من المسؤول عن جناح السلطنة في القرية العالمية بدبي؟

سيف بن سالم المعمري

في زيارتي الأسبوع الماضي للقرية العالمية بإمارة دبي أستوقفني جناح السلطنة في القرية، والذي لا يعكس التاريخ الحضاري للسلطنة ولا يعرف بنهضتها الاقتصادية والاجتماعية، فالقرية العالمية تجسد الجوانب الحضارية المشرقة للشعوب، وتبرز الصناعات والحرف التقليدية والعصرية بالإضافة إلى استعراض التراث والثقافات الفنية المادية والمعنوية للدول المشاركة، وقد أصبحت القرية العالمية بدبي وجهة سياحية واقتصادية، ونافذة للتعريف بالحضارات الإنسانية وتراث الشعوب من الشرق والغرب؛ نتيجة للمشاركات الواسعة من معظم قارات العالم.

وقد زرت معظم أجنحة الدول المشاركة في القرية، وخرجت بمجموعات من الانطباعات عما شاهدته في تلك الأجنحة، وكنت حريصا جدًا على ألا أغادر القرية إلا بعد التعرّف على طبيعة مشاركة السلطنة في القرية العالمية من خلال جناح عُمان، والذي يتداخل مع جناح مملكة البحرين الشقيقة، وجناح عُمان والذي كتب على واجهته الأمامية اسم عُمان باللغتين العربية والإنجليزية لا يدعو مجالا للشك لمئات الآلاف من الزوار من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية والذين يتدفقون  يوميًا على القرية ولمدة 6 أشهر بأن الجناح الذي تشارك فيه السلطنة بالقرية هو تجسيد للتاريخ الحضاري العُماني، وقد يجهل البعض جميع ما يحتويه جناح عُمان الذين ليس له علاقة بالسلطنة باستثناء 4 ردهات صغيرة جدًا؛ لبيع الحلوى العُمانية، واللبان والعطور العُمانية، والعسل العُماني، وعدد 3-4 حرفيين عُمانيين فقط، بل إنّ الجناح بالمجمل يعكس تراث وثقافات دول أخرى، ولا أعلم يقينًا ما هي الغاية من بناء هيكل الجناح العُماني بهذا الشكل!.

وأنا على يقين مطلق بأن جناح عُمان في القرية العالمية بدبي بوضعه الحالي سيترك انطباعا غير مقبول عن السلطنة من قبل مئات الآلاف من زوار القرية، وبالتالي يجب أن تتدخل الجهات المسؤولة في السلطنة في إعادة النظر في طبيعة تلك المشاركة.

ولأن المشاركات في المعارض والتظاهرات الاقتصادية والسياحية والثقافية والتراثية الإقليمية والدولية تتطلب عناية واهتماما من قبل الجهات المسؤولية في السلطنة إلا أنّ جناح عُمان في القرية العالمية بدبي -على ما يبدو- غابت عنه العناية الحكومية؟!

فما هي الجهات المسؤولة عن جناح السلطنة في القرية العالمية بدبي؟ هل هو المكتب التجاري للسلطنة في دبي؟ أم وزارات التجارة والصناعة، والسياحة والهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات، والتراث والثقافة، والهيئة العامة للصناعات الحرفية؟ وإن كانت تلك الجهات على غير علم بتلك المشاركة، فما الجهة المسؤولة عن الجناح العُماني؟ وكيف يمكن السماح لها باستغلال اسم السلطنة بتراثه وعمقه الحضاري لتحقيق مصالحها الآنية؟.

فإن كانت الجهات المسؤولة في السلطنة على علم بطبيعة مشاركتها في الجناح العُماني بالقرية العالمية في دبي فتلك مصيبة، وإن كانت على غير علم بها فالمصيبة أعظم!

 وبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت..

Saif5900@gmail.com