مؤتمر عمان للموانئ.. نقطة تحول إعلامية

 

مع تنظيم مؤتمر عمان للموانئ، يدخل نهج "إعلام المبادرات" -الذي تتنباه جريدة "الرؤية"- مرحلة مغايرة من العمل الوطني القائم على المبادرة، وتبرُز ملامح هذه المرحلة في قُدرة الإعلام الوطني المسؤول على صناعة الحدث، وحشد الطاقات الشبابية، وتوظيفها لخدمة الأهداف والتطلعات.

هذه المرحلة تبتعدُ عن الوظائف التقليدية للإعلام، والمعروفة بنقل الخبر أو متابعة الأحداث من حوله، ونقلها للقارئ؛ لتتحول إلى صناعة الحدث والتفاعل معه وجذب الجمهور المتلقِّي إلى أبعاد أخرى، لم يكن مُطلعا عليها نتيجة التناقل الروتيني للأخبار.

جريدة "الرؤية"، ومنذ أن أطلقت هذا النهج، أخذتْ على عاتقها مسؤولية طرح المبادرات في المجتمع؛ مستهدفةً مختلف الشرائح والفئات؛ فالشباب كانوا أحد أبرز المبادرات عبر "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب"، ورواد الأعمال والاقتصاديين نالوا حظهم من الاهتمام عبر "جائزة الرؤية الاقتصادية"، وكذلك مشاريع المسؤولية الاجتماعية مع تنظيم "المنتدى العماني للشراكة والمسؤولية الاجتماعية"، فضلا عن مبادرات أخرى تستهدف الأطفال مثل مكتبة السندباد المتنقلة، والعديد من المبادرات التنموية.

ومع استمرار المبادرات، كان التوجُّه نحو استقطاب الخبراء والمختصين من مختلف دول العالم؛ لمناقشة واحد من أهم قطاعات التنويع الاقتصادي في بلادنا، وهو القطاع اللوجستي، وعلى نحو خاص جانب التجارة البحرية منه والموانئ، بهدف عرض التجارب الدولية الناجحة في إدارة الموانئ وتحويلها إلى مراكز لوجستية فاعلة.

"مؤتمر عمان للموانئ" أسهم بصورة جلية في تعزيز جهود مؤسسات الدولة في تحقيق التنمية المستدامة، عبر أوراق عمل ثرية وجلسة نقاشية شهدت مداخلات عميقة في كيفية التغلب على التحديات القائمة في القطاع وسبل حلها.

المشاركات الدولية أيضًا عكست الثقة الكبيرة التي يُوليها الخبراء والمسؤولون في الموانئ الدولية للسلطنة، والآفاق الواعدة لنمو قطاع الموانئ فيها، في ظل ما تتمتع به البلاد من موقع إستراتيجي فريد، يملك شتى المؤهلات ليكون النقطة الأكثر نشاطا في الإقليم، هذا فضلا عن المحفزات الاقتصادية وتبسيط الإجراءات التي تقوم به مختلف الجهات المعنية.

.. إن تنظيم "مؤتمر عمان للموانئ" خيرُ دليل على ما تحظى به السلطنة من مكانة اقتصادية مرموقة، وقدرة حقيقية على بلوغ أعلى معدلات النمو الاقتصادي، كما أنه تأصيل لمرحلة جديدة في مسيرة الإعلام الوطني في عماننا الحبيبة.

تعليق عبر الفيس بوك