مسقط-الرؤية

قال الخبير الفلكي الدكتور صبيح الساعدي عضو اللجنة الإعلامية لمشروع محاكاة الحياة على سطح المريخ إن فريق إجراء تجارب المشروع سيصل الى السلطنة يوم الثلاثاء 30 يناير، وسيقام مؤتمر صحفي مساء نفس يوم وصول الفريق، بينما يعمل فريق من اللجنة التوجيهية المشرفة على أعمال التحضير المبكر لهذه التجربة والفرق المساندة على تجهيز الموقع بشكله النهائي ليكون جاهزا لاستقبال أعضاء الوفد الزائر.

وأضاف الساعدي: سيزور الموقع وفد من أعضاء الجمعية الفلكية العُمانية يوم 2 فبراير وكبار المسؤولين يوم 4 فبراير ويوم 5 فبراير منتسبي تنمية نفط عُمان ويوم 6 فبراير طلبة المدارس والجامعات من عموم محافظات السلطنة. وبعدها تنطلق مرحلة العزل التام (محاكاة العيش بالمريخ) حيث يمنع التواصل والزيارات تماما على افتراض أنهم بكوكب المريخ حتى نهاية التجارب.

ويعد منتدى الفضاء النمساوي أحد الفرق البحثية الخمسة الرئيسة بالعالم التي تعمل بشكل دؤوب لتحسين التقنيات اللازمة مثل بدلات الفضاء المريخية. وقد سبق وأن زار وفد منتدى الفضاء النمساوي 10 مواقع بالسلطنة ووقع الاختيار على موقع بصحراء مرمول لإجراء التجارب في شهر فبراير القادم.

 ويضيف الساعدي: وفي هذا الإطار ومن أجل زيادة الجاهزية والاستعداد للبعثات المأهولة في المستقبل إلى المريخ، يقوم منتدى الفضاء النمساوي في كثير من الأحيان بإجراء عمليات محاكاة لكيفية العيش على بيئات الأرض التي تشبه تضاريس كوكب المريخ على سبيل المثال لا الحصر بعثة المريخ التماثلية في المغرب عام 2013م وفي النمسا عام 2015م. حيث يقوم فريق متخصص بإجراء دراسات حيوية في مجالات تكنولوجيا الفضاء والجيولوجيا وعلم الأحياء الفلكية وفروع الهندسة، وبالتالي تقييم آخر مخرجات التقنيات المتقدمة، وجمع البيانات المهمة لتعزيز ورفع مستوى جاهزية التكنولوجيا للبعثات المستقبلية إلى سطح المريخ.

وأضاف الدكتور الساعدي أنّ رئيس المنتدى الدكتور جرومير تحدث عن أهمية دور السلطنة بقوله: "استضافة هذه المجموعة من تجارب محاكاة العيش بالمريخ من شأنه توفير فرصة عظيمة للترويج للسلطنة كدولة تشهد نمواً تقنياً مطرداً، وستكون عمان جزءاً من طليعة البحوث في واحدة من أكثر المجالات الواعدة. إن دعوة العلماء البارزين من جميع أنحاء العالم لتقديم تجارب ذات صلة سيعطي عُمان فرصة لتعزيز سمعتها الدولية أكثر من خلال تقديم الشرق الأوسط من زاوية جديدة ومختلفة ".

وقد بدأ التنسيق بعد عرض التجربة التي أجراها المنتدى بقاعات اجتماعات الأمم المتحدة بفيينا ضمن اجتماعات اللجنة الأممية للاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي بفيينا، وبصيف 2016م قدم مجلس إدارة الجمعية الفلكية العُمانية طلبا بالموافقة الحكومية على استضافة التجارب بالسلطنة، ووافقت الحكومة على استضافة مشروع تجارب محاكاة العيش على كوكب الأحمر بنهاية 2016م وبدأت الأعمال التحضيرية والتنسيق المشترك بعام 2017م. حيث قام وفد من المنتدى النمساوي وبصحبة فريق من الجمعية الفلكية العُمانية بزيارات ميدانية لعشرة مواقع، وجد سبعة منها ذات طبيعة تشبه طبيعة كوكب المريخ في السلطنة. وعلى ضوء الزيارات الميدانية بالسلطنة وخارجها والتحاليل العلمية للمواقع، فازت السلطنة ولله الحمد من بين جميع دول العالم لإجراء تجارب محاكاة العيش على كوكب المريخ بعام 2018م لما تتمتع به من مقومات ساعدت على هذا الاختيار.

ويضيف الساعدي: تم تشكيل لجنة توجيهية للاستضافة برئاسة المُكرم الشيخ البروفيسور الخطاب بن غالب الهنائي نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي بالجمعية الفلكية العُمانية وبعضوية عدة جهات معنية في الدولة حكومية وغير حكومية إضافة إلى الجمعيّة الفلكية العُمانية التي تعد المنصة والحاضن الوطني للمشروع والمتابع لتنفيذ توصيات اللجنة التوجيهية المشرفة على أعمال التحضير المبكر لهذه التجربة من مختلف النواحي الإدارية والفنية والعلمية واللوجستية لتعظيم الفائدة للسلطنة، وستشارك وتساهم كل من شركة تنمية نفط عُمان وجامعة السلطان قابوس في إنجاح التجربة العُمانية.

وستنفذ سلسلة من التجارب العلمية والتي يبلغ عددها أكثر من 20 تجربة علمية التي تعنى باختبار التعديلات الجديدة على بدلة الفضاء وكبسولة فضائية قابلة للنفخ ومركبة ربوتيه وتجارب علمية أخرى متنوعة.