ومضات فكرية لسماحة الشيخ الخليلي

بيان أثر الاجتهاد والتجديد

إعداد/ فريق مركز بصيرة العلمي

 

(1)    الراسخون في العلم مفاتيح كنوز الشريعة:
"أنزل الله - سبحانه وتعالى - شرعه شاملًا لحكم كل شيء بما أودع في تضاعيف نصوصه من القواعد الكلية التي ترد إليها جزئيات الأعمال، ووهب الراسخين في العلم منهم من البصيرة ما يمكنهم من الريادة في كنوز الشريعة؛ لفتح مغاليقها واستنباط دقائق الأحكام من أعماقها فحلوا بذلك عويصات المسائل ومشكلات الحوادث بما آتاهم الله – تعالى - من عمق الإدراك وسعة الأفهام فصاروا بين أممهم أعلام رشد، ومعالم هداية وعرفان". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 5).

(2)    رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كافية لحل مشكلات الإنسانية:
"النبي الهادي الأمين الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وأودع رسالته إليه من نفائس المعارف ما يكفي لحل مشكلات الإنسانية التي تفرزها تطورات حياتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 5).

(3)    السيرة النبويَّة مصدر مهم لفهم الشريعة:
"إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر للإلهام في فهم شرعه وتطبيق حكمه، فمن فاتته السيرة جهل كثيرًا من الشريعة". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 39).

(4)    الرعيل الأول ذو ملكة فائقة:
الرعيل الأول، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا على درجةٍ عاليةٍ من الفهم والوعي؛ لتفتح مداركهم وسعة آفاقها، ولطهر سرائرهم ونور بصائرهم، ولأنهم كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقون منه شفاهًا، ويرون كيف يطبق أدلة الشرع على الوقائع والأحداث، ومع ذلك كله كان سوادهم الأعظم عربًا أقحاحًا فطروا على العربية، ورضعوها مع ألبان أمهاتهم فطُبِعَت بها ألسنتهم ووعتها ألبابهم، لا جرم كانوا بسبب هذا كله ذوي ملكة فائقة تمكنهم من الاجتهاد في قضايا الشرع، وقد تدربوا على الاجتهاد والرسول ــ عليه أفضل الصلاة والسلام ــ بين ظهرانيهم، والقرآن ينزل في محيطهم، وقد أقرَّهم القرآن على ما اختلفوا فيه من الاجتهاد كما في حادثة بني النضير التي نزل فيها قوله تعالى: ﴿ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: ٥] كما أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما اختلفوا فيه". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 17 ــ 18).

(5)    سد باب الاجتهاد جناية على الدين والأمة:
" إن إغلاق باب الاجتهاد والنظر في أدلة القرآن والسُّنَّة وحصر الناس فيما تلقفوه من أقوال أئمتهم الغابرين؛ جناية كبرى على الدين، ونكاية بالأمة؛ لأنه يؤدي بها إلى الإفلاس والحيرة عندما تحيط بها مشكلات الحياة، ولا تجد فيما تصورته أنه الدين أيَّ حل لها، فيلجؤها ذلك إلى أن تمد يدها إلى غيرها، وتنحني له من أجل أن تجود عليها بالحل لما أعوزها حلّه، في حين أنها هي الحرية بأن تقدم الحلول للناس جميعًا؛ لأنها أورثت علم الكتاب وأوتيت خزائنه، وخزائن السُّنَّة النبويَّة، وهي تَسَعُ الكون وكل ما حواه، فكيف ترضى لنفسها الإفلاس والركوع أمام غيرها لاستجداء الحل منه؟!
كالعيس في البيداء يقتلها الظما        ::    والماء فوق ظهورها محمول
(بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 61).

(6)    عجلة الحياة في تطور دائم:
"إن الله تعالى طبع الإنسان بطابع التطور في فكره وتصوره وفي تعامله مع أجناس المخلوقات في هذا الكون؛ لذلك كانت عجلة الحياة لم تقف عند حد معين وإنما تسير بِرُكَّابِ قطارها سيرًا لا ينقطع، كلما بارحوا فيه طورًا استقبلوا غيره، وفي كلِّ طورٍ تتجدد مشكلات الحياة بما يستجد من أحداث". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 6).

(7)    أثر الملكة الراسخة على القضايا المستجدة:
"إن الناس متفاوتون في خصائصهم الفطرية والكسبية، ومتباينون في مواهبهم الحسية والمعنوية، ومن ذلك تباينهم في المدارك والأفهام حتى صاروا يقاس الواحد منهم بألف والألف بواحد على أنهم ــ وإن أحاطوا بالنصوص الشرعية فحفظوها ووعوها ــ لا يكفيهم ذلك للإحاطة بمشكلات الأطوار التي يفرزها ما تقذف به الحياة إليهم من قضايا مستجدة لم يكن لأسلافهم عهد بها، ولا نبس فيها أحد ببنت شفة؛ إذ الأحداث تفوت الحصر، بينما النصوص الشرعية محصورة وإنما يحتاجون في ذلك إلى ملكة راسخة في نفوسهم تمكنهم من الغوص في محيط الشريعة الذي لا حدود له للبحث عن جواهر أحكامها وأسرار حكمها". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 7).

(8)    إغلاق باب الاجتهاد يؤدي إلى الجمود:
"إن ما يؤسف له أن ينبري من هذه الأمة من حرص على إغلاق باب الاجتهاد، ومنع خيره الغزير، وعطائه المدرار عن الناس؛ لتحيا القرون وهي تفكر بعقول القرون السابقة، فلا تلتفت إلى حالها، ولا تفكر فيما يعنيها، ولا تنتج شيئًا كما أنتج من قبلها، وإنما تقتات بفتات موائد السالفين، وقد أدت هذه الفكرة إلى جمود ليس بعده؛ بحيث كان من الناس من يرى الدليل بأم عينيه وهو يغمض عنه باصريه، ويسد عنه أذنيه، ويؤثر على الاستبصار به التقليد الأعمى". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 52 ــ 53)

(9)    الصدقة تزكي النفس البشرية:
"إنفاق المال في سبيل البر بطبعه يجعل النفس البشرية رقيقة المشاعر، شفافة الحواس، لا تلبث في حال رؤية محتاج أن تتفجر رحمةً وحنانًا، فلا يشفيها إلا مواساته بالخير، وترميم حاله بالإحسان". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 114).

(10)    التجديد في حياة المسلمين العامة والخاصة:
"إن جميع المسلمين مطالبون بأن يجددوا الإسلام في حياتهم الشخصية؛ بتقوية ملكات إيمانهم، وتعزيز ورعهم وتقواهم بمحاسبتهم لنفوسهم، وحملها على طاعة الله تعالى، والازدجار عن نواهيه، كما أنهم مطالبون أن يجددوا الإسلام في حياة الأمة بدعوتها إلى الخير، وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر؛ لترشد بعد الغي، وتقوى من ضعف، وتجتمع من شتات، وأن يجددوا الإسلام في العالم بأسره بدعوة الأمم إليه، وتبصيرهم بمحاسنه، وتعريفهم بما هم أحوج إليه من حلوله لمشكلاتهم وإصلاحه لشؤون حياتهم فإن الأفكار إنما تحيا وتزدهر وتقوى بالدعوة إليها، وتموت وتذوى  وتضعف بإهمال ذلك". (بيان أثر الاجتهاد والتجديد: ص 13).

تعليق عبر الفيس بوك