أهلي سداب .. "فهل من مُدَّكر"

أحمد السلماني

أهلي سداب.. يعدُّ واحدًا من أعرق أندية السلطنة وعاصمتها على الإطلاق، إنجازاته تتعدَّد في رياضات مظلومة إعلاميا، متفوق في الهوكي واليد، لكنه مضى عليه ردح من الزمن منذ أن حقق آخر إنجازته الكبيرة في كرة القدم، تقريبا 3 عقود إلا قليلا!

جاء بحلته وشعاره الجديد بعد اندماج ناديي الأهلي وسداب، ليُخرج لنا مولودا "كُتِبت له السعادة"، هكذا قالوا لنا يومها أو ما تم ترويجه من أحلام وردية ملؤها البطولات ومنصات الألقاب، لكن القدر أراد له الشقاء، مهما صنعت في باقي الرياضات والمساقات فلن تظهر أو تبرز أو يشار إلى عملك إن لم تصنع شيئا في كرة القدم، لا أعلم من الذي تفتقت في ذهنه فكرة دمج الأندية يومها، نعلم أن النوايا كانت حسنة والهدف ساميا، ولكن تنشدون حال الأندية المندمجة، هذه هي الحال، انقسامات وشد وجذب، تحتاج عمليات قيصرية وجراحات معقدة لكي تخرج بمجلس إدارة توافقي، هذه التي لم نحسب لها حسابا عدا هجران الجماهير، بعد أن سقط من قاموسها مصطلح "الولاء والانتماء" هذه حقيقة، وعلينا أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال، وآن الأوان لإعادة النظر في قرارات ما عادت تفي أو تقنع الوسط الرياضي والثقافي المثقف والواعي لما له وعليه.. "فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ".

أعتقد جازما أن نادي "أهلي سداب" واحد من ضحايا الدمج، هذا النادي الذي لطالما كانت له القدم القوية في كرة القدم، ودائما على القمة في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت، نراه يصارع اليوم من أجل إثبات الذات، ولكي يقول إنه لا يزال موجودا ليس إلا، فآخر إنجازات كرة القدم الكبرى بهذا النادي كانت الفوز بكأس جلالة السلطان المعظم العام 1988م أي 29 عاما من سنوات التيه والانضواء، بل لنقل الانكفاء والرضا بالتدحرج ما بين دوري الأولى والثانية، بعد أن كانت له محاولة جادة للعودة لدوري الأولى قبل يومين، لكنَّ نتائج الجولة الأخيرة وشطب نقاط نادي الاتحاد أعلنت عن تأهل سمائل وقريات على حساب نادي أهلي سداب.. ثلة بسيطة من أبنائه من لا يزالون يتشبثون بماضي الزمن الجميل، ويجتهدون للحفاظ على ما تبقى، لكن السؤال: أين البقية؟! النادي يسبح في بحيرة كبيرة من الشخصيات الاعتبارية ورجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص وهذا مآله، أم أن هناك أسبابا أخرى لا نعلمها؟!

وحدهم أبناء النادي يدركون العلة، وأين مكمن الخلل، وعليهم مواجهة الحقيقة، النادي الذي لا يزال ينبض في قلب العاصمة لا يمتلك ذلك القدر العالي من الإمكانيات والاستثمارات التي تضمن له ريعا يستطيع من خلاله الصرف على كرة القدم، فهذه عصبها المال. أما شعارات "الحب والولاء والانتماء، فهذه رحلت مع الفذ والمغفور له بإذن الله غلام خميس، ومن في حكمه يومها"، وطوال هذه السنين قلة من انبرى وفكَّر في التأسيس استثمارات تعين النادي على الوقوف، قالها رئيس سابق له: "آخر يوم لي في مجلس إدارته، كان ميلادا جديدا بالنسبة لي"، لكم أن تتخيلوا ما وراء هذه العبارة من معان ودلالات.

رسالتي لأبناء "أهلي سداب": لن يأتيكم أحد من المحافظات والولايات الأخرى لينفض الغبار، وحدكم بعقولكم وقلوبكم وحنينكم للماضي تسطيعون "بعث" الماضي الجميل لـ"أهلي سداب"، الإدارة الجديدة تُبلي حسنا، فالتفوا حولها.. "فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ".