أكد بذل الجهود الحثيثة لتقوية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات

وزير التخطيط والتنمية الباكستاني لـ"الرؤية": التعاون بين مسقط وإسلام آباد في قطاع الموانئ يؤسس لـ"قوة كبيرة" لنقل سلسلة التوريدات إلى إفريقيا

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ خطط لتدشين خط ملاحي للعبارات بين البلدين واستضافة وفود تجارية عمانية

◄ ميناء جوادر لا يمثل تهديدا بل فرصة لمزيد من التكامل

◄ باكستان تسعى لتكون ضمن أقوى 25 اقتصادا على مستوى العالم بحلول 2025

◄ نستهدف الصناعات التكنولوجية.. وخطط لتأهيل الشباب لقيادة الثورة الاقتصادية الرابعة

أكد معالي الدكتور أحسن إقبال وزير الداخلية والتخطيط والتنمية الباكستاني، أن تعزيز التعاون بين بلاده والسلطنة في قطاع الموانئ من شأنه أن يؤسس لـ"قوة كبيرة" لنقل سلسلة التوريدات إلى إفريقيا، مشيرا إلى أن إسلام آباد تبذل جهودا حثيثة لتقوية أواصر التعاون مع مسقط في مختلف المجالات، لاسيما المجالات الاقتصادية، وأن البلدين ينتظرهما العديد من فرص التعاون المشترك.

وزار معالي الدكتور أحسن إقبال السلطنة، مؤخرا، لأول مرة؛ للمشاركة في "مؤتمر عمان للموانئ" الذي نظمته جريدة "الرؤية"؛ حيث ألقى معاليه كلمة رئيسية في المؤتمر؛ أبرزت حجم الفرص المتاحة للشراكة والتعاون بين سلطنة عُمان وجمهورية باكستان الإسلامية، وحازت كلمته في المؤتمر على الكثير من الاهتمام، خاصة مع تطرق معاليه إلى الفرص السانحة للتعاون والتي تحتاج مزيدا من الدفع تجاه تفعيلها.

وتحدث الوزير الباكستاني -مع "الرؤية"- عن الروابط بين البلدين قديما وحديثا، وتطلعاته للمزيد من التعاون مستقبلا، كما ألقى الضوء على بعض تفاصيل "الرؤية المستقبلية 2025" والتي تعمل من خلالها باكستان على أن تدخل ضمن أقوى 25 اقتصادا في العالم. وأوضح معاليه خطط باكستان لمواجهة الزيادة المضطردة في أعداد السكان، في نفس الوقت الذي تستفيد فيه من كون غالبية السكان من الشباب لتأهيلهم ومساعدتهم على المنافسة في اقتصاد العالم المستقبلي، عبر التركيز على التعليم والتأهيل في مجال التكنولوجيا؛ لتكون باكستان من خلالهم أحد رواد صناعة التكنولوجيا في العالم.

 

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ حسام عامر

 

 

≥ معاليكم، لا يخلو تصريح لكم من الإشارة إلى الموانئ وأهميتها.. فماذا يمثل هذا الجانب بالنسبة للاقتصاد الباكستاني؟

- بداية، وقبل أن أجيب، أود أن أوجه التهنئة والتحية لجريدة "الرؤية" ومنظمي "مؤتمر عمان للموانئ"، والذي حقق نجاحا كبيرا، خاصة مع تناوله للتجارة البحرية، وتطور هذه التجارة لتصبح عنصرا مهما جدا في الاقتصاد الحديث؛ وبصفة أكبر مع استخدامها في نقل الوقود وغيره من عناصر الإنتاج من منطقة إلى أخرى مع أقل كلفة ممكنة. وأشير إلى أن هناك تحالفات جديدة للموردين في آسيا مع نمو آسيا لتصبح محرك النمو العالمي، ومن المنتظر أن تمثل دول آسيا في العام 2050 نحو 52% من حجم الناتج الإجمالي العالمي؛ لهذا فإن هناك العديد من المبادرات التي تقوي وتسرع هذا الدور؛ منها: مباردة تقودها الصين لربط الأسواق الآسيوية والإفريقية والأوروبية عبر مسارات فعالة بحرية وبرية.

 

≥ وكيف تعمل باكستان على الدخول كقوة فاعلة في هذه التطورات؟

- لقد طورت باكستان في السنوات الأخيرة مشروعا ضمن "مبادرة الطريق والحزام" مع الصين، وسيكون من المشاريع المفصلية في تكامل هذه السلسلة الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني باستثمارات تفوق 50 مليار دولار، والتي تستهدف إيجاد ربط فعال ليس فقط بين الصين وباكستان، لكن أيضا لربط جنوبا آسيا والصين مع وسط آسيا، ومن ثم توسع هذا الربط نحو الشرق الأوسط وإفريقيا وصولا إلى أوروبا، وتتشارك باكستان مع الدول المنضوية تحت هذه المبادرة بمحاور برية وبحرية. وأعتقد أن التعاون بين ميناء جوادر في باكستان وموانئ عُمان يمكن أن يوجِد قوة كبيرة لنقل سلسلة التوريدات إلى إفريقيا؛ لذلك نتطلع إلى تعاون وثيق مع سلطنة عُمان، خاصة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم، ولما سيحققه هذا الربط من مصلحة للبلدين ولحركة التجارة البحرية ككل.

 

≥ وهل هناك مشاريع أو اتفاقيات تم بحثها بشكل مُفصَّل مع السلطنة لهذا الغرض؟

- ناقشنا العديد من فرص التعاون، ووجهت الدعوة لمعالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، لزيارة باكستان وتفقد ميناء جوادر، كما أننا اقترحنا ونأمل أن ندشن قريبا خدمة نقل بالعبارات بين عُمان وباكستان؛ بما يفيد التجارة بين البلدين، كذلك وجهنا الدعوة لوفود من التجار والمستثمرين لزيارة واستكشاف فرص التجارة بين البلدين، وأعتقد أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية في باكستان؛ حيث سجلت باكستان معدلَ نمو عاليًا في السنوات العشر الأخيرة بلغ 5.3%، وهذا العام نتطلع لتحقيق معدل 6% نموا. كما أن باكستان تعد سوقا ضخما وبتعداد سكان يبلغ 200 مليون نسمة؛ منها: 80 مليونا في الطبقة المتوسطة. وأوضح أيضا أن باكستان غنية بالزراعات والمحاصيل وكذلك الثروة المعدنية؛ لذلك نتطلع إلى تعاون وثيق بين البلدين؛ حيث يمكن لباكستان أيضا أن تكون قناة مهمة في ممر النفط من عُمان إلى الصين، ونأمل في المستقبل أن يتحقق التعاون وتترجم هذه المشاريع وترى النور ونبدأ فصلا جديدا من التعاون بين البلدين اللذين يتشاركان في التاريخ والثقافة والجغرافيا والروابط بين الشعبين، فنحو ثلث السكان في عُمان لديهم جذور في باكستان، ونود أن نتمكن من البناء على ذلك.

 

≥ "الممر الصيني الباكستاني" يحظى باهتمام إعلامي كبير، لكنه أيضا يواجه بعض الدعاية السلبية التي ترى فيه هيمنة من الصين على باكستان، فما هو بالتحديد تأثير هذا الممر؟

- ميناء جوادر سيكون بوابة للممر الصيني-الباكستاني وسيكون ميناء تجاريا، ولا يستهدف أي دولة أو ميناء آخر، ونعتقد أن هناك حاجة لمزيد من التعاون والتكامل؛ فالموانئ في المنطقة تحتاج لبحث سبل لإيجاد تكامل يصب في صالح الترويج للتجارة الإقليمية، خاصة وأن هناك مستوى لا يزال ضئيلا للغاية في التعاون بين موانئ المنطقة، ونعتقد أن لدينا فرصا هائلة لتحسين التعاون للتجارة الإقليمية ومن خلال هذا التكامل سيكون هناك المزيد من الفرص، لذا نرى أن جوادر يمثل إضافة وفرصة نحو ربط التجارة وفتح أسواق جديدة وتدفقا للتجارة ومسارات جديدة.

 

≥ انتقالا لـ"رؤية باكستان 2025".. ما هي تطلعاتكم والقطاعات المستهدفة للتركيز عليها؟

- من خلال "رؤية باكستان 2025"، نعمل على أن يكون الاقتصاد الباكستاني ضمن أقوى 25 اقتصادا في العالم؛ حيث نركز على تطوير القيمة المضافة من المنتجات الزراعية؛ حيث لدى باكستان فرص هائلة في هذا القطاع، كما نركز على قطاع التصنيع، ولدى باكستان تنافسية جيدة في الاقتصاد العالمي، ولدينا بالفعل سمعة وقوة في تصنيع الغزل والنسيج، ويمثل العمود الفقري للصناعة، كذلك لدينا تقدم في قطاع الصناعات الكيماوية والصناعات الخفيفة، وكذلك صناعة السيارات، وعلى تنمية هذه القطاعات، لكن نعمل الآن على أولوية جديدة وهي الترويج لباكستان كوجهة أساسية في صناعة المعلومات ودولة رائدة في صناعة التكنولوجيا، ورائدة في هذا الجانب، ولدينا في هذا المجال تفوق في جانب السكان في سن الشباب الذين يتمتع بالعديد من الفرص في المستقبل، وهؤلاء الشباب وضعوا باكستان في المرتبة الرابعة من حيث التعلم الإلكتروني، مع ما يمتازون به من قدرات متفوقة على الابتكار واستيعاب وصنع التكنولوجيا الجديدة، وكل هذا يؤهل باكستان لأن تكون رائدة في التكنولوجيا عبر الاستفادة من القدرات المتفوقة لدى شبابها وتحويل هذا إلى منتجات إلكترونية.

 

≥ على ذكر عدد السكان، فإن ما يُنقل عن باكستان يظهر أنها ما زالت تعاني كدولة نامية من عدد السكان الكثيف، فهل ترون أن الزيادة السكانية تمثل عائقا أم فرصة لتقدم باكستان؟

- الحكومة تعمل على التخفيف من التزايد المستمر في السكان، ولديها برنامج فعال في جانب الحد من الزيادة الكثيفة للسكان؛ فنسبة الزيادة السكانية انخفضت بشكل ملحوظ من 3% سنويا إلى نحو 2.4% سنويا، لكننا نعمل على تقليلها إلى أقل من 2% سنويا، لكننا في نفس الوقت نتمتع بنسبة لا بأس بها من الشباب ضمن إجمالي السكان الذين يمكن يمثلون مصدرا هائلا من مصادر الثروة الباكستانية من خلال قدراتهم الابتكارية ومساهماتهم في التنمية الاقتصادية، ومن جانبها تركز الحكومة على منحهم ما يلزم من فرص التعليم والابتكار والتدريب التقني وأيضا فرص التعلم التكنولوجي؛ لأننا الآن على أبواب الثورة الاقتصادية الرابعة، والتي ستتطلب تأهيل قدرات شبابنا بمهارات جديدة ليكونوا مساهمين فاعلين في العصر الاقتصادي التكنولوجي المقبل.

تعليق عبر الفيس بوك