أوتجرافٌ فارغٌ لحفل وداع

رضا أحمد – مصر


ولدتُ في السابع عشرَ من مارس،
لم أخطط مطلقا لهذا؛
أمي لم يكن يعنيها انتظارُ الغرباء
ووالدي لم يحتط ليتركني آمنة في سلَّة ظهره.

كان الحبُّ هادرًا وقتها،
شابًا،
قادرًا على العدو أمامنا،
ولم يكن شارعُنا ثكنة إسمنتية
خالية من سخف الأشجار
وانفلات الزهر.

سقطتُ من رحم السماء،
في حجر أمي،
ولم تمنحها المفاجأةُ فضيلة التساهل مع الفقد؛
لفّتني جيدًا بملابسَ أختٍ لي،
ماتت،
ولم يجف القطنُ من دموعها.

الآن قبل أن أوقِّع َ أوتوجرافا فارغا
لملاكين يتشاجران أمام طيفي الواهن
أتلكأ  في إزاحة عيني عن تاجك الشوكي
وأنصرف إلى الضوء...
رغبتكَ،
ليست أكثر من أن "تَبْشُرَ" جسدي،
كحبّات السُّكر
خلال نظرة واحدة.

ورغبتي،
ليست أقل من أن تقفَ
بعصاكَ،
كمايسترو فرقة موسيقية
تصنع من جسدي الورديّ
غزل البنات.

لا الرصيفُ المتهتّكُ
تحت قدميّ،
ولا الغيمة التي فازت
بنظرة كاملة إلى عينيك.

لا يدي الخائفة
التي انفلتت تتلقف قلبكَ،
ولا نظارتكَ السوداءَ
التي ضبطتها تتحسّس جسدي.

كل ما في الأمر،
أن الشمس عجوزٌ كسيحةٌ
تحتاج كفّي طفلين لتصل إلى البيت.

تعليق عبر الفيس بوك