مقطع من قصيدة لم تنته

عمارة إبراهيم – مصر

(1)
واقترب المد
من وهم الشاطئ
أخبرتني أحاديث
قاذفتها أمواج
ورياح.
أن أفاعي في عمق الكون
تبيع جنازات النهار
لمن يعلن الاحتفال الرفيع.
في كل ثانية
تراقب طفلة
طائرا قتيلا
فوق سطح البحر
بينما تنثر عقارب الوقت
ملفاتها الضائعة
في صخب
وعطش
وابتهال.
في رقصة
لمراكب المشيعين
والمسافرين إلي بيوت
بيضاء.
ستخبرني أحاديث البحر
عن مقايضة الموت
لصمت
يراقب ظله
طفل ميت
بينما أطفال آخرون
يجالسون مدينتهم
في زحام غروبها
وصقيعها الفائر.
يرسمون براءة الحياة في كراساتهم
والأناشيد.
تصب حكاياتهم في عمق البحار
ليستريحوا قليلا
فتطفو فوق المياه قصة بوح لهم
ترتقي تفاصيل سواد الليل
بابتسامات
كانت تشد أحلامهم الضائعة
بين عروق الموج الفائر.
يطلعون علي مهل
لفضاءات ليست لهم.
ستخبرني الأحاديث
أن الموت هنا
يفرش موائده
بطعم القصائد المعطلة
والمحطات الواقفة
باتت وقت إعلان تذكرة المرور
فائرة.
تراقبها حافلات
من البحر حتي المقبرة
من دون نشيد للوطن

سأخبركم غدا
أن أول  النهار
هو لي
وآخره
للشمس التي تغيب

سأخبركم أن ثم نزهة
قد تروق لنا
كأنها نسجت
من خيوط الغروب الحمراء
وأن ابتسامتي القصيرة
مسحتها علي جبين النهار
حين كان يغادر.

 (2)
سأخبركم أن ثم نزهة
قد تروق لنا في الطريق
كأنها نسجت من خيوط الغروب
الحمراء.
وأن ابتسامتي القصيرة
مسحتها علي جبين النهار
حين كان يغادر
وأن الحقائب
بعثرتها أناشيد هم
في ميادين
تخدع العالم في براءتها
وبريقها.
رغم حلكة الظلام
تتوارى أجسادهم الساخنة
بين تراتيل أشجار الصبار
وبين ثلاجة الموتي
في معرض التأبين
والاحتجاجات
في صحن عهر الأمم.
وأن حكايات الملح
علي جدران الصخرة
سوف تفشي أسرارها
أن مدينتنا
تركض عارية
قرب آلام النفس
في نوافذها المعلقة.
لا تعرف ضوءا
يمشي نحو موات الروح
أو حتي ثقب هواء
فاتر.
أن غبارا
ما يلبث أن يطفو
بين الزمن الواقف عند حدود الموت
حتي يرسو داخل شريان الصخر
الساكن.
***
سأخبركم
أن مدينتنا
أرخت سترة مائدة
الليل
لفتنتها
ولصوص
قد جاءوا من حصص الأمم
ومن أعراس الصمت بأغنية
تورق في عشب يباب
في جوف الليل
وقلب وطن.
يأتون بغواية قمر
يثقب باب سماء
مغلقة
قرب النهر
لتسكنني
وأنا مزدحم
من فوضي البحر
وأسعي لبقعة ضوء شارد
تسكن في عمق تفاصيلي.
***
سأخبركم
أن المد يموت
مثل الوقت
ومثل العهر
في بستان
لا يحمل ثمرا
من جينة أرض
ليست فيها خصوبة.
وحده البحر
يعرف مأوي
لخيال مكسور
كان يراقب بهجة موت
وظلا
من ألم
يسكننا
هو بركان ثائر.!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
من ديوان "عابر ينتظر".
يصدر قريبا من هيئة الكتاب المصريّة

تعليق عبر الفيس بوك