وماذا بعد؟!

 

حمد بن صالح العلوي

قارئي العزيز ..

تحدثنا في مقال سابق والذي كان بعنوان "صباح المدارس .. شكرا" ووردت مداخلات كثيرة وعديدة وردود على المقال من خارج السلطنة وداخلها ولله الحمد وقد أوضحنا أنَّ الحكومة الرشيدة لم تألُ جهدا في جعل الطلاب بنين وبنات يعيشون في رفاهية كاملة، من خلال اهتمامها البالغ بالناشئة، حيث عملت كل ما في وسعها لتسخير الطاقات البشرية في كل تخصص حتى يكون ذهن الطالب في تقدم مستمر فلاحظنا أنها سخرت له الطاقات البشرية وهيأت له الأجواء الطيبة حتى تكون البلاد في صف الدول المتقدمة.

وأكدنا على أنَّ أولياء الأمور لهم دور كبير في جعل الطالب يخرج ما يكن صدره وفؤاده وليعلموا أن الأبناء بنين وبنات يملكون الطاقات وعليهم تبنيها ليكون المجتمع بكل شرائحه يؤمن إيمانا كاملا بالمواطنة الصادقة والحب والتقدير والعطاء بكل ما يملك والانتماء لهذا الوطن المعطاء.

قارئي العزيز..

ذات يوم حدثتني بدرية بنت ناصر العريمية من تعليمية جنوب الشرقية قائلة بعدما أشادت بما طرح في مقال "صباح المدارس ..شكرا" : قضية المواهب ومدى تفعيلها وتنميتها تعتمد اعتمادا كليا على المرتكزات التربوية من خلال الأنشطة ومدى صقلها والمناهج ومدى تفعيل النشاط لتنمية قدرات الطلاب وكلا الاثنين مكملين لبعضهما وقد أولت وزارة التربية والتعليم متمثلة بدائرة الأنشطة التربوية اهتمامًا بها وتنوعها سواء بالمدارس الحكومية أو الخاصة من المراحل التأسيسية كمرحلة أولى إلى الصف الثاني عشر.

مضيفة أن هذا الاهتمام بالمواهب ما يلبث أن ينطفئ سراجه بمجرد خروج الطالب إلى المرحلة الأخرى وهنا إما أن يستكمل عن طريق ولي الأمر كتعزيز لتنمية قدراته واستكمالها أو يتوقف بسبب اختيار الطالب تخصصاً لمستقبله بعيدًا من صقل الموهبة وأيضا لم يكن هنالك ارتباط في أثناء الاختيار بالتوجيه المهني لهذه المقررات كأن تكون لديه شهادة تعزز موهبته وتنميها عن طريق التخصص وتسهيل الإجراءات الخاصة به بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي فيتوقف الحلم في هذه الجوانب.

وأوضحت العريمية أن برنامج الصباح وخصوصا فقرة صباح المدارس فكرة طيبة وهو تعزيز وتشجيع للطلاب والطالبات إلا أننا نفقد المصداقية أحياناً وتفتقد التوزيع الجيد في تنوع المواهب وفي المراحل التعليمية وفي الإنجازات فغالبا المشاركين من المراحل العمرية الصغيرة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي وأغلب المشاركات في القصائد الشعرية ويكون التواصل مباشرا بين ولي الأمر والمدارس والمعلمين والمعلمات ومعد البرنامج، وكما تعلمون فإن هذا البرنامج يصل إلى أكبر قدر من المستمعين وعلى مستوى العالم نظرًا لأهميته ولدينا ولله الحمد من المتميزين من الموهوبين على مستوى السلطنة وعلى مستوى الوطن العربي والعالم وهم يستحقون أن يشار لهم بالبنان وأن يكون لهم مساحة للتعريف بهم والتسويق الثقافي والعلمي أيضًا فنتمنى أن تكون مشاركتهم بالدورة الإذاعية القادمة أكبر تركيز ليكون لهم الدعم والتمييز .

قارئي العزيز..

ونحنُ على يقين بأنَّ الطالب العُماني عنده من الثقافة والجرأة والثقة بالنفس ما يأخذ بيد أبنائنا الموهوبين؟ كل واحد منِّا سواء كان ولي أمر يحب ابنه لا بد أن يترجم معنى هذا الحب أو معلماً رأى موهبة في أحد طلابه أياً كان نوعها عليه بالتشجيع وبيان الطريق الصحيح ليس بالإحباط وكسر الخاطر، فكثير ما تكسرت ضلوع وأحبطت الهمم بعد حلم أصحابها.

قارئي العزيز ..

إنَّ النجاح غاية كل عاقل، يأمل أن يحالفه النجاح في إدارة شؤون بيته أو مؤسسته أو حياته عامة، وليعلم كل عاقل أن طريق النجاح تعتريه أحيانا حواجز وسدود منيعة تمنع المرء من بلوغ هدفه الذي يسعى إليه، فإن كان صاحب همة وعزيمة صادقة قوية يصل إلى مبتغاه وإن كان غير ذلك فإنِّه بلا شك يتعثر ويسقط ولا يستطيع أن يكمل المسير.

وصدق الشاعر العربي حيث قال:

 ومن تكن العلياء همة نفسه  فكل الذي يلقاه فيها محبب

وقال ابن القيم: فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار.

وقال ابن الجوزي "من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيّ"

شباب الوطن ...

احمدوا ربكم واشكروه على نعمه الكثيرة، وكونوا محبين مخلصين لوطنكم، سيروا للعلا دوما، فإننا نفخر بكم وبما تعدون وتنفذون من أعمال، فعسى الأيام تسطر أسماءكم في صفحات التاريخ كما سطرت أسماء آبائكم وأجدادكم من قبل..

قارئي العزيز :

احمد ربك سبحانه أنك في بلد تدعو مواطنيها إلى النجاح فكن ممن يلبون النداء ألم تقرأ قول قائد مسيرتنا السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- :"خطتنـا فـي الداخـل أن نبنـي بلدنا ونوفـر لجميع أهله الحياة المرفهـة والعيش الكريـم وهذه غاية لا يمكـن تحقيقهـا إلا عن طريـق مشاركـة أبنـاء الشعب في تحمل المسؤوليـة ومهمـة البنـاء ولقـد فتحنـا أبوابنا لمواطنينا في سبيـل الوصـول إلى هذه الغاية، لنمشي في طريق التميز ولا يهم كلام المُحبطين ."

همسة ..

نرفع أكفنا وتلهج ألسنتنا بالدعاء أن يحفظ ربنا قائد مسيرتنا ويوفقه في كل خطوة يخطوها بسلام آمنا وبأن تكون معه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير.

 

al3alawi33@gmail.com