من ملامح لقاء الغرب في القصة القصيرة العمانية المعاصرة (3-3)

د. إحسان اللواتي – جامعة السلطان قابوس

 

في المقالة السابقة تناولنا ملمحين من أهم ملامح لقاء الغرب في القصة القصيرة العُمانية المعاصرة، وفي هذه الحلقة الأخيرة نتحدث عن ثلاثة ملامح أخرى ونركز أكثر على ملمح (الارتداد إلى الوطن): وهو من الملامح البارزة التي لا تخطئها العين في القصة القصيرة العمانية المعاصرة، حيث إنّ الانفصال عن الوطن – وإنْ بدا طويلاً وعميقًا أحياناً – لا يمثّل قطيعة تامة معه. فالوطن حاضر لدى الشخصيات القصصية المغتربة حضوراً أكيًدا في منطقة ما وراء الشعور لديها، لذا نجده يُستدعى عند توافر أي سبب من أسباب هذا الاستدعاء، مهما بدا صغيًرا .وللارتداد إلى الوطن أربع تجلّيات متنوعة وبازغة...

(3) لقد كانت (عاطفية الشرق) هي الملمح الثالث من ملامح لقاء الغرب في القصة القصيرة العُمانية المعاصرة: فوسط كل البرود والآلية اللذين يطغيان على العلاقات الاجتماعية المختلفة في الغرب ، يبرز الإنسان الشرقي في القصة العمانية مميزاً بعواطفه الإنسانية الدافقة التي تجعله دوماً فريدًا في الوسط الغربي . ففي قصة " خلجات مترادفة " لحمد بن رشيد نقرأ التساؤل الآتي بعد أن وقع بطل القصة في الحب من نظرة أولى إلى فتاة جالسة أمامه:
" من هي بالنسبة له ؟ هل تورط في حبها؟ هل الحب ينزل بهذه السرعة؟ أم أن الإنسان الشرقي يحب بسرعة ؟ " (33).
والسرعة المعروضة ههنا تستحيل عند بدوي أحمد بن بلال إلى صدق وعمق حقيقيين لا يكون فاقدهما إلا جماداً أخرس:
" إن من يكنزون في أعماقهم الحب، ويجعلون من مسامات جلودهم ينابيع تفيض به، ويزرعون على شفاههم أعذب البسمات، وينشرون من ثغورهم أعطر الكلمات، يملكون قلوبًا آدمية خفاقة، وهي أثمن من ماس الأغنياء ويا قوتهم. أما الذين يملكون الخزائن ويبخلون على الناس حتى باللفظ الحسن فأولئك هم العبيد الحقيقيون، ويا للأسف لتلك الجمادات الخرساء! " (34) .
بيد أنٌ بروز العاطفة الشرقية يبدو أحياناً أمرًا مبالغاً فيه إلى حد غير مقنع ولا واقعي، ففي قصة "العودة" لعلي الكلباني يقول خالد لأحمد في أول لقاء بينهما دون أية معرفة مسبقة:
" إنني مستعد لعمل كل شيء أقدر عليه، وأنا مستعد بكل شيء حتى لو كلفني ذلك تضحية مني . نحن إخوة وبخاصة في ديار الغربة، وليس من الشهامة العربية أن أتخلى عن أخي في الضيق " ( 35 ) .
إنٌ هذا الاستعداد الغريب من خالد لعمل أي شيء، حتى التضحية ، في سبيل إنسان لا يعرفه ليضفي على شخصيته طابعًا غير واقعي، وكأنه بالفعل "ملاك أو رسول أرسل من الجنة لأجل إرشاد التائه أحمد إلى الطريق الصحيح" (36) .
ويتأكد التعمّل والتكلف في ذهن قارئ القصة حين يجد أحمد في لحظة يفضّل الانتحار على الرجوع إلى الوطن ، نتيجة تقصيره الشديد في حقوق والديه وزوجته:
" لا أستطيع العودة إلى وطني، ولو عدت فكيف سأقابل أبي وأمي وابنة خالي التي تركتها سنين دون أن أسأل عنها ؟ هل سيغفر لي أهلي عقوقي؟ لا .. لا أعتقد أنني أستطيع العودة. إنني أفكر في أن أتخلص من هذه الحياة ، فذلك خير لي ولأمثالي الذين يضحّون بأوطانهم وأهلهم ومثلهم في سبيل نزوة طارئة وطيش عابر" ( 37 ) .
ثم يجد أحمد نفسه في لحظة أخرى – بعد موعظة قصيرة من الملاك خالد – يعود إلى الوطن مطمئن الفؤاد:
" وعاد أحمد .. عاد إلى وطنه .. عاد إلى والديه وزوجته وأهل بلده الطيبين " ( 38 ) .
نعم عاد، عاد دون أن يجد لكل تقصيراته السابقة في حقوق أهله أي انعكاس سلبي عليهم إزاءه، والسر أنهم " طيبون"!
(4)النظرة الكلية:
على الرغم من وجود إدراك واضح لاشتمال الحياة الغربية على جوانب إيجابية وأخرى سلبية ، قلّت أو كثرت، فإنٌ النماذج القصصية المدروسة ههنا لا تبدو منطلقة من منطلق استحضار البنية المعقدة من العلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والتي " يتداخل فيها الماضي والحاضر والمستقبل، ويتشابك فيها الثقافي بالسياسي بالديني " ( 39 ) . فمنطلق هذه القصص كلي، يميل دومًا إلى استخلاص المحصلة الإجمالية التي غالباً ما تكون دينية خلقية اجتماعية ، وقد تقدمت أمثلة لهذه، ونادرًا ما تكون سياسية، وأبرز مثال لها قصة "الله وأمريكا" لمحمد بن سيف الرحبي (40)، وفيها تتلخص أمريكا في جانب التسلط والهيمنة، دونما إشارة إلى أية جوانب أخرى لها.
وليس بمستنكر على القاص، بل الأديب عمومًا، أن يميل في كتابته إلى جهة عرض محصّلة إجمالية للموضوع الذي يعرض له، فهذا شأن الأدب. إنه رؤية خاصة بالأديب إلى الموضوع، وبقدر ما تكون هذه الرؤية مختلفة ومتفردة تكون للأدب قيمته، وليس الأديب باحثًا اجتماعيًا أو محلٌلاً سياسيًا حتى يطالب بالإحاطة والاستقصاء وعرض كل الآراء والتفصيلات. بيد أنّ مكمن الخوف هو أنّ البحث عن نظرة كلية تمثّل المحًصلة في موضوع متداخل متشابك كموضوعنا قد يقود أحياناً إلى اجتراح بعض الأحكام القيمية غير المنصفة إزاء بعض القضايا التي قد يبدو أنّ قضايا أهم منها تعارضها أو تضادّها ، فنصل بالنتيجة إلى إهمال ما لم نكن سنهمله أو نسقطه من حسباننا لولا إلحاح البحث عن المحصّلة. ولعل أجلى مثال على هذا أنّ" بدوي " أحمد بن بلال أخذ يفتخر بأميته ويرى أنها "تاج تعلو علومكم " (41) ، وما ذاك إلا لأنه رأى العلم مقروناً ببعض التصرفات التي ما وجد لها معنى في قاموسه الخلقي الاجتماعي. البحث عن المحصّلة هنا دعا إلى الوقوف موقف الاختيار بين العلم والقيم الخلقية ، فإما أن يُختار العلم وتذهب الأخلاق عندئذ إلى الجحيم ، وإما أن تُختار القيم الخلقية ويعيش حينئذ الجهل وتحيا الأمية! والبحث عن المحصلة أيضًا هو المسؤول الأول عن سيطرة نظرة تقويمية تسعى إلى وضع الآخرين في قوالب عريضة – دينية وخلقية في العادة – يتم سحبها على المجموع، بنحوٍ لا تبدو معه أية حالات مختلفة سوى استثناءات محدودة من القاعدة الأساسية المهيمنة التي لا تتيح لتلكم الحالات أن تشكل قاعدة مغايرة . في قصة "خلجات  مترادفة" نقرأ : "حياؤها المفاجئ في بلاد غريبة لا تقيم للحياء وزناً ..." ( 42 ) ، فعدم الحياء هو القاعدة الأساسية الطاغية في الغرب ، ومعها لا يكون الحياء سوى أمر "مفاجئ" ، أي أنه استثناء محدود من القاعدة الكلية .
ومن المنطلق نفسه – منطلق السعي الدائب وراء نظرة كلية مهيمنة – يلحظ القارئ غيابًا واضحًا لإدراك الفوارق المميزة التي يتصف بها شعب من الشعوب الغربية دون غيره من الشعوب الغربية أيضًا. فثمة قصص لا تحدد المكان بدقة مكتفية بالقول: " إحدى الدول الأوروبية" ( 43 ) ، وثمة قصص تذكر المكان ( 44 ) ، ولكنه ذكر شكلي ظاهري يقتصر على بيان أسماء مدن أو شوارع فحسب، دونما محاولة حقيقية لتلمّس المزايا والخصائص الاجتماعية والثقافية التي تسم هذا المكان دون غيره من الأماكن الأوروبية . إننا هنا بإزاء نظرة كلية تضع الغرب كله – أو أوروبا في أقل تقدير – في كفة واحدة تضيع فيها الفوارق الداخلية المميزة، وكأنّ هذه الفوارق لا تهم الكاتب العماني الذي لا يعنيه من الغرب سوى أنه كيان واحد بمجموعه يمّثل "الآخر" ذا الموقع الخاص في الإشكالية الكبرى، إشكالية الأصالة والمعاصرة، " فالقرية العمانية والمدينة بحاضرها وماضيها والمدينة الغربية تمثل كلها أبعادًا مكانية تعكس تياري الأصالة والمعاصرة اللذين يتجاذبان الإنسان العماني في ماضيه وحاضره" ( 45) .
(5) الارتداد إلى الوطن:
من الملامح البارزة التي لا تخطئها العين في القصة القصيرة العمانية المعاصرة، أنّ الانفصال عن الوطن – وإنْ بدا طويلاً وعميقًا أحياناً – لا يمثّل قطيعة تامة معه. فالوطن حاضر لدى الشخصيات القصصية المغتربة حضوراً أكيًدا في منطقة ما وراء الشعور لديها ، لذا نجده يستدعى عند توافر أي سبب من أسباب هذا الاستدعاء ، مهما بدا صغيًرا.
وللارتداد إلى الوطن تجلّيات متنوعة: فقد يكون ارتداداً خيالياً وجدانياً – وهو الأعم الأغلب – بأن يسترجع الإنسان المغترب صورة وطنه بخياله ويحس بوجدانه بالمشاعر التي تترافق عادةً مع استحضار ذكريات الوطن. ويكون هذا في حالات كثيرة، أهمها:
(أ)- مواجهة الشدائد ،فأحمد مثلاً في قصة " العودة " للكلباني دعته المشكلات التي خلقتها له زوجته – وبالتحديد بعد أن نام على رصيف إلى الصباح وهو في حالة سكر – إلى أن ينتقل بخياله ووجدانه إلى وطنه، متمنياً الانتقال إليه بجسده أيضًا بأية وسيلة ولو كانت سحرية:
"تمنى لو يملك بساط الريح يضربه بالعصا السحرية لينقله في ثوان إلى أرضه ، إلى بلاده " ( 46 ) . إنّ هذا الارتداد الخيالي الوجداني في مواجهة الصعاب ليحمل دلالةً واضحة على أنّ الوطن يظل – على الرغم من كل شيء – مقترنًا دومًا بالإحساس الداخلي بالاطمئنان والراحة النفسية، لكنه يحمل دلالةً واضحة كذلك على غياب الإرادة الفاعلة التي تجعل الفرد قادرا ًعلى مواجهة مشكلاته بوعي وموضوعية بعيدين عن كل أشكال التهويم والتحليق في الأحلام الوردية والذكريات العطرية!
وهكذا يظل هذا الفرد غير قادر نفسيًا على تقبّل تبعات الانتقال الجسدي إلى الغرب، لذا يجد في ذكرى وطنه وسيلة يتناسى بها هذه التبعات التي لا محيص له عنها.
(ب) - رصد التشابه ، وليس غريبًا أن يكون ثمة تداعٍ بين صورتين تشبه إحداهما الأخرى ، فهذا من الأمور المعروفة منذ زمن أرسطو (47) . لكن قد يكون من الغريب أن يّدعى وجود تشابه بين صورتين ، وأن إحداهما تستدعي الأخرى ، مع أنٌ الرابط بينهما واهٍ في مقاييس العالم الواقعي .مثال هذا أنٌ بطل قصة " العودة "لخليفة العبري كانت الحافلات ذوات الطابقين في لندن " تذكره بغرف البيوت الطينية والتي كان يخشاها مخافة فقدها للتوازن " (48) ، وقد يسهل هنا الذهاب إلى أنٌ الربط بين الصورتين يبدو متكلفاً وغير واقعي، فما أبعد الحافلات اللندنية عن البيوت الطينية القروية العمانية على الرغم  من اشتراكهما في بث الشعور بعدم الثبات والتوازن ! لكن هذا إذا كنا نتحدث عن العالم الواقعي الخارجي ، أما إذا غصنا في العوالم الداخلية للنفس البشرية فإنّ ما كان قد بدا لنا تكلفاً سيبدو الآن حيلة لجأ إليها القاص ليغرس في أذهاننا – نحن المتلقين – فكرة معينة هي مدى قرب الوطن من بطل القصة، فهو إن رأى منظراً في الغرب سعى إلى ربطه بما يماثله في بلده ، أياً كان هذا المماثل، حتى لو كانت المماثلة تبدو خفية وغير مقنعة بالمقاييس الخارجية.
(جـ) - إدراك التباين ، فكثيراً ما تستحضر الشخصيات القصصية صورة وطنها حين تقف في الغرب على أفعال وسلوكيات ما كانت تألفها في الوطن، ويكون الاستحضار عندئذٍ معاكساً تماماً لما كان عليه في الحالة السابقة، فهو هنا لتعميق فكرة التباين وإيضاح عمق الاختلاف. نقرأ في قصة "بدوي في لندن" أن البدوي احتج على منظر قبلة بين شاب وشابة في لندن ، ففوجئ بأحد أصدقائه يقول له: "إنه ليس شارع الدلاليل في مسقط" ( 49 ) ، فما كان منه إلا أن رد عليه مغضباً: "إياك أن تقارن شوارع وطني بهذه المدينة التي أهدر حياؤها كما يهدر دم البريء المظلوم" (50). إنٌ صورة البدوي تكتنز هنا كثيراً من مشاعر الاعتزاز بالوطن وربما الحنين إليه ، فإضافةً إلى انفعاله البالغ واستعماله تحذيراً شديداً لصديقه وتشبيهاً دموياً قاسياً، نجده يربط الوطن بنفسه فقط (وطني)، مع أنه وطن الصديق المحاور أيضاً ، لكن ما صدر عن هذا الأخير جعله لا يستحق – في هذه اللحظة في أقل تقدير – أن يشارك البدوي في الانتساب إلى هذا الوطن . هذا كله مع أنّ الصديق لم يكن قد استحضر صورة شارع من شوارع مسقط إلاّ ليوضح للبدوي مدى اختلاف الواقع في لندن عن ذلك الذي كان قد ألفه في بلده، فهو استحضار لأجل غاية واضحة هي نفي التشابه، بيد أنٌ هذا النفي لا يكون إلا بعد أن تكون ثمة مقارنة ، وهذه هي الجريمة الكبرى في نظر البدوي.
(د)- الإتيان بفعل معتاد في الوطن ، فشرب القهوة في فناجين متعارفة الحجم والشكل مثال واضح لممارسات يومية اعتادها العماني في وطنه ، فإذا ما أتى بها وهو في الغرب ، ثارت ذكريات الوطن في ذهنه مقرونة بالاعتزاز وممزوجة بالحنين . نجد هذا عند بطل قصة " مسافر دون أجنحة " :
" فنجان القهوة يجلس القرفصاء في انتظار شفتين تقيلانه ، والوطن يبدو كبيراً ، أكبر من هواجسنا ، أكبر من انكسارات العاطفة " ( 51 ) .
وإذا كان هذا التجلي للارتداد – أي الخيالي الوجداني – بكل حالاته قد تبوأ مقاماً عالياً من جهة غلبة حضوره، فإنٌ ثمة من التجليات ما لا يقل عنه أهمية، كالارتداد الجسدي الوجداني ، عندما تواجه شخصية قصصية ما حقيقة عدم قدرتها على التكيف مع الحياة الغربية والاستجابة لمتطلباتها. وأبرز الأمثلة لهذا التجلي أحمد في "العودة" لعلي الكلباني، فقد اقتنع أخيراً – بعد تجاربه المريرة مع زوجته الغربية – بكلام ناصحه وموجهه خالد:
"بلدك يا أخي هي أمك الكبيرة التي تحنو عليك، وسترضى عنك إذا عوّضتها بالعمل الدائب والإخلاص والتفاني في سبيلها ، فلست أول من يرتكب مثل هذا الخطأ ولا أظن أنك ستكون الأخير، ولكن رحمة الله واسعة. عد والله معك " ( 52 ) .
وأدت به قناعته هذه إلى أن يسارع بالرجوع إلى وطنه بجسده، بعد أن كان قد رجع إليه بوجدانه وفكره.
ومن تجليات الارتداد إلى الوطن أيضاً الارتداد الجسدي المحض، عندما تعود الشخصية القصصية إلى الوطن بجسدها فقط ، أي دون أن تحمل في وجدانها نفوراً من الحياة الغربية، بل قد تحمل بدلاً منه ميلاً إلى تلك الحياة وانجذابًا باقيًا نحوها. فبطل قصة " العودة " لخليفة العبري نجده يمتدح السفر لما فيه من الفوائد الكبيرة:
"السفر كسب للخبرات. فرصة للإبداع التحليق في رحاب الكرة الأرضية، وهي أحد أساسيات خلق رجال قادرين على ضبط مزولة المستقبل، وجعل أعينهم زرقاء يمامة، وفي رؤوسهم طوق الحكمة وبعد النظر" ( 53 ) .
وما كان لهذا الإطراء أن يكون ذا معنى في القصة لو كانت النفس ملأى بالإحباط والشعور بالفشل في التواؤم مع الغرب . وتنتهي القصة بعبارة مهمة:
"كان الفرح والقلق يتداخلان مشكلين خليطاً غريباً بين فرحة العودة وهاجس السنين وقلق النفس من مجهول الواقع خلف الطائرة!" ( 54 ) .
وإذا كانت هذه الشخصية تحس بالقلق إزاء الواقع الذي ينتظرها في الوطن بعد رجوعها إليه، وهو واقع تصفه بأنه "مجهول"، فهل معنى هذا أنها صارت تشعر بوجود آصرة قوية تربطها بالحياة الغربية بنحوٍ تصبح معه الحياة في الوطن مدعاة للقلق ؟ وهل "الخليط الغريب " المربوط بالمشاعر في العبارة المنقولة هو خليط مرتبط بالموقف الفكري أيضاً ؟ أهذه محاولة لتبنّي نظرة كتلك القائلة: "نخطئ إذا حسبنا العربي في ثقافته شرقًا، كما نخطىء كذلك إذا حسبناه غربًا، لأنه شرق غرب معًا " (55)؟ ربما كان هذا كله صحيحاً، لكن السؤال الذي يظل باحثاً عن إجابة مقنعة هو عن كيفية تحقيقه.
الهوامش:
(1)- محمد عابد الجابري : إشكاليات الفكر العربي المعاصر ، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت 1990م ، ص 19 .
(2)- المرجع نفسه ، ص 16 .
(3)- علي الشرع : " البحث عن الشخصية الجديدة في موسم الهجرة إلى الشمال " مجلة أبحاث اليرموك ،  سلسلة الآداب واللغويات ، المجلد 5 ، العدد 3 سنة 1987م ، ص 7 .
(4)- يوسف الشار وني : في الأدب العماني الحديث ، رياض الريس للكتب والنشر ، لندن 1990م ، ص 59 .
(5)- علي بن عبد الله الكلباني : صراع مع الأمواج ، المطابع العالمية ، روي 1987م ، ص55 – 66 .
(6)- خليفة بن سلطان العبري : مواسم الغربة ، المجموعة الصحفية للدراسات والنشر ، القاهرة 1994م،  ص 83 – 88 .
(7)- يونس الأخزمي : حبس النورس ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت 1996م ، ص 47 – 54 .
(8)- حمد بن رشيد بن راشد : زغاريد الصهيل ، دار جريدة عمان ، مسقط 1990م ، ص54 –56 .
(9)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، مطابع العقيدة ، مسقط 1983، ص36 – 42 .
(10)- يونس الأخزمي : حبس النورس ، ص 55 – 60 .
(11)- محمد بن سيف الرحبي : أغشية الرمل ، دار أزمنة ، عّمان 2002م ص43 – 45 .
(12)- صادق بن حسن عبدوا ني : الدجالة ، مطابع العقيدة ، مسقط 1989م ، ص 25 –36
(13)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 36 .   
(14)- علي الكلباني : صراع مع الأمواج ، ص 63 .
(15)- المصدر والصفحة السابقان .
(16)- خليفة العبري : مواسم الغربة ، 84 – 85 .
(17)- المصدر نفسه ، ص 85 .
(18)- المصدر نفسه ، ص 85 – 86 .
(19)- محمد عابد الجابري : مسألة الهوية ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت 1995م ، ص127-  128 .
(20)- أحمد الشتيوي : " قراءة في القصة العمانية المعاصرة " في : نماذج من المحاضرات التي ألقيت  بالمنتدى الأدبي 1996 – 1999م ، المطبعة الشرقية ، مسقط 2000م ، ص 240 – 241 .
(21)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 37 .
(22)- المصدر نفسه ، ص 39 .
(23)- طه عبد الحميد زيد : " الجوانب الفنية في القصة العمانية المعاصرة " ، في : قراءات في القصة  العمانية المعاصرة ، منشورات المنتدى الأدبي ، مسقط 2002م ، ص 81 .
(24)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 38 .
(25)- المصدر نفسه ، ص 42 .
(26)- علي الكلباني : صراع مع الأمواج ، ص 64 .
(27)- محمد شاهين : تحولات الشوق في موسم الهجرة إلى الشمال ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،  بيروت 1993م ، ص 21 – 22 .
(28)- فبطل خليفة العبري في " العودة " مثلاً يقول : " كم حبس هذا المترو أنفاسه ، وكم مرة كاد يذهب  ضحية رصاصة طائشة وهو يدلف منه للخارج " ( العبري : مواسم الغربة ، ص 84 ) .
(29)- ولبدوي أحمد بلال هنا مواقف طريفة ، كالموقف الذي قال فيه :" ألا ترى ذلك الشاب ممسكاً بيديه خصر تلك الفتاة ويقبلها بمرأى من الناس ومسمع عند ذلك الحاجز ؟  أليس في هذه البلاد ما يسمى  (ببوليس) الآداب ؟ " ( أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 36 ) .
(30)- يوسف الشار وني : في الأدب العماني الحديث ، ص 59 .
(31)- خليفة العبري : مواسم الغربة ، ص 87 .
(32)- صادق بن حسن عبد واني : الدجالة ، ص 29 .
 (33)- حمد بن رشيد بن راشد : زغاريد الصهيل ، ص 54 .
(34)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 39 .
(35)- علي الكلباني : صراع مع الأمواج ، ص 60 – 61 .
(36)- Barbara Michalak- Pikulska: Modern Poetry and Prose of oman (1970-2000)The Enigma Press , Krakow , Poland 2002 , P.195                                                                                      
(37)- علي الكلباني : صراع مع الأمواج ، ص 65 .
(38)- المصدر نفسه ، ص 66 .
(39)- محمد عابد الجابري : مسألة الهوية ، ص 140 .
(40)- محمد بن سيف الرحبي : أغشية الرمل ، ص 43 – 45 .
(41)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 40 .
(42)- حمد بن رشيد بن راشد : زغاريد الصهيل ، ص 55 .
(43)- كما في " العودة " لعلي الكلباني ، صراع مع الأمواج ، ص 55 .
(44)- خليفة العبري : مواسم الغربة ص83 ، وأحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ص 26، وعلي  المعمري : مفاجأة الأحبة ، الصحراء للطباعة والنشر ، الرباط 1993م ، ص 79 .
(45)- سمير هيكل : " الأصالة والمعاصرة في القصة القصيرة العمانية " ، في : قراءات في القصة  العمانية المعاصرة ، ص 177 .
(46)- علي الكلباني : صراع مع الأمواج ، ص 57 – 58 .
(47)- للتفاصيل يراجع مثلاً : عبد العزيز عتيق : في النقد الأدبي ، ط2 ، دار النهضة العربية ، بيروت  1972م ، ص 77 .
(48)- خليفة العبري : مواسم الغربة ، ص 84 .
(49)- أحمد بن بلال : وأخرجت الأرض ، ص 37 .
(50)- المصدر والصفحة .
(51)- محمد بن سيف الرحبي : بوابات المدينة ، دار جريدة عمان ، مسقط 1993م ، 79 .
(52)- علي الكلباني : صراع مع الأمواج ، ص 65 – 66 .
(53)- خليفة العبري : مواسم الغربة ، ص 87 .
(54)- المصدر نفسه ، ص 88 .
55)- زكي نجيب محمود : عربي بين ثقافتين ، دار الشروق ، القاهرة 1990م ، ص 403- 404 .
    
المصادر والمراجع

1-    الأخزمي ، يونس : حبس النورس ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت 1996م .
2-    بلال ، أحمد : وأخرجت الأرض ، مطابع العقيدة ، مسقط 1983م .
3-    الجابري ، محمد عابد : إشكاليات الفكر العربي المعاصر ، ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت 1990م .
4-    الجابري ، محمد عابد : مسألة الهوية ، مركز دراسات ا لوحدة العربية ، بيروت 1995م .
5-    راشد ، حمد بن رشيد : زغاريد الصهيل ، دار جريدة عمان ، مسقط 1990م .
6-    الرحبي ، محمد بن سيف : بوابات المدينة ، دار جريدة عمان ، مسقط 1993م .
7-    الرحبي ، محمد بن سيف : أغشية الرمل ، دار أزمنة ، عّمان 2002م .
8-    زيد ، طه عبد الحميد : " الجوانب الفنية في القصة العمانية المعاصرة " في : قراءات في القصة العمانية المعاصرة ، منشورات المنتدى الأدبي ، مسقط 2002م .
9-    الشاروني ، يوسف : في الأدب العماني الحديث ، رياض الريس للكتب والنشر ، لندن 1990م .
10- شاهين ، محمد : تحولات الشوق في موسم الهجرة إلى الشمال ، المؤسسة العربية ، بيروت    1993 .     
11- الشتيوي ، أحمد : " قراءة في القصة العمانية المعاصرة " في : نماذج من المحاضرات التي ألقيت بالمنتدى الأدبي 1996- 1999م ، المطبعة الشرقية ، مسقط 2000م .
12- الشرع ، علي : " البحث عن الشخصية الجديدة في موسم الهجرة إلى الشمال " ، مجلة أبحاث اليرموك ، سلسلة الآداب واللغويات ، المجلد 5 ، العدد 3 لسنة 1987م .
13- عبدوا ني ، صادق بن حسن : الدجالة ، مطابع العقيدة ، مسقط 1989م .
14- العبري ، خليفة بن سلطان : مواسم الغربة ، المجموعة الصحفية للدراسات والنشر، القاهرة 1994م .
15- عتيق ، عبد العزيز : في النقد الأدبي ، ط 2 ، دار النهضة العربية ، بيروت 1972م .
16- الكلباني ، علي بن عبد الله : صراع مع الأمواج ، المطابع العالمية ، روي 1987م .
17-  محمود ، ز كي نجيب : عربي بين ثقافتين ، دار الشروق ، القاهرة 1990م .
18- المعمري ،علي : مفاجأة الأحبة ، الصحراء للطباعة والنشر ، الرباط 1993م .
19- هيكل ، سمير : " الأصالة والمعاصرة في القصة القصيرة العمانية " في : قراءات في القصة العمانية المعاصرة ، المنتدى الأدبي ، مسقط 2002م .
20-
Pikulska  , Barbara Michalak : Modern poetry and prose of oman
(1970-2000 ) , The Enigma press , Krakow , Poland 2002 .

تعليق عبر الفيس بوك