دور الإعلام في إدارة الأزمات (3 – 4)

عيسى الصوافي – سلطنة عمان - دكتوراه في إدارة الأزمات


في المقالة السابقة تناولنا "ماهية الإعلام الأمني"، و"خصائصه" و"أهميته في تهيئة الوعي الفردي والجمعيّ لمكافح الجريمة"، والتوصية للأجهزة الأمنية بالسعي جاهدة عبر وسائل الإعلام المختلفة بتنوير أفراد المجتمع إلى ما هو فيه خير البلاد والعباد. وفي هذه المقالة سنتناول دور الإعلام وأثره على صورة المؤسسة الأمنية
حتى يكون للرسالة الإعلامية تأثير إيجابي على الصورة الذهنية للجمهور عن المؤسسات لابد من التأكيد على الأبعاد التالية:(..)
(1)    الالتزام بالدقة والموضوعية في نشر الحقائق الأمنية.
(2)    أهمية تطوير الإعلام الأمني، حيث يعد الثوابت الاستراتيجية للمؤسسة الأمنية.
(3)    أن يعمل الإعلام الأمني في إطار الاستراتيجية الإعلامية للدولة.
(4)    ينشر الإعلام الأمني حجم المخاطر والتحديات التي تواجه سبل تحقيق الاستقرار دون تهويل أو تهوين.
(5)    إن الرسالة الإعلامية الأمنية تسهم في رفع كفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية بما يدعم ثقة المواطنين في جهاز الشرطة بصفة خاصة والنظام العام.
(6)    توعية أفراد المجتمع وغرس المفاهيم الأمنية لديه وتحصينه من الوقوع في براثن الجريمة بما يدعم ويعزز أوجه التعاون بينه وبين رجل الشرطة.
(7)    تدعيم الاتجاهات الإيجابية لدى أفراد المجتمع من خلال توفير المعلومات الأمنية التي تضمن للجمهور حق المعرفة فيما يدور حوله من قضايا المجتمع الأمنية ذات الصلة بحياته في الحاضر والمستقبل.
(8)    ترسيخ الاعتقاد لدى أفراد المجتمع بأن الأجهزة الأمنية مستعدة لتقديم الخدمات الأمنية للجميع دون تمييز.
(9)    بناء الثقة والاحترام المتبادل بين رجال الأمن من جهة وبقية أفراد المجتمع من جهة أخرى، وتوعية الجمهور برسالة رجل الأمن.

دواعي الإعلام في إدارة الأزمات:
لاشك أن اشتغال الإعلام الأمني يسعى في أساسة إلى تحقيق رسالة الأمن الشامل. فمن خلال نشاطه الفاعل يقوم بتسطير الإستراتيجية التي تتجه غايتها إلى إنجاز عدد من الأهداف تصب في نشر الوعي الأمني وتحصين الجمهور بتسليط الضوء على التدابير التي من شأنها الحد من ارتكاب الجرائم. هكذا نجد أمامنا الأهداف المسطرة للإعلام الأمني من جهة والجهود المبذولة من خلال المهام المناطة به قصد تحقيقها من جهة ثانية.

أهداف الإعلام الأمني:
إن عمل إدارة الأزمات ينظم وينضبط بهدف تحقيق الأهداف المسطرة له وهي تقبل الاختصار في:
1)    ترسيخ الأمن والاستقرار ومحاربة الظواهر الإجرامية من خلال الاعتماد على وسائل وتقنيات متطورة.
2)    السعي إلى تغير الصورة الذهنية السلبية في أذهان الجماهير عن رجال الأمن بهدف زيادة التقارب والتعاون بين المجتمع ورجل الأمن في ظل تنامي الظواهر الإجرامية والإرهابية التي تتطلب تضافر الجهود لمواجهتها.
3)    القيام بأنشطة إعلامية دعوية وتوعوية تقوم بها الأجهزة الأمنية والأجهزة ذات العلاقة للمحافظة على الأمن.
4)    نشر الحقائق والقضاء على الشائعات لضمان الحصول على ثقة وتأييد الجماهير.
5)    إبراز الدور الذي تؤديه الأجهزة الأمنية في سبيل راحة وأمن الفرد والمجتمع.
6)    السعي إلى ترسيخ قناعة أفراد المجتمع بأبعاد مسؤوليتهم الأمنية، وأهمية مشاركتهم كأعضاء في المجتمع لمقاومة الظواهر الإجرامية والإرهابية.
7)    تحقيق التوازن الاجتماعي من خلال القيام بمجموعة من العمليات الإعلامية والمخططة والتي تبعد عن العشوائية والارتجال.

ومن جهة أخرى في ذات السياق فإن أبرز الأهداف الفرعية والاسترتيجية للإعلام الأمني تكمن في تحقيق الأهداف العامة والتي تنبثق فيما يلي (..):

(أ‌)    الأهداف التثقيفية: وهذه الأهداف ترتبط بنشر الثقافة الأمنية والعرض الموضوعي للأحداث الأمنية والقضايا ذات العلاقة بهدف تحقيق تأثير تلقائي إيجابي يحقق تفاعل الرأي العام من هذه الأحداث والقضايا أولاً بأول دون حاجة ما إلى استقاء المعلومات من مصادر غير موثوق بها.

(ب‌)    الأهداف التوجيهية: التأثير على الرأي العام لتبني أمنية تواكب سياسة الأجهزة الأمنية من خلال إكساب المواطنين معارف ومعلومات أمنية تنمي مهارتهم لتفعيل الدور الوقائي.

(ت‌)    الأهداف التسويقية: تتحقق من خلال توظيف استخدام وسائل الإعلام في الأجهزة الأمنية لتسويق بعض الخدمات مثل( فتح منافذ جديدة لاستقبال دفعة من الطلاب الجدد أو الإعلان عن مزاد لبيع سيارات.

(ث‌)    الأهداف الترفيهية: وهي الأنشطة ذات الطابع الترفيهي التي تخلق مشاعر الود والألفن بين رجال الأمن والجمهور من خلال المسابقات والبرامج الاجتماعية بين أفراد الشرطة وبعض قناعات المجتمع مثل (طلاب الجامعات والمدارس والكليات «أصدقاء الشرطة» مما يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي بين الشرطة وبين المجتمع).

(ج‌)     الأهداف الاجتماعية: حماية المجتمع من الأخطار والتهديدات التي تهدد المجتمع وقيمه ومبادئه وأخلاقه.

(ح‌)     الأهداف الوقائية: توعية أفراد المجتمع بتدابير الحفاظ على أمنهم واستقرارهم وسلامة ممتلكاتهم باتباع أسلوب الوقاية خيراً من العلاج.

(خ‌)     أهداف ضبطية: من خلال نشر الحقائق عن الجريمة والمجرمين وتشجيع أفراد المجتمع على التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن الجرائم حال وقوعها وعدم إخفاء المعلومات التي تخدم الصالح العام.

(د‌)    أهداف توعوية: من خلال توظيف الرسالة الإعلامية باتباع السلوكيات الرشيدة والحفاظ على أمن المجتمع واستقراره وعدم الانسياق وراء الإشاعات المفرطة والهدامة والتوعية وكيفية التعامل مع الأزمات الأمنية.

وتعتبر جامعة نايف للعلوم الأمنية على مستوى الوطن العربي أول جامعة تفتتح برنامج تخصص في الإعلام الأمني، وهدف هذا التخصص هو النهوض بالرسالة الأمنية ليكون في مصاف التخصصات العلمية والمهنية الرفيعة مما يمكن العمل الأمني من ارتياد آفاق الاتصال والإعلام ومصاحبة الرأي العام لخدمة الأمن والاستقرار وتسهيل سبيل استيعاب الرأي العام والحقائق الأمنية ومتطلباتها ومناصرتها ليقوم المجتمع بالمسؤوليات الإعلامية الأمنية في إطار من التكامل والتعاون والعمل الأمني المشترك، ويرجع ذلك الاهتمام والتقدم للاعتبارات كان من أهمها(..):
ان الاهتمام بالإعلام يشكل علامة من علامات انتقال المجتمعات من المرحلة التقليدية إلى مرحلة أكثر تطوراً.
1)    إدراك الجامعة أن الإعلام الأمني في الحياة المعاصرة ضرورة حياتية وقوة لها أبعادها الاجتماعية والأمنية وقوة إيجابية في المجتمع تدعم تماسكه واستقراره وأمنه.
2)    إن السياسة الوقائية الأمنية تعمد على تكريس مبادئ الإسلام وتعاليمه والقيم الإجتماعية والتربوية وتعميق السلوك في الأسرة والمدرسة وعموم المجتمع في سبيل الوقاية من الأزمات والمخاطر المحتملة.
3)    بناء رأي عام واع ويحقق مع الأجهزة الأمنية استتباب الأمن والمحافظة عليه.
4)    الإعلام الأمني يوفر للمختصين في المجال الأمني، فرصاً متعددة لنشر دراستهم أو التعبير عن أفكارهم وتسليط الضوء على إبداعاتهم وابتكاراتهم.
5)    توعية المجتمع برسالة رجل الأمن وأهمية إبراز جهوده في توفير الأمن والطمأنينة والاستقرار ليحظى بالمكانة السامية التي ينبغي أن يتبوأها، وأن الأمن مسؤولية الجميع.
6)    دعم رسالة الإعلام لرسالة الأجهزة الأمنية ومساندتها ومعاضدتها بما لا يتعارض أو يتناقض معها.
7)    التحسيس بمخاطر الأزمات والجرائم المستحدثة الاحتيالية وكيفية التعامل والتصدي لها من الجانب الوقائي.
8)    خطورة الجهل بأهمية دور الأمن وحيوية مهمة الأجهزة الأمنية والأنظمة الحاكمة لحركة المجتمع وعلاقات أفراده ويقابل ذلك أهمية المعرفة بحيوية الأمن ودور رجاله.

وظائف الإعلام الأمني:
مما لا شك فيه إن الإعلام الأمني، أصبح يشكل أبرز المظاهر وأخطارها وذلك للدور الكبير الذي يلعبه في شتى المجالات المعاصرة سواء في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعسكري والأمني. فالدراسات أكدت أن الإعلام الأمني أصبح يشكل تفكير واتجاهات الجماهير، ومن جهة أخرى تحول الأمن إلى متطلب رئيسي لاستمرار ديمومة الحياة الإنسانية، بل أصبح من أهم المكونات الرئيسية لنموها وتقدمها وازدهارها. لذا، أدرك القائمون على أجهزة الأمن ضرورة التفاعل مع أجهزة الإعلام والاستفادة منها بل وتوظيف الإعلام في خدمة الأمن المجتمعي وقضاياه الأخرى، وتماشيا مع ذلك برز الإعلام الأمني كأحد فروع الإعلام المتخصص نظراً لدوره الفعال في نشر الثقافة الأمنية وترسيخ الوعي الأمني وذلك من خلال توطيد العلاقة الأمنية الإعلامية لما فيه مصلحة المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه وذلك عن طريق نشر الحقائق الإعلامية والثوابت الأمنية. ومن هذا المنطلق تبلورت عدة وظائف وأدوار للإعلام الأمني كان من أهمها الآتي:
1)    التنسيق بين أجهزة الإعلام وأجهزة الأمن لوضع خطط وبرامج تحدد أهداف الإعلام الأمني.
2)    غرس المفاهيم الأمنية لدى المواطن لتعزيز الثقة بينه وبين رجال الأمن.
3)    العمل على احد من الجريمة بتضافر أجهزة الإعلام مع الأجهزة الأمنية للتوعية الأمنية للوقاية من الأزمات.
4)    التصدي للإشاعات والحرب النفسية التي ترد من الجهات المعادية وتوضيح الحقائق للمتلقين حتى لا يقعوا فريستها.
5)    التصدي لحملات بعض المنظمات أو الجهات التي تستهدف الإساءة إلى الدولة والإيحاء بعدم توفر الاستقرار مما يؤدي إلى هروب الأموال المستثمرة داخل البلاد والعزوف عن الاستثمار.
6)    التواجد في مواقع الأحداث بأسرع وقت ممكن للتعامل مع الحدث.
7)    العمل وقت الأزمات بوعي وإدراك بحيث يتم التحكم في أسلوب النشر، وإذاعة أنباء الحادث بشكل متوازن.
8)    تحديد السياسات الإعلامية الأمنية والاستراتيجيات والخطط الأمنية في ضوء الفلسفة والإستراتيجية الإعلامية الأمنية.
ويجب التمييز بدقة بين الواجبات والوظائف والمهمات، فالوظائف والواجبات ثابتة وعامة مثل: (نشرالمعارف الأمنية وتحقيق الوعي الأمني ــ والتحريض ضد الجريمة ــ والإنحراف وتنظيم السلوك والممارسة). إذ يجب أن تسعى المنظومة الإعلامية الأمنية بكل مفرداتها لتحقيق الواجبات بما يتناسب مع خصوصية كل مفردة ونوعيتها وشخصيتها وجمهورها وموقعها. أما المهمات فهي خاصة ومتغيرة بمعنى أنها تختلف من وسيلة إعلامية أمنية إلى أخرى، وذلك حسب نوع هذه الوسيلة، كما تختلف من مرحلة إلى أخرى من تطور المجتمع ومن منطقة إلى أخرى داخل البلد الواحد ومن شريحة اجتماعية إلى أخرى داخل المجتمع.

ضرورات الإعلام الأمني:
الإعلام يلعب دوراً هاماً ورئيساً في تفاعلات الأزمة الأمنية سلباً وإيجاباً، وقد تنامى هذا الدور وازدهر نتيجة الثورة المعلوماتية وتوسع البث الفضائي والاتصالات والتطور التكنولوجي. فالإعلام يساعد على تشكيل الرأي العام من خلال نقل المعلومة ونشرها ووصف الأحداث وملاحقتها. عبر قنوات وهياكل غايتها صد مخاطر الأزمات والكوارث والنقص من أضرارها(..).

أولا - الإعلام في مواجهة الأزمات:
يعتبر الإعلام في الوقت الحالي أحد المحاور الأساسية في إدارة الأزمات. ويمكن أن نجمل بعض المهام التي يقوم بها الإعلام أثناء الأزمات، وتتمثل في الآتي:
1)    توضح تطورات الموقف للرأي العام والأطراف المعنية.
2)    تشكيل الرأي العام والتأثير فيه وتوجيهه.
3)    للإعلام تأثير فعال في إدارة الأزمات كما أنه أداة من أدوات تجهيزات إدارة الأزمات. ويمارس من خلال الأزمة مهمة مزدوجة هي مهمة إخبارية ومهمة توجيهية لمواجهة الأزمة الأمنية (..).
(أ‌)    المهمة الإخبارية: يتابع أخبار الأزمة وتطورها ومحاولات التصدي لها ومدى النجاح في ذلك، ويتم عن طريق نقل المعلومات والبيانات إلى جمهور الأزمة بأمانة وسرعة ومصداقية.
(ب‌)    المهمة التوجيهية: تتم من خلال التأثير الإيجابي على تشكيل ثقافة الفرد والمجتمع وخلق الوعي المطلوب وتنمية الإدراك بخطورة وامتداد الأزمة. وتعتبر هذه المهمة من أهم وأخطر الجوانب على الإطلاق في العملية الإعلامية، فمتخذ القرار في الأزمات يكون في حاجة دعم وتأييد من كافة قوى المجتمع(..).
هكذا يظهر أن على أجهزة الأمن والشرطة بالدولة القيام بالتنسيق مع مسؤولي الإعلام ووضع خطة إعلامية لمواجهة الأزمات المتوقعة والمحتملة من خلال فتح مراكز اعلامية يعمل بالتنسيق مع فريق إدارة الأزمات.

ثانيا - المركز الإعلامي خلال الأزمات:
إن فلسفة إنشاء مركز إعلامي أمني يقوم على الكيفية التي تضمن توصيل معلومات دقيقة عما يجري من أحداث بدرجة عالية من الصدق والموضوعية والسرعة، ولوضع هذه الضرورة موضع التنفيذ لابد من أن يكون المركز الإعلامي الأمني مسايرا لأدوات العصر من تزويده بأحدث ما وصل إليه العقل البشري من أجهزة تلتقط وتتبع الأخبار من مصادرها الصحية، ومن هنا يمكن تحديد أهم ضرورات إنشاء مركز الإعلام الأمني:
1)    إن طبيعة عمل هذا المركز تختلف عن طبيعة عمل المراكز الصحفية ولكن لابد من التعاون بينهما.
2)    التواجد في موقع الحدث بأسرع ما يمكن.
3)    إمداد وسائل الإعلام بالمعلومات الصحيحة.
4)    المتابعة لكل ما يذاع أو ينشر حول الأزمات الأمنية أو الأنشطة الشرطية ومواجهة الأكاذيب بالحقائق.
5)    تغطية المؤتمرات العامة وتنظيم المؤتمرات الصحفية الأمنية بشكل خاص.
6)    استمرارية العمل بكفاءة في هذا المركز كما هو مطلوب حتى يصبح مصدراً موثوقاً للمعلومات والبيانات.
7)    رصد واستقبال كل ما ينشر عبر وكالات الأنباء العالمية والمحلية وعالمية وتجهيز الرد المناسب لذلك.
8)    مواجهة الحملات والجهات التي تستهدف الإساءة إلى الأمن بشكل عام.
9)    العمل على كسب وزيادة الثقة بين الشرطة والشعب عن طريق إثبات الحقائق.

لهذا يعتبر استحداث مركز إعلامي أمني مهم جداً بل هو من الأولويات الضرورية لإدارة الأزمات الأمنية كونه المصدر الأساسي للمعلومات الأمنية والتغطية الإعلامية للأزمات التي تهدد الأمن ولقدرته على مد الجماهير بالمعلومات والبيانات والتي تخدم رسالة الشرطة في المجتمع. ولهذا نرى من الأهمية والضروري جدا أن يشتمل تأهيل الكادر الإعلامي الأمني الذي يتعامل مع الأزمات والمخاطر المحتملة على الآتي:
1)    تأهل إعلامي، يمكنه من امتلاك المتطلبات الإعلامية المهنية، من خلال الدراسة الإعلامية الأكاديمية المتخصصة.
2)    تأهيل أمني فر مجال محدد من المهارات الأمنية (الجنائي، البيئي، الاقتصادي، المروري..).
وهذا التأهيل الذي لا يمكن الحصول عليه إلا من خلال الدراسة المتخصصة ويتم من خلال انتقاء خريجين من أقسام الإعلام في الجامعات مهتمين بمجالات أمنية معينة، وتدريسهم لمدة عام أو عامين هذا المجال الأمني في المعاهد المتخصصة، وبذلك نستطيع الحصول على كادر إعلامي أمني يمتلك مهارات إعلامية ويقف على أرض إعلامية صلبة وفي الوقت نفسه يمتلك معرفة عملية عميقة وشاملة بالمجال الأمني الذي يريد العمل فيه. ونعتقد أن هذا النوع من الأطر الإعلامي الأمني المتخصص هو الكادر الوحيد القادر على أن يعمل في الإعلام الأمني المتخصص المعاصر وأن يواكب التطورات الحاصلة في الحياة الأمنية وعلى أن يشبع الحاجات الإعلامية الأمنية للجمهور.

ثالثا - المتحدث الرسمي لإدارة الأزمات:
وتجدر الإشارة إلى أن أي منظمة أو مؤسسة أصبحت تتوفر على متحدث رسمي إعلامي، باعتباره من المتطلبات الأساسية لنجاحها لأنه وكيل وحلقة وصل بين وسائل الإعلام والجمهور هذا يتطلب أن يتصف المتحدث الرسمي بسمات وخصائص من أهمها:
1)    المصداقية والخبرة والثقة والجاذبية والإلمام بالأنظمة.
2)    اللباقة وحسن التصرف مع مهارات الإعلام والإقناع وإتقان بعض اللغات.
3)    الجرأة والسلاسة في التعبير وأن يكون متحدثاً بارعاً لبقاً لا يظهر على ملامحه التوتر والانفعالات كافة وقت الأحداث وغيرها من الأمور الشخصية التي لا تعد ولا تحصى.
ولا شك أن وسائل الإعلام في وقت الأزمات والكوارث تكون متلهفة للمعلومات ولا من إملاء الفراغ بالمعلومات الصحيحة قدر الإمكان مع الالتزام بالحقائق والمصداقية. لذلك ينبغي تنظيم العلاقة بين المتحدث الرسمي وأجهزة الإعلام ضمن ضوابط معينة لعل أهمها(..):
1)    الدقة والحذر، وإلمام المتحدث الرسمي بالحقائق التفصيلية عن المخاصر والأزمات المحتملة، بحيث أن أي اختلاف يظهر بين الحقائق التي يصرح بها المتحدث الرسمي وتلك التي تلتقطها وسائل الإعلام لا يخدم القضايا الأمنية.
2)    الموضوعية والقدرة على النقد الذاتي بالاعتراف بالأخطاء التي تحدث أحياناً أثناء المواجهات الأمنية، لأن تسريبها وكشفها من قبل جهات أخرى قد يترتب عليها تضخيمها المبالغة بها مما يجلب حالة من الرعب وفقد الأجهزة الأمنية لمصداقيتها.
3)    أن يمتلك المتحدث الرسمي القدرة على التعامل بموضوعية وعدم انفعال مع وسائل الإعلام التي تنشر أخباراً غير صحيحة أو غير مكتملة بهدف تصحيح الأخبار وإكمال النواقص.
4)    السرعة في نشر الحقائق لتلافي الشائعات المغرضة.
5)    على المتحدث الرسمي أن يكون مقنعاً ويتمتع بعلاقات كبيرة واسعة مع مندوبي وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

تعليق عبر الفيس بوك