي العالي بالولايات المتحدة الأمريكية. وجاء حصول المجلس على الاعتماد نتيجة لاستمرارية تقييم المناهج من خلال التطوير المستمر وفقا لمعايير الاعتماد الدولي حسب الاحتياجات الصحية في السلطنة بالمتابعة والتقييم حسب المعايير الدولية، إضافة لتقييم الأطباء المقيمين في البرامج التدريبية وتقييم المدربين.
وسبق هذا الاعتماد العديد من الزيارات التحضيرية لتقييم هذه البرامج الطبية التخصصية بين المجلس العماني للاختصاصات الطبية ومجلس الاعتماد الدولي للتعليم الطبي العالي بالولايات المتحدة الأمريكية، واجتماعات مختلفة مع وفود لتقييم البرامج الطبية التخصصية بالمجلس ضمن عملية الاعتماد الدولي.
ويتدرب الطبيب المقيم في المجلس بالمراكز التدريبية المختلفة كمستشفى جامعة السلطان قابوس، والمستشفى السلطاني، ومستشفى النهضة، ومستشفى خولة، ومستشفى الشرطة، ومستشفى القوات المسلحة، ومستشفى المسرة. بالإضافة إلى مركز المحاكاة الطبي.