أمانو الحائز على نوبل في الفيزياء يعبر عن أمنياته بتواصل ازدهار التعليم العلمي في السلطنة

مسقط- الرؤية

ألقى البروفيسور هيروشي أمانو الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2014 كلمة، خلال حفل افتتاح "مركز تاريخ العلوم" بالجامعة الألمانية، وجه فيها التهنئة إلى الجامعة الألمانية بافتتاح مركز تاريخ العلوم، وقال :"خلال دراستي في المرحلة الثانوية باليابان عرفت أنَّ العلماء المسلمين طوروا علوم الجبر والفلك والبصريات والكيمياء، وبمثال بسيط على أهمية علوم المسلمين، علينا أن ننظر في حال الرياضيات ما لم يكن بها علم الجبر الذي اخترعه عالم مسلم، والآن وفي ظل التقدم الإلكتروني، فإنَّ قدرا هائلا من المعلومات يمكن الوصول إليه وتعلمه من خلال الإنترنت. وقد سألت أحد تلاميذي وهو من دولة إسلامية عن علوم المسلمين، وأخبرني أنه تعلم العديد منها من خلال الإنترنت، لكنه لم يُلقنها في مراحل الدراسة الثانوية وحتى الجامعة. ولذلك أقول إننا ينبغي أن نتعامل بحذر شديد مع كل ما ينشر على الإنترنت، لاسيما إذا تعلق الأمر بالحصول على المعلومات، والتي يمكن أن يكون البعض منها صحيحا والآخر غير صحيح. ولذلك أؤكد أن مركز تاريخ العلوم سيقوم بدور بالغ الأهمية في نشر المعلومات الصحيحة ونقلها إلى أجيال المستقبل".

وأضاف "اليوم.. تتطور العلوم والتقنيات تطورا سريعا، ولعل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز ما يشهده العالم من تطور تقني، والعديد من البرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على هزيمة العقل البشري، مثل الألعاب الإلكترونية. وبين أن من المتوقع بحلول عام 2030 أن تتجاوز قدرة الذكاء الاصطناعي في إجراء الحسابات قدرات العقل البشري. لكن يبقى السؤال حول ما الذي يتعين علينا فعله لاحقاً مع الذكاء الاصطناعي؟ وأعتقد أن الإجابة على هذا السؤال يمكن العثور عليها في التاريخ. ففي حال قدرتنا على معرفة كيف تطور الذكاء الاصطناعي، بالصورة الحقيقية التي تطور عليها، فإننا بالتالي سنمتلك القدرة على تحديد وجهته مستقبلا. ولذلك أعتقد أن مركز تاريخ العلوم يجب أن يقوم بدور البوصلة التي تحدد لنا اتجاهاتنا المستقبلية.

وتحدث أمانو عن بحثه الذي حصل عنه على جائزة نوبل في الفيزياء، وقال إن جميع مستخدمي الهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي قادرون على استخدامها بفضل ظهور تقنية "بلو ليدز Blue LEDs" وهي التقنية التي بدأنا العمل عليها منذ 30 عامًا، ونحن الآن نعمل على تطوير "ليدز فوق بنفسجية"، لتنقية المياه التي تتم فقط من خلال خلايا جافة أو خلايا طاقة شمسية. كما إننا نحاول تطوير بنية تحتية جديدة تعتمد على أجهزة أشباه موصلات جديدة تعمل بالطاقة الكهربائية، والتي من خلالها نتمكن من خفض استهلاك الكهرباء بنحو 10 في المئة. وأوضح أنه لإدراك طبيعة هذه الأنظمة المستقبلية الجديدة، فإنَّ التعويل قائم على ما يبذله الباحثون من جهود متواصلة، مشيرا إلى حاجة العالم إلى طلاب وباحثين يافعين يعتمدون على هذه التطورات الأخيرة، ولذلك فإنَّ مركز تاريخ العلوم بمثابة استثمار في المستقبل. واختتم البروفيسور هيروشي أمانو بالتأكيد على أن التعليم هو مفتاح الاستثمار للمجتمع البشري في المستقبل، معبراً عن أمنياته بتواصل ازدهار التعليم العلمي في السلطنة، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه-.

تعليق عبر الفيس بوك