هل نتوقف عند الإخفاق؟

عبد القادر العجيلي

 

خروج المنتخب الأولمبي تحت 23 سنة من نهائيات كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية في الصين بصفر من النقاط!! هل نحمّل الجهاز الفني الخطأ أم الجهاز الإداري أم اللاعبين؟

أعتقد أنّ المسؤولية مشتركة بين الثلاثة، كما أنّ فوز المنتخب الأول بكأس دورة الخليج 23 التي أقيمت في الكويت كان له مسهامة أيضاً في هذا الإخفاق، بحيث أصبحت الأنظار موجهة لهذا المنتخب الشاب الذي يغطيه فوز ببطولة إقليمية عززت الإحساس بالضغط عند اللاعبين بأنهم مطالبون بإحراز نتائج تتناسب مع ما حققه الفريق الأول مع الفارق الكبير بين البطولتين.

عموماً حدث الإخفاق ولا يجب أن نقف عنده بل علينا أن نقف على الأخطاء حتى نتبينها ونحاول تصحيحها.

على إدارة الاتحاد أن تدرس كل الجوانب التي أدت إلى هذا الإخفاق والتعامل معها بهدوء وعقلانية وليس بردة الفعل، وعلى هذه الإدارة من وجهة نظري أن تجلب خبيرا عالميا من الطراز العالي للفئات السنية ويكون مشرفاً على هذه المنتخبات، ويضع خطة بعيدة المدى ويتم اعتمادها والعمل عليها وأن تكون معلنة حتى يكون المتابع على دراية كاملة بكل تفاصيلها وبذلك يستطيع الجميع أن يتضافروا لدعم هذه الخطة.

لماذا يتم إسناد تدريب منتخبات الناشئين والشباب لمدربين وطنيين؟؟

مع احترامي لكل المدربين الوطنيين فأنا أرى أن المنتخب الأول لا ضير أن يدربه مدرب وطني ولكن المنتخبات السنية هي التي تؤسس اللاعب فكرياً وبدنياً وتكتيكاً، فلذلك عندما يصل هذا اللاعب للفريق الأول يكون جاهزاً من جميع الجوانب، وهنا بالإمكان أن يكون المدرب الوطني إذا كان ذا عقلية رياضية جيدة ومؤهل من جميع النواحي بما فيها الخبرة وشهادات التدريب فمن الممكن أن يحقق المطلوب، أما المنتخبات السنية فيجب أن تُسند لمدربين على مستوى عالي وعالمي حتى نستطيع أن نؤسس قاعدة صلبة تكون هي الرافد للفريق الأول، فعندما يكون الأساس متيناً تستطيع أن تبني عليه دون خوف أو قلق.

اتمنى من إدارة الاتحاد أن تركز على الفئات السنية أكثر من أي شيء آخر وأن يتم الاهتمام ببطولات الناشئين والشباب وتسخير كل الإمكانيات لإنجاحها والعمل على تحفيز هذه الفئات من خلال المسابقات والمكافآت التي ترُصد لها وحتى التنسيق مع القناة الرياضية لنقل هذه المسابقات على الهواء مباشرةً.

الإحتراف ليس بالضرورة أن يكون فقط للاعبين، أيضاً الاحترافية مطلوبة في العمل الإداري وعلى هذه الإدارة أن تضع أساسا قويا للكرة العمانية يبقى ثابتاً مهما تغيرت الإدارات، فالأساس المتين يبقى صامداً ولا تهزه الرياح العابرة، لذا عليها أن تضع خطة زمنية للفوز بكأس آسيا وكذلك الوصول إلى نهائيات كأس العالم ولتحقيق هذه الخطة يجب العمل عليها كمشروع وطني.

من يعمل على تحصيل بطولة فقط قد ينجح نجاحا مؤقتا ولكن من يعمل على بناء فريق قوي يخوض كل المنافسات، ويكون منافسا للجميع في كل المشاركات فالأكيد أنه سيكون في يوم ما بطلا لبطولات وليس لبطولة واحدة.

اليوم أصبحت كرة القدم صناعة ولا تعتمد فقط على المواهب وخير دليل على صناعة كرة القدم هو المنتخب الأسترالي الذي لا توجد في صفوفه أي موهبة ومع ذلك فإنّ هذا المنتخب فاز بكأس آسيا وتأهل لنهائيات كأس العالم في أكثر من مناسبة، فعندما تشاهد منتخب أستراليا فكأنك في محاضرة دراسية وتشعر بأنّ كل لاعب يتحرك وفق معادلة رياضية، والكرة العمانية تمتلك الكثير من المواهب التي من خلالها استطاعت أن تتربع على عرش الكرة الخليجية في مناسبتين (كبطولة)، فإذا اجتمعت هذه المواهب مع مشروع الصناعة الكروية فإنّ الناتج بلا شك سيكون النجاح، لذلك لابد من توفير كل الأدوات التي تساهم في إنجاح هذه الصناعة والعمل على تطويرها باستمرار.

ينبغي لنا الاستفادة من التجارب العالمية ومحاولة تطبيق ما يتناسب مع بيئتنا الكروية ولا نكون مجرد مقلدين فقط، فلا يمكن أن نأتي بتجربة معينة ونحاول تطبيقها بحذافيرها لأنّها قد لا تتناسب معنا ولكن علينا أن نأخذ من هذه التجارب ما يناسبنا بعد أن نقوم بدراسة مفصلة لكل ما نحتاجه في هذه المرحلة.

أعتقد المشكلة ليست في كرة القدم فقط فكل الرياضات الأخرى تحتاج إلى إعادة النظر في استراتيجياتها وخططها، ولكن لكون كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم كان التركيز عليها أكبر لذلك دعنا نطرح التساؤل التالي:

هل بالإمكان تطبيق مادة الرياضة في المنهج الدراسي يعتمد على تثقيف الطالب ثقافة حقيقية لمعنى الرياضة ويتم الاستعانة في وضع هذه المادة بخبرات عالمية؟؟

حصة الرياضة في المدارس حصة تقليدية جداً وتعتمد فقط على الألعاب والتسلية وليس فيها ما يغذي الطالب بالفكر الرياضي!

فنحن بحاجة إلى جيل رياضي يكون ملمًا بالثقافة الرياضية بشكل عام.

 

يقول الشاعر بدر بن عبد المحسن:

"أوقات يأخذنا الحكي

وننسى في الحكي أوقات

وأوقات ياليت الكلام سكات

وأوقات يجرحنا الحكي"

 

تعليق عبر الفيس بوك