عصفورة الحلم وقنّاص الفرح..

مسعود الحمداني

(1)

أطلقوا عصافير البخت..

أيقظوها من النوم..فالصبح الذي لا تغرد فيه العصافير..

يبدو فقيرا وقاتما..

دعوا الحلم يمر بين أغصان شجيراتكم..ولا ترموه بالحجارة..دعوه يصنع المعجزات في نفوسكم..واغسلوا الغيمة بدمعة عاشق..أو حنين شاعر.

(2)

غدا..سيبدو العالم أجمل..غدا سيبدأ الكون بالنشيد، لن ترهبه قنابل الأغبياء، ولا تفاهة الأغنياء..

إنه هكذا يصنع نفسه بنفسه..ويعيد تشكيل جسده كل صباح..

فقط لا تيأسوا..من بطء حركته..امنحوه قدرا من الوقت.

(3)

في كل فجر يستيقظ مارد الحياة..يمنحنا قبلته قبل أن يغيب..

يرفض أن يبقى، لأنه أنهى مهمته..

أيقظنا..وعلينا أن نتابع المسير بأنفسنا.

(4)

نجمة الفجر الباذخة بالجمال، تدلنا على الطريق، تأخذ بأيدينا إلى زهرة قرنفل وحيدة..

تطعمنا فُتات الورد، وتسقينا ماء الغيم..وترحل دون كلام.

(5)

الأحبة الذين تركونا في مهب الريح، نصارع هجمات الحياة، وحيدين دون دروع، ولا حماية، استطاعوا أن يمنحونا ـ برحيلهم ـ شيئاً من الصلابة، هي كل ما تبقى لدينا من ذكراهم.

(6)

لا خوف علينا اليوم من شراسة الحنين، ليس هناك ما يمكن أن يرهبنا، فالعالم الذي فجّر قنابله في وجوهنا، لم يستطع تشويهنا..

نحن الباقون..أما القتلة فلا مكان لهم غير العتمة..

(7)

في هذه السماء المثخنة بالجراح، لا ماء ليطهرنا، لا نجم ليهدينا، لا وجوه لتسعفنا حين تتوه الأرواح..

لذلك..

لا مكان لنا غير الأرض..نبذر فيها أحلامنا..لتنبت ـ بعد حين ـ زنابق من عشق.

(8)

وفي الصباح أمنية مؤجلة..نتبعها كسراب، كلما اقتربنا منه، جرى راكضا، وساخرا من محاولاتنا اللحاق به..

تعب السراب..وما تعبنا.

(9)

العاصفة التي هبّت ذات غضب، لم تستطع أن تقتلع جذورنا..قاومنا شراستها بصدور مثخنة بالحياة.

هدأت العاصفة..وما زال في يدنا شجرة حلم أخيرة نغرسها قبل الرحيل.

Samawat2004@live.com