ماذا بعد كأس الخليج؟!

أحمد السلماني

انفض سامر كأس الخليج، ومعه فاجأ العمانيون أشقاءهم ومنذ اليوم الأول للبطولة بأنهم عازمون على تسجيل حضور قوي، ورغم أنّهم حتى من بني وطنهم لم يجدوا من يضعهم حتى تحت دائرة الترشيحات لأنّ المؤشرات قبل المشاركة لم تكن توحي بأن الكرة العمانية في طريقها للتعافي والعودة للواجهة، ومع ذلك فأبناء قابوس كانوا في الموعد تماما، قدموا عصارة عملهم الموحد والمضني قربانا يهدون به التتويج لسلطانهم وبلادهم بأسرها وتجاوزوا ذلك بكثير بأن تفاعلت معهم شعوب المنطقة، الشقيق والصديق، الكل يتبارى بطريقته في تقديم التهنئة لعمان سلطانا وحكومة وشعبا.

واليوم وبعد كل مظاهر ومشاهد الفرح التي أعقبت التتويج باللقب الغالي والكبير وهذا الكرنفال الطويل من التكريم وعبارات الشكر والثناء، وقصائد المديح والتي نالها لاعبونا وجهازهم الفني والإداري ويستحقونها بلا شك نظير ما أهدوه من فرحة لبلادهم، صار حريًا بنا أن نطوي صفحة كأس الخليج، وأن نلتفت إلى ما ينتظر الرياضة العمانية من مواعيد كبرى في العام 2018 والذي نستبشر به خيرا بعد الاستهلال بلقب "خليجي23".

فكل المنظومة الرياضية بالسلطنة من وزارة واتحادات ولجان وأندية وفرق أهلية عليها أن تدرك أنّ اللاعب العماني في أي من الرياضات قادر على التفوق والإجادة إن تسلح بالعزيمة والإصرار والإخلاص في العمل ومتى ما وجهت وسخرت له الإمكانيات ووضعت في مكانها الصحيح وكأس الخليج خير مثال، بدل أن تبدد في ما لا طائل منه من مؤتمرات وسفرات الوفود والمحسوبيات والاهتمام بلاعب دون آخر.

هذا ما قدّمه اتحاد كرة القدم في مستهل هذا العام وعليه ألا يركن لهذا الإنجاز على أهميّته فما ينتظره كثير، ولقد دفعنا ثمن الاهتمام والتركيز على كأس الخليج ووضعنا البيض في سلة واحدة باهظًا تمثل في خسارة المنتخب الأولمبي في النهائيات الآسيوية لمباراتين متتاليتين وبتنا على حافة الخروج من الدور الأول إن لم نكن عمليا خارج حسابات البطولة رغم ما كنا نعوّله على هذا المنتخب من آمال كبيرة، ولكن كل أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة وجهازه التنفيذي كانوا في الكويت إلا واحدًا، في الكويت لم نكن نحتاج لكل هؤلاء، ومن سيدير مصالح الكرة العمانية في السلطنة والمنتخب الأولمبي تحديدا، الحقيقة أنّ المنتخب الأولمبي سقط في غفلة من الجميع نظير الاهتمام العالي الذي حظي به المنتخب الأول على حسابه وحتى لاعبوه أنفسهم قابلوا الصين في أول مباراة وهم يعيشون غمرة الاحتفالات التي بالغنا فيها كثيرا.

الإخوة في اتحاد الكرة، كأس الخليج بطولة مهمة وغالية على شعوب المنطقة والتتويج بها شيء كبير بالنسبة لنا جميعا ولكن عليكم أن تنتبهوا إلى أننا وبعد هذا التتويج علينا أن نزاحم على كأس آسيا والصعود لنهائيات كأس العالم (الدوحة2022) و ألا يمر إخفاق المُنتخب الأولمبي مرور الكرام، أمّا باقي الاتحادات واللجان الرياضية فنقول لهم، اتحاد القدم فتح لكم باب العام 2018 بنصر مؤزر فماذا عنكم؟ وما الذي ستقدمونه أنتم أيضا؟ كشوف الحسابات تقدم نهاية العام بإذن الله.