مسقط - ناصر المجرفي
تصوير/ إبراهيم العريمي
بينما يتجول الزوار والسياح في ردهات وزوايا مهرجان مسقط 2018، بمتنزه العامرات العام في القرية التراثية يلفت أنظارهم سيدة كبيرة في السن، تنهمك في عملها، فيما الناس حولها يتابعون كيف تهز ''القربة'' ويسمى في بعض البلدان بالمنخاض بيديها في حرفية عالية، تعمل ذلك وهي تستذكر الماضي عنما كانت تخض اللبن ويخرج من بين يديها، نظيفاً وشهياً وصحياً، وخض اللبن يتطلب خبرة ومهارة في كيفية تحضير السمن والجبن منه.
ويعتمد خض اللبن على توفر ثلاثة أعمدة تربط من الأطراف العلوية وتتباعد الأطراف السفلية كأنها أوتاد خيمة، وبكل عمود يوجد فتحة تدخل منها الحبال، تحمل بواسطتها ''السقا'' أو القربة، وهي وعاء مصنوع من جلد الماعز، بعد تهيئته وتنظيفه وتطهيره جيداً، ليستعمل في خض اللبن لدى أهل البادية والحضر على حد سواء. ويوضع به اللبن ''حليب الأبقار والماعز'' المراد منه استخراج الجبن والزبدة، حيث تجلس المرأة القرفصاء بمحاذاته لإمساكه من الحبل والقيام بعملية خض اللبن داخل ''السقا'' الذي يختلف في الحجم، بين كبير ووسط وصغير''.
ربما لايعرف الجيل الحالي طريقة استخراج السمن والزبدة من اللبن بسبب الاعتماد على الآلات الحديثة لكن الرجوع إلى الماضي واستحضار ماضي الأجداد والجدات من خلال المحاكاة والغوص في التراث دليل على حرص الجهات المنظمة لمهرجان مسقط على ربط الماضي بالحاضر .