قصص قصيرة جدًا

لميس الزين – سوريا


(1)
غرغرينا
في قديم الزمان كان هناك جسد. ذهبت الساق في مهمة رسمية، طاب لها المقام، لم تعد. تطلعت العين إلى السحت فأرسلت اليد للبتر. احترف الفرج العهر، وقدم اللسان استقالة مبكرة. أما الرأس فكان مشغولا بحل الكلمات المتقاطعة.
(في ثلاجة الأعضاء البشرية.. يتبادلون الاتهامات).

(2)
نشاز
هبَّ واقفاً عندما رآه يهوي. تلفت حوله، دُهش أنَّ أحدا لم ينتبه لذلك. صرخَ: "العازف.. سقط"، لكنَّ أحدا لم يلتفت إليه. هرعَ إلى خشبة المسرح، تجاوزَ أعضاءَ الفرقة موقعا مُعداتِ الصوت، جسَّ نبضَه صائحا: " لقد مات، ... مات".
(نظراتُ الحضور تتابعُ بصمتٍ الحركاتِ المتلاحقةَ لعصا قائد الأوركسترا)

(3)
حافة
أزعجه الطنين، لطالما كان يراه مستفزا، هوى عليها يصفعها فأخطأها. حطت على أنفه، تطاير الشرر من عينيه. أحضر عصاه وراح يهوي على المتاع خبط عشواء.عيون الصغار ترقب مذعورة. تعالى طنينها وتطاول جناحاها؛ صارت وحشا. هرع إلى القبو، عاد بخرقة مبللة وعود ثقاب.

(4)
جدوى
- " ذراعاي الخشبيَّتان الممدودتان أبداً، هما من حرسَ الحقلَ وحافظَ على ثمارِه من الطيور المُتطفِّلة ". على الرأس، أنهى غرابٌ لقاءَه الحميمَ مع أُنثاه، تغوَّطَ وحلَّق.

تعليق عبر الفيس بوك