حوار جلالة السلطان قابوس مع مجلة (المصوَّر) المصريّة عام 1973م


 


جلالة السلطان يتحدث لمجلة المصوَّر المصرية:
o    ضحينا بكل الثروات من أجل استرجاعِ كرامتنا.
o    كُنَّا نستقبل أنباء الانتصارات بفرحة تامة لأننا انتظرناها طويلا، وحلمنا بها كثيرًا.
o    الاستعمار سيستمر في محاولاته لفضِّ التضامن العربيّ الذي تلاحم نتيجة معركة 6 أكتوبر.

خلال وجود السلطان قابوس المعظّم في القاهرة قبل توجّهه إلى الجزائر لمشاركة إخوانه الملوك والرؤساء العربي في مؤتمر القمة العربيّ أدلى بحديث صحفي إلى مجلة المصور المصرية.
قال جلالته في البداية عن معارك 6 أكتوبر والتي كان قلبه وقلب سلطنة عُمان موجودا على خطوط القتال في مصر وسوريا: (لاشك أنّ يوم السادس من أكتوبر كان يومًا مجيدا في تاريخ الأمة العربية وفي تاريخ العرب الحديث، ولا شك أنَّ التاريخ سيسجل هذا اليوم، و لاشك أيضا أنّ الأجيال المقبلة ستذكر هذا اليوم بكل اعتزاز وفخر ففي هذا اليوم التاريخي حققت الجيوش العربية انتصارها الباهر، وسطرت ذلك الانتصار على صفحات التاريخ بحروف من نور).

وتسأل المجلة جلالته: عن شعوره وهو مستقبل أنباء الانتصارات في عُمان، فيقول: (لقد استقبلنا هذا اليوم بفرحة تامة غامرة.. لأننا انتظرناه طويلا وحلمنا به كثيرا)، ويضيف جلالته: (لقد عبرنا قناة السويس، وعبرنا خط بارليف، وعبرنا الهزيمة إلى النصر بعون الله، وهذا الشعور كان أيضا هو نفس الشعور الذي استقبل به الشعب العُماني هذا اليوم.. كانت هناك فرحة في كل بيت، بل في كل قلب).

وتسأل المجلة جلالته حول القيمة العسكرية لعبور قناة السويس أصعب مانع مائي وتحطيم خط بارليف فيجيب جلالته: (إنَّ عبور هذا المانع المائي الصعب وتحطيم حصون خط بارليف يعود أولا إلى الجندي العربيّ الذي استطاع أن يستوعب أحدث وسائل العلوم والتكنولوجيا وفي هذا أبلغ رد على الذين حاولوا أن يهولوا من شأن العقل العربي صاحب الحضارة والثقافة، ولا شك أنّ عبور القناة وتحطيم خط بارليف يعتبر مرحلة جديدة أنجزها العرب في ميدان الاستراتيجية العسكرية، وهذه المرحلة لابد أن يتعرّف عليها العسكريون في العالم وأن يدرسوها).

ويجيب السلطان قابوس عن سؤال آخر حول البترول واستخدامه في المعركة ضد العدو الصهيوني والذين يؤيدونه..
فيقول: (إنّ هذا السلاح له أهمية كبيرة في المعركة وستظل هذه الأهمية قائمة حتى يحرر العرب أراضيهم ويستردوا كافة حقوقهم.. لقد ضحى العرب بكل الثروات من أجل استرجاع كرامتهم ويجب أن تعرف الشعوب أننا نستخدم هذا السلاح من أجل أن تشعر الحكومات المؤيدة لإسرائيل بعدل قضيتنا).
ويضيف جلالته: (لقد استطعنا أن نبرهن للعالم أنَّ أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يُقهر ما هي إلا خرافة، وقد استطاعت جيوشنا العربية أن تسترد للمواطن العربي كرامته وعزته سواء داخل وطنه او حتى داخل نفسه، كما استرد العرب كرامتهم في الخارج، في العالم كله، وعرف العالم كله حقيقة إسرائيل ونواياها العدوانية).

وعن الإعلام العربي خلال المعركة..
قال جلالته: (لقد أثبتت وسائل الإعلام العربية أنها في مستوى المعركة وانها استطاعت أن تحقق إنجازات هامة كما استطاع ذلك التحرك السياسي بجانب معارك الشرف التي خضناها).

وحول مؤتمر القمة العربي... قال جلالته: (إنّ معركتنا مع العدو الإسرائيلي مستمرة في كل الميادين وهذا يتطلب استمرار الاستعداد العسكري في نفس الوقت الذي يستمر فيه التحرك السياسي بما فيه التحرك الإعلامي.. وهذا بالطبع يتطلب استمرار التكاتف العربي والوحدة العربية، إلى أن تتحقق كل أهدافنا).
وقال جلالته في نهاية حديثه: (إنّ الاستعمار سوف يستمر في محاولاته لفضّ التضامن العربي الذي تلاحم نتيجة معركة 6 اكتوبر.. ولكن علينا أن نكون حذرين وعلى مستوى المسؤولية حتى نتمكن من إفشال هذه المحاولات).
 
......................................
المصادر: ناصر أبو عون – صحفيون في بلاط صاحب الجلالة، محاورات السلطان قابوس مع وسائل الإعلام العربية والأجنبيّة، ص: 151، 152، 153، دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع – الأردن – ط 2/ 2015م، وانظر أيضا: جريدة عُمان – الصفحة الأولى - السنة الثانية - العدد 57 – المجلد الثاني -  السبت 15\12\1973 – 20 من ذي القعدة 1393هـ

تعليق عبر الفيس بوك