"خليجي 23".. عُماني

حسين الغافري

ليلة استثنائية عاشتها الجماهير العُمانية بتحقيق منتخبنا الوطني لقبه الثاني في بطولة كأس الخليج.. لقب كان مُستحقاً للأحمر، بعدما أظهر صلابة واتزانا في أدائه، وقدم بطولة من طراز رفيع.. المنتخب ابتعد عن كل التوقعات المتشائمة التي لم تراهن عليه في هذه البطولة، وعمل طاقمه الفني والإداري على تهيئة الظروف للاعبين حتى يقدموا كل ما لديهم إلى أن تحقق المُراد. عموماً حتى لا نخوض في الحديث عن الجوانب الفنية؛ فالمنتخب أثبت أنه بخير، وأن الرهان الدائم على أبناء عُمان له مردوده الإيجابي دائماً.. تحقق اللقب، وعمّت الأفراح والمسيرات كُل المحافظات.

البطولة وكلمة حق تحسب للكويت الشقيقة التي أراد فيها أمير الإنسانية لمّ الشمل الخليجي رياضيًّا، بعدما سعى للم الشمل السياسي قبله من خلال القمة الخليجية. البطولة كانت الكويت.. أميرها وشعبها. فترة قياسية في التحضير بعد رفع الإيقاف الدولي. في عشرة أيام فقط نجحت "دار الصباح"، وبشهادة الجميع، في حسن التنظيم، واكتمال المشهد الخليجي الرياضي كما يجب. ناهيك المتابعة الحثيثة من كافة المسؤولين في توفير ما تحتاجه الوفود وتذليل كافة العقبات والتحديات. وحتى مع اللحظات الأخيرة للبطولة بعد الإصابات التي تعرض لها الجمهور العُماني جراء حادثة انهيار الحاجز الزجاجي، شاهدنا الاهتمام والحرص الكبير للاطمئنان على سلامة المشجعين من القيادة الكويتية، والزيارات المستمرة التي قاموا بها لمتابعتهم. شكراً بحجم السماء لأمير الإنسانية وجميع المسؤولين الكويتيين وشعبهم المضياف.

بالعودة إلى المنتخب الذي أطربنا في البطولة، والذي قدم صورة مشرقة للكرة العُمانية، وبث الشيء الكبير في نفوسنا، استعدنا معه الأيام الزاهية للكرة العُمانية، يمكن القول بأننا كسبنا مجموعة لاعبين للمستقبل القريب، والبناء على هذه المجموعة والمحافظة عليها وتطويرها وضمان حضورها يجب أن يكون من أولويات الإدارة، خصوصاً ونحن مقبلون المشاركة في نهائيات كأس آسيا، والحضور يجب أن يكون في أعلى مستوياته، أضف إلى السعي في تجاوز أدوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022. هي كل طموحات، لكنها مشروعة، طالما نملك لاعبين في مستويات كبيرة، فقط نحن بحاجة للاستقرار في المنتخب من جانبيه: الشق الإداري والشق الفني.

ونحن نعيش الفرحة اليوم والاحتفال الكبير الذي حظي به المنتخب، مؤكد أنه صنعه أو أسهم في صنعه جمهور محب وعاشق لعُمان. المنتخب لم يسر وحيداً في مشوار لقبه الثاني. الجمهور العريض الذي زحف برًّا وجوًّا خلف منتخبه أسهم في التتويج. تابعنا مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بحركة الطيران والتذاكر المجانية التي أسهمت بها شركات القطاع الخاص ووزارة الشؤون الرياضية. حتى في الأفراح التي كانت في مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر كان الحضور كبيرا للغاية فاق الـ29 ألفا، مع جماهير أخرى لم يتسع المجمع لدخولها. عوامل النجاح اكتملت في تحقيق اللقب.. استقرار إداري وفني، وشغف لاعبين، وهدوء إعلامي كان صفًّا واحداً خلف الأحمر، وجماهير محبة دعمت بكل طاقاتها لتحفيز وشد الهمم، فكان الحلم "حقيقة" ولله الحمد.