داليةٌ شرسة

نجاة المالكي – طنجة المغرب


(فصول عرجاء)
ريحٌ تأخُذ مهبِّيَ
لفُصولٍ عرجاءْ،
ثمرةُ الحُزن فيها خالدةٌ
لا يُسعفها
أن تتدلّى على نهْرِ الحياة.

(أمومة)
لو كانت الأمومةُ سؤالْ،
لتواريْتُ في صخَبِ الطُّفولةِ
طْيْفاً باكياَ،
ولأعلنتْ براءتي منفاها
وطناً غازياَ.

(عجز)
قال لي:
قشّري الهواءَ
وآنفُضي عنك غباري،
مراكبُ تخطفُ موجي
وأنْواءُ تقطِف غدي.

(سكارى في ضوء الحياة)
سلالي
عتباتُ كُرومْ
وكُلّ المُنتشينَ سكارى،
ينكمشُونَ في الضّوءْ
تخنُقهم الخُصلاتْ
وتُبعثرهمُ الزُّرقة.

(بكاء شريد)
يحذَرُ من ضِحكتِها،
تعْصفُ ببُكائِه الشّريدْ
فتثملُ الحكايةُ
بنبيذِ الجِراحْ،
ترتطِمُ بموجٍ قديمْ
وصواري على أُهبةِ الرّحيلْ.

(لا خيول لسكرتك)
لا خُيول لسكرتكْ،
فارغةُ تنزوي كأسيَ
ولا رواءَ لهذا الحنينْ،
تحترِقُ كبدي
وتخُونني كُلّ اللّمساتْ.

(كؤوس الغياب)
قال:
لن تجدي إلاّ كؤوسا مُعتّقةً
يدنو بها الغيابْ،
يتفحّصُها جُرحكِ عناداً
وتُفجّرُها صرخاتُكِ يُتماَ.

(دالية شرسة)
قد تُصيبكَ أجراسي بخيباتِها،
لكنْ صمتُك يكبُر كصرخة
يفتحُ من داليتكَ الشَّرسةِ
قدحيْنِ من نارٍ
وطُفولةٍ مُغتربهْ..

(سيّان)
قال:
لابد لشيءٍ ما أن يحترقْ
أنا أو هذه السيجارةِ سيَّانْ،
سيّانَ بين اللّهيبِ والرّمادْ
سيّان بين الصُّراخِ المُبرّرِ
أو الصّمتِ المُتكرِّرِ في النسيانْ.

(حكمة)
عمرٌ صاخبْ
وبئرٌ تحفظُ سرّها
وردٌ ثائرْ
ورقَّةٌ ترُجُّ فيْضَها
خيالٌ حارقْ
ولغةٌ تستعجل مصيرها

(حياد)
أقترب من الحيادْ
أتحسّسُ جُرحاً تغوَّل ،
رماني
وانتحر في بريَّةٍ
تعفّنتْ
بقهقهةِ الغُزاةْ.

(أمنية)
ليْت سهري
أمنيةُ عناقْ،
يُحققها ليلُ
من أعشابِ صُبحْ
فيطول شوقي لمرأى الأيّامْ.

تعليق عبر الفيس بوك