عوامل نجاح الشّيخ عدون في حياته

أ.د/ محمد بن قاسم ناصر بوحجام - الجزائر

 

شيخنا وأستاذنا ومربّينا وقدوتنا.. الشّيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشّيخ عدّون) رحمه الله. (1319هـ/ 1902م – 1405هـ/ 2004م) شخصيّة متميّزة في أخلاقها ونشاطها، رجل معروف بإخلاصها وصدقه وتفانيه في خدمة الصّالح العام، عالم من علماء الحركة الإصلاحيّة الجزائرية الأفذاذ، أحد رجال النّهضة المزابيّة الإباضيّة، أحد أعضاد الشّيخ إبراهيم بن عمر بيّوض في حركته الإصلاحيّة، من المسهمين الأساسيّبن في تأسيس  معهد الحياة في القرارة، ولاية غرداية، الجزائر.  سنة 1343هـ/ 1925م.
أقدّم لقرّاء جريدة (الرّؤية) الغرّاء بعض الشّذرات عن حقيقة هذه الشّخصيّة النّموذجيّة القدوة في العمل والدّأب وحبّ الخير والإخلاص والصّدق والوفاء.. مركّزا على العوامل التي ساعدته على النّجاح في حياته..؛عسانا نتأسّى بها، ونفيد دروسًا وعبرُا وقواعد في العمل الجاد والبنّاء..
أقدّم بعض ما تجود به قريحتي، التي تشكو نضوبًا، حين يتعلّق الأمر بتقديم مشاعر وأفكار وتحليلات وتجليّات عن شخصيّة كبيرة وعالية القدر والمكانة، بما اتّصفت به من صفات جليلة، وبما قدّمت من أعمال عظيمة.. كإمامنا ومعلّمنا الشّيخ عدّون رحمه الله. أحاول في عجالة وبشكل سريع ومقتضب أن أقدّم القليل، الذي قد يشفي الغليل، لكنّه لن ينصف الرّجل الجليل..
أبدأ بوصفة عنه، قدّمها شيخنا الكبير – أيضًا – إمامنا وزعيمنا الشّيخ إبراهيم بن عمر بيّوض – رحمه الله – في حفل أقيم في مدرسة الحياة بالقرارة سنة  1391ه/ 1971م. بمناسبة زواج ابن الشّيخ عدّون الحكيم يوسف. هذه الوصفة تتعمّق نفس الشّيخ عدّون، وتعطي صورة مكبّرة عن شخصيّته التي تكتنز أسرارًا  عالية، وتختزن معاني سامية. يفيد من علمها وعملها من يريد الخير لنفسه ...

قال  الشّيخ إبراهيم بيّوض: لا أظنّ أنّ أحدًا في هذا الحفل يعرف حقيقة الشّيخ عدّون وبلاءَه مثل ما أعرفه أنا، وبودّي لو كان لي قلم سيّال أو لسان قوّال لكتبت وكتبت ولقلت وقلت. فالشّيخ عدّون ركيزة هذه الحركة الإصلاحيّة والنّهضة العلميّة - مع تجوّز في الوصف _ وإن كانت مطامحنا أبعد ممّا وصلنا إليه، ولكن مع ذلك فهي نهضة لا تنكر، ولقد أعطت بعض ثمرات هذا الإصلاح، فالشّيخ عدّون في القرارة على الأخصّ هو الرّكيزة. وأضغط على هذه الكلمة، فهو العمود الفقري أو السّارية التي يرتكز عليها كلّ ما فوقها.
ومن الغريب أن تتلاءم أخلاق وطباع الشّيخ عدّون معي، ومن تلك اللّحظة كان هو حامل للرّاية الإصلاحيّة معي، وكان الحمل عليه ثقيلاً، وأنا أزيد له الأثقال لأخفّف عن نفسي، وقد مضت على ذلك خمسون عامًا."
والشّيء الذي يقضّ مضجعي الآن كلّما مرّ بخيالي – ونحن بشر معرّضون للخطر – هو إذا مرض الشّيخ عدّون أو مات، من يحمل بعده هذه الأثقال؟ وإن هذا الهمّ يمرّ عليّ كل حين. ففي العام الماضي مرض الشّيخ عدّون وحملت همًّا كبيرًا. وهذه الفكرة أظلمت الدّنيا أمام عيني. وأنا إلى هذه اللّحظة لم أجد من يطمئنّ إليه خاطري – وحسبي الله – فهو الذي أحسن إلينا في الماضي، وهو الذي سيحسن إلينا في الباقي (1)
إذا سمحنا لأنفسنا اختصار الموضوع، واستثمار هذه الشّهادة، وتقديم شذرات قليلة، قد تعين على فهم بعض الأسرار الكامنة في نجاح الشّيخ عدّون في عمله التّربوي والإعدادي والبنائي...نقول:
أولا - رغبته الشّديدة في طلب العلم، وملازمته العلماء واستغلال أوقاته والفرص المتاحة له للتّعلّم بأيّة وسيلة، وفي أي ظرف، وفي أيّ مكان..بل هذه الفرص لم تكن متاحة له في مطلع حياته، وكانت الظّروف تسير ضدّ طموحه وآماله. لكنّه قاومها وتعامل معها بحكمة ودراية، فيهما كثير من التّحدّي والإصرار للتّغلّب على الأسباب التي كانت تجهد أن تحطّ به في غير محطّة العلم...فكان له ما أراد..فسار في مضمار العلم: تعلّمًا وتعليمًا. فكان منه ما نشهده  من منجزات كبيرة في الميدان، وما تركه من آثار تدلّ عليه من بعده.
ثانيا - تحديده هدفه في الحياة، ورسمه غايته من طلب العلم، وتعيينه دروب العمل..تبعًا لإصراره في البقاء في مضمار العلم.. كان الهدف – عنده - مسطّرًا في الذّهن، والنّيّة راسخة  في القلب، والمسعى مقنّنًا في الحياة.. الغاية رضوان الله تعالى، والهدف خدمة المجتمع، والمضمار هو مجال التّعليم، لذا بدأ حياته معلّمًا، وأنهاها معلّمًا، بالمفهوم الواسع للتّعليم، وبالمدلول الكبير لحقيقة المعلّم.. مرابطته الطويلة في أشرف ميدان، يبني وينشئ أنفسًا وعقولاً، ويؤسّس للحياة الحقيقيّة: دنيا وأخرى. ويقدّم كلّ ما يملك وما أنعم الله به عليه في المجال.. كلّ هذا يعطي جوابًا لمن يسأل: كيف نجح الشّيخ في مسيرته الجهاديّة بالتّربيّة والتّعليم.
نُقلَ  عن باني النّهضة الألمانية بسمارك قوله: " انتصرنا على العدوّ بالمعلّم والمدرسة ". فلننظر – نحن - إلى هزائمنا المتتاليّة، التي لم تحصل إلاّ لأنّنا أهملنا التّعليم، فلم نقم بأركانه وشروطه وأسسه، وبكلّ ما يجب القيام به..فانتصر علينا العدوّ – بدل أن ننتصر عليه - بأفكاره ومخطّطاته وبرامجه، وغزانا في عقر ديّارنا.. فأصبحنا غرباء في أوطاننا، دخلاء على ثقافتنا، بعداء عن فكرنا..بينما الشّيخ عدّون نجح في كثير من أعماله التّربويّة والتّكوينيّة؛ لأنّه فهم حقيقة العلم، وفقه دوره هو نحوه، فأعطى له كلّ وقته وجهده.
ثالثا - إخلاصه الذي أدهش معاصريه، وأتعب من جاء بعده، وأغرى النّاشئة المخلصة لتستنير به، وتستضيء بنوره؛ كي تتغلّب على أمراض القلب، من النّفاق وحبّ المحمدة وطلب الشّهرة، والرّيّاء وحبّ الظّهور.. وغيرها من الأمراض التي تقف حائلاً دون القيام بالواجب بإتقان وإحسان، أو تهدم الأعمال، وتجعله هباء منثورًا.. فلا تنفع في حينها، ولا تفيد من يأتي بعدُ على مرّ السّنين. يكفي شهادة على هذا ما ردّده كثير من معاصريه، واصفين إيّاه بقولهم: " الشّيخ عدّون إخلاص يمشي على رجلين"..
رابعا - إرادته التي لا تعرف الحدود والسّدود والقيود، ولا تعرف عبارات: (لا أستطيع، ولا أقدر ولا يمكن ...) مصطلح (لا) في هذا المجال غير موجود!! الانطلاق عنده في العمل كان بمفهوم زميله في الجهاد التّربوي: الشّيخ إبراهيم أبي اليقظان – رحمه الله – "المستحيل عند توفّر الإرادة ممكن، والممكن في غيابها مستحيل ". هذه الصّفة دفعته لكي يقتحم الميادين غير هيّاب من الانزلاق، وينطلق في المشروعات غير خائف من الإخفاق؛ متوكّلا على ربّه الخالق الرّزّاق. متسلّحًا بالآمال العريضة، وبأحسن الأخلاق، متمثّلا قول حافظ إبراهيم:


مَـــدَّتْ  لَــــهُ  الآمـــالُ  فــي أفلاكَـــها
خَيْــطَ   الرَّجــــاءِ  إلَى  العُــلاَ  فتعلَّقَـا
وَتَشَجَّــــمُوا  للمَجْــــدِ  كُلَّ  عَظيمـــــةٍ
إِنِّي وَجَدْتُ الـمَـجْـدَ صَعْـــبَ  الـمُرْتَقَى
مَنْ رامَ وَصْلَ  الشَّمْسِ  حاكَ خيوطها
سَبَبًــــــا  إلى آمالِهِ    وتَسَلَّقَــــــــــــــا

وقول أبي القاسم الشّابي:
إِذا  مَا  طَمِحتُ  إلى غايةٍ
لَبِسْتُ  المُنَى  وخَلَعْتُ الحَذَرْ
خامسا - إقبالُه الكبير على التّعلّم، وملازمتُه شيوخَه، ومزاحمتُه العلماء بركبتيه، وإدمانُه على المطالعة، منذ مطلع حياته إلى مختتمها، يطالع الكتب، ويقرأ الجرائد والمجلاّت.. عرف عنه أنّه لا يرفع كتابًا إلى رفوف مكتبته حتّى يقرأه، ولا تصل يداه إلى صحيفة حتّى يطوف بكلّ أركانها وأبوابها وموضوعاتها؛ قراءة مركّزة واعيّة. عرف عنه تلاميذه عادته اليوميّة، وهي عدم النّوم قبل قراءة شيء، مهما يكن وقتُ النّوم. فكانوا كلّما مرّوا بالقرب من منزله في اللّيل رأوا الضّوء منبعثًا من غرفته المطلّة على الشّارع. كان هذا الالتزام بالمطالعة من أسباب تكوّنه وغنى زاده المعرفي، الذي أعانه على أداء وظيفته التّعليميّة والتّربويّة أحسن أداء، وكان - إلى جانب هذا المكسب - قدوةً لتلاميذه في مجال التّحصيل المعرفي القويّ الدّؤوب.
سادسا - جمع في عمله التّربوي بين الصّرامة والمرونة. الصّرامة في التّمسّك بالمبادي والأصول، والانضباط في تطبيق قواعد العمل مع تلاميذه ومن يتعامل معهم، وفي الوقت نفسه كان يظهر مرونة في تنفيذ كلّ ذلك؛ مراعيًا الظّروف والواقع المعيش، متكيّفًا مع المستجدّات والطّوارئ؛ بما يحقّق الهدف من التّربية، وهو إعداد طالب العلم، أو المعنيّ بالتّربية لأن يكون رجلاً صالحًا مصلحًا، مفيدًا منتجًا، مسهمًا في خدمة المجتمع وفي تطويره.. لذا تجد توجيهاتُه آذانًا مُصغية تتلقّفها، وقلوبًا واعيّة، تدركها حقّ الإدراك، لتلقى  - بعد ذلك - مكانًا ملائمًا لتطبيقها. هذه القاعدة: " الصّرامة في المبادئ والمرونة في التّطبيق" مهمّة في العمليّة التّربويّة. لا يحذقها كلّ النّاس، يُعطاها من وفّقه الله لها، واجتهد في الظّفر بها، كما كان هذا لأستاذنا القدوة الشّيخ عدّون رحمه الله,
سابعا - اقترابه من تلاميذه، واختلاطه بهم. هذه الخصّيصة قرّبت المسافة بينه وبين طلبته، وجعلته أكثر احتكاكًا بهم، وهم أكثر التصاقًا به.. ما مكّن من تمتين وسائل التّواصل، وساعد على توصيل التّوجيهات بِيُسر، وسهّل عمليّة المراقبة ومعرفة الدّقائق في سلوك التّلاميذ، واستثمارها سريعًا وبدقّة؛ توجيهًا للكفاءات، وتثمينًا للمبادرات والبداوات، ومعالجة لما هو في حاجة إلى معالجة، وجبرًا لما يحتاج إلى حبر قبل فوات الأوان.. هذا الامتزاج بين الشّيخ عدّون وتلاميذه في معهد الشّباب(معهد الحياة)، ظهر في ميادين كثيرة، منها الحوارات التي كانت تجمعهم على صفحات جريدة الشّباب، والجلسات التي كانت تضمّهم  في جمعيّة الشّباب في العشرينيّات والثّلاثيّات من القرن العشرين، أي في السّنوات الأولى من تأسيس المعهد. كما برز في اللّقاءات العلميّة والتّربويّة التي كانت تضمّ الأستاذ مع طلبته.. وغير ذلك كثير..هذا التّقارب بين المعلّم والتّلميذ  يبعث الثّقة بين الطّرفين، ويشجّع على مواصلة الدّرب في التّعليم والتّعلّم.
ثامنا - تشجيعه للمبادرات التي يتقدّم بها الشّباب – بخاصّة – إذا وجد فيها ما يسهم في خدمة الصّالح العام، ويعين على التّطوير. هذه الخصلة لم تأتِ من فراغ، فالشّيخ عدّون هو ممَّن كانت له مبادرات في النّهوض بالمجتمع وتطويره، وقد أتت بنتائج مهمّة، نحن اليوم ننعم بها، ونستظلّ بظلالها. وما تزال معينًا لمن يريد أن يسير في طريق العمل المثمر.لأنّ الشّيخ احتفظ بشبابيّة عقله إلى آخر أيّام حياته، وهو الذي فتح المجال للشّباب كي ينشطوا ويسهموا في أعمال المجتمع، وهو الذي منح طلبة الجامعة فرص الدّخول إلى المجتمع للمشاركة في القيام بشؤونه، في الوقت الذي أغلق بابها عليهم، من هو أقلّ منه سنًّا وتجربة ومكانة ودراية بقيادة المجتمع وسياسته. وقال قولته المشهورة متوجّهًا بها إلى تلميذه في الميدان الدّكتور محمد بن موسى بابا عمّي؛ محمّلَه مسؤوليّة السّير بالتّعليم نحو التّطوير والتّجديد، كما فعل هو حين أسهم في تأسيس معهد الشّباب سنة 1343ه/ 1925م: " لقد وجدنا حلولاً لزماننا فأوجدوا حلولاً لزمانكم"
العقل المتفتّح المستنير بنور الله، الذي أنتج هذه القواعد المهمّة الرّكيتة في التّربيّة والتّعليم والتّكوين والإعداد، حيّر الأستاذ محمد الهادي الحسني، وهو يريد أن يسجّل ويعلن للعالم أنّ شيخنا أدرك المائة سنة في حياته، ولم يَدْرِ كيف يقدّمه للنّاس: أّشيخًا بلغ من العمر عتيًّا، أم شابًا غضّ الإهاب نديًّا ورجلاً يتّقد حيويّة وشباببّة؟ جسم شيخ وروح شاب. فكتب مقالة اختار لها العنوان الآتي: "الشّيخ عدّون بلغ العشرين خمس مرّات".. العنوان يلخّص كلّ شيء. وهو يضع الشّيخ عدّون بين محطّتين، لا تخرجان عن دائرة التّعليم. فالشّيخ حمل راية تطوير التّعليم في بداية العشرينيّات من عمره، وأعلن عن رضاه بمبادرة محمد بابا عمّي في تأسيس أوّل مدرسة علميّة، وقد تجاوز عتبة المائة سنة في عمره بقليل.. لله في خلقه شؤون، ألا تكون لمقالة الأستاذ محمد الهادي الحسني هذه الدّلالة وهذا المغزى؟؟!!
تاسعا - عرف عن الشّيخ الوفاء لمشايخه ولمعاشريه ومعاصريه، ولتلاميذه وأبنائه، ولكلّ من كانت له به صلة.. والوفاء من صفات أولي الألباب، الذين وعدهم الله  بعقبى الدّار:  {الذين يُوفونَ بِعَهْدِ الله ولا يَنْقُضُون الميثاق} ( الرَّعد/ 20) فالتّعليم وهو الوسيلة التي ينشر بها دين الله، ألا يكون من العهد الذي يجب الوفاء به.. والشّيخ عدّون بقي وفيًّا له طول حياته؛ ممارسة له، وتشجيعًا لمن يمارسُه ويرابطُ في ميدانه.
ذكرُ العوامل العديدة التي ساعدت على نجاح الشّيخ عدّون – رحمه الله – في عمله التّربوي والبنائي..لا تسعه هذه المقالة المتواضعة. حسبنا التّنبيهُ إلى بعضها، وجسبُنا إثارة الهمم للتّشمير عن ساعد الجدِّ لكشف مكامن العبر في مسيرة شيخنا، والعمل على إخراج الكنوز الدّفينة من أعماله؛ لتُفيد منها الأجيال الحائرة في معرفة سبل التّكوّن والتّعلّم والبناء والإعداد.. نرجو أن يتحقّق هذا في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
نقول في خاتمة هذه الخواطر المتناثرة:  غلبَ الشّيخ عدّون التّعبَ، وقهر النّصب، وهزم الخمولَ ، وحارب الكسلَ، وناهض الفوضى، وغالب الظّروفَ، وتحدّى العراقيل، وتجاوز العقبات..فنجح في مسيرته العمليّة. صبر في الميدان ليبلغ مأموله، وصابر بكلّ ثقة واطمئنان لينصره الله، ورابط في مضمار التّربيّة، واتّقى الله في كلّ حركاته وسكناته، فكان من المفلحين بإذن الله. وصل بسفينة التّعليم إلى برّ الأمان، فكان من ضمن من شملهم قوله تعالى: {والذين جاهَدُوا فينَا لنّهدِيّنَهُمْ سُبُلَنا وإنّ الله لّمعَ المحسِنين} (العنكبوت/ 69).رحم الله شيخنا، وأكرمه بجنّة المأوى نُزلا..
المصادر:
(1)    من تسجيل صوتي لخطاب مرتجل للإمام إبراهيم بن عمر بيّوض بمدرسة الحياة، بمناسبة زفاف الحكيم شريفي يوسف( ابن الشّيخ سعيد بن بالحاج شريفي (الشّيخ عدّون).

تعليق عبر الفيس بوك