شوارع الموت

سليمة المشرفية

في ظل الجهود المثمنة التي توليها وزارة النقل والمواصلات من رصف الطرق وتأمينها أمام مستخدميها فإنّ شوارعنا لا زالت تشهد مزيدا من الحوادث الدامية التي يشيب لهولها الولدان. وبلاشك فإنّ لتلك الحوادث أسبابًا متعددة منها ما هو متعلق بالسائق واتخاذه لاحتياطات السلامة والأمان واتباعه لقواعد المرور ومن

هذه الأسباب أيضًا متعلق بالشوارع وهي أسباب لا يمكن التقليل من أهميتها - لاسيما في تلك الشوارع القديمة المرصوفة منذ عشرات السنوات، والتي هي معظم منها شوارع رئيسية تعبرها آلاف السيارات يومياً والبعض منها -للأسف- تفتقد لأبسط احتياجات السلامة والأمان سواء بسبب بسبب موقع بعضها على شرفة الوديان أو في الجبال مع عدم احتوائها على جسر أمان يمنع من حالات التدهور التي قد تتعرض لها المركبة مع وجود التعرّجات الكثيرة في الشارع ليست هذه المشكلة الوحيدة التي تعاني منها شوارعنا بل هناك مشكلة لا تقل عنها خطرا، وقد تسببت في الكثير من الحوادث المهلكة ألا وهي عدم تخصيص شوارع للشاحنات الكبيرة والقاطرات، لقد فطنت الدول المجاورة لهذا الأمر منذ سنين بينما لا تزال شوارعنا تحتضن على متنها جميع أنواع السيارات (صغيرها وكبيرها) ولا تبدو هناك أي بادرة تلوح في الأفق من أجل حل هذه المشكلة الحقيقية- ربما البعض لا يراها مشكلة أساسا-

وفي ظل هذا التجاهل للمشكلات الأساسية فإننا نشاهد اهتماما واسعا في سبيل رصف شوارع داخلية بين الحارات والبيوت فمن طريق يؤدي إلى بيت هذا وطريق إلى مزرعة هناك. وهذه الشوارع بلا شك كلفت آلاف الريالات كان حري بها أن توجه التوجيه المناسب لخدمة المصلحة العامة وحل الخطر الحقيقي الذي يهدد آلاف المركبات يوميًا من أجل وقف هذا النزيف المحزن والموت الرخيص على شوارعنا!

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك