مسقط – عبد الله بن خلفان الرحبي
يتمتع مهرجان مسقط بثراء ثقافي سياحي وذاع صيته في الخليج والوطن العربي، الأمر الذي شجع العديد من الناس على شد الرحال إليه من أجل الاستمتاع بفعالياته، خاصة وأن المهرجان متنوع ما بين الثقافي والفلكلوري، ويحظى المهرجان بتعدد فئات الزوار وشكّل مواطنو مجلس التعاون الحضور الأبرز، منهم من أتى لزيارة المهرجان بشكل مباشر ومنهم من استغل مهام العمل ليستقطع جزءاً من وقته للتجول ومتابعة الفعاليات.
التقينا بعدد من الزوار الخليجيين ومنهم الأخوان مطلق وشاكر نصار اللذان أتيا من الكويت الشقيقة، وقال مطلق وهو إعلامي كويتي: تُعد هذه الزيارة الأولى لمهرجان مسقط فأنا من متابعيه عبر وسائل الإعلام المختلفة ونحن بالكويت من المُعجبين بالفنون العمانية وبالفلكلور العماني الذي يفوح منه عبق الماضي ويتصف بالعفوية كما إن التراث العماني الجاذب لأي زائر يعطي انطباعا كبيرا بأن عمان تظل بلد التاريخ والحضارة.
والتقينا البحريني صلاح حمد الشاعر حينما كان يتجول بالقرية البدوية فقال: أتيت إلى متنزه العامرات لمشاهدة فعاليات مهرجان مسقط الرائع فأنا موجود بالسلطنة للمشاركة في بطولة رياضية وقد أتى معي بعض الزملاء للقيام بجولة قصيرة لمسقط العامرة ففضلنا التوجه هنا للمهرجان، نحن من محبي الفلكلور وعمان من الدول الغنية بالتراث وتوليه جل الاهتمام وتفعله في الكثير من المناسبات ونحن أول ما دخلنا أثلج صدورنا روعة الاستقبال والترحيب وكأنك لازلت في موطنك الأصلي وهذا ليس بغريب على أهل عمان وبطبيعة الحال المهرجان يعد رسالة هامة لإيصال الثقافة والفكر والسياحة لجميع الدول وأيضاً رئة أخرى يتنفس بها الزائر للاستمتاع بروعة الفعاليات المتعددة.
وقال زميله عبد الله الرويعي: أعجبنا بروعة ودقة التنظيم والعمل تم الإعداد له باحتراف، فكل زاوية من زوايا المهرجان شملها التنظيم والتوزيع المناسب فهناك سوق الحرفيين وأيضا تعدد البيئات كل بيئة بها حرفيون لا يزالون يمارسون حرفتهم أمام الجميع بمهارة، أيضًا استمتعنا بأجمل الأكلات العمانية حينما مررنا أمام المطبخ العماني وإن كان هناك تشابه مع بعض الأكلات بالبحرين إلا أن النكهة العمانية مميزة، بعدها جلسنا في استراحة بسيطة بالمجلس المصغر بالقرية البدوية التي تحاكي نمط الحياة بالبادية.
وقال سعيد بن أحمد النقبي من دولة الإمارات العربية المتحدة - الشارقة إنَّ المهرجان متنوع يناسب كل الأعمار ومليء بالفعاليات والأنشطة المنسجمة مع ذائقة جميع الزوار، وخلال تجوالي بالفعاليات لاحظت إقبالا كبيرا ومعظم الأماكن ممتلئة فمثلا حاولنا الاقتراب من ركن المطبخ العماني، وانتظرنا كثيرا بسبب الازدحام والإقبال، وكذلك حال المعرض الاستهلاكي وغيره من الأركان فهذا يعطيك مؤشرا قويا على نجاح المهرجان وأنه يلبي رغبات الجميع.
وفي المعرض الاستهلاكي التقينا بالأخوين سلطان ومحمد الشمري وتحدثا عن دقة التنظيم وجمال فعاليات المهرجان قبلة المرتادين سواء للاستمتاع بالفعاليات أو الترويح عن الذات وتغيير الروتين اليومي، أكثر الأركان التي استمتعنا بها السوق الحرفي والقرية التراثية حيث يختزل الماضي العريق في قرية مصغرة تجسد واقع الإنسان العماني الذي اعتمد على نفسه في العمل بالمهن المختلفة لكسب قوت يومه ولا يزال العماني يمارس تلك الحرفة مهما تقدم به العمر واللافت للنظر حتى الجيل الحالي تعلم تلك المهنة ويزاولها مع الآباء أو من هم أكبر سناً، حقيقة المهرجان مكتمل العناصر نشكر تلك الجهود القائمة على إقامة هذا المهرجان المتميز الذي قلَّ ما تجد مثله في الوطن العربي .