"الأحمر" ينادي.. فهل من مجيب؟!

أحمد السلماني

حالة من النشوة والفرحة افتقدناها لسنوات، يعيشها الوسط الكروي -بل السلطنة قاطبة- بعد الحضور القوي، والعروض والمستويات الفنية العالية التي قدمها منتخبنا الوطني في "خليجي 23"، وتوجها بتصدره المجموعة الأولى القوية التي ضمت بجواره منتخبات: السعودية، والإمارات، والكويت المستضيفة.

ولست هنا بوارد طرح تحليل فني ترجمة لما قدمه الأحمر من فن وأداء راقٍ كنا متعطشين له، فهذا يترك للفنيين والمتخصصين، بل وبكل صراحة وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها أنَّ أشد المتفائلين لم يكن يتوقع أن يتجاوز منتخبنا دور المجموعات، ويذهب بعيدا بتصدره للمجموعة التي ضمت منتخب الإمارات بخبرة لاعبيه ومهاراتهم الفنية العالية وحساسيتهم التهديفية، فضلا عن كونهم يلعبون مع بعض لسنوات طويلة، ويقود دفة الجهاز الفني الإيطالي الشهير زاكيروني الذي يستهدف الإعداد لكأس آسيا التي ستستضيفها الإمارات، ويلعب بأسلوب دفاعي بحت "الكتناشيو" الإيطالي، والذي قتل به متعة الأداء الإماراتي، ومع ذلك وبإجماع من المحللين والمتابعين فإن منتخبنا الأحمر لم يكن يستحق الخسارة، وقدم أمام الشقيق الإماراتي ما بشَّر بعودة الروح مجددا بعد سنوات عجاف.

ثم جاء لقاء العودة وعناق الأحمر مع جماهيره بأن روَّض أصحاب الأرض والجمهور المنتخب الكويتي المستضيف، ولم يرهبه الزحف الجماهيري الهائل الذي امتلأ به استاد جابر الدولي، بما يتجاوز 65 ألف متفرج، هي أقصى سعة الأستاد، وكلهم صفقوا وأثنوا على الأداء وقوة المنتخب العماني.

الموعد الكبير كان أمام المنتخب السعودي الشقيق، والمتأهل لنهائيات كأس العالم، وهي المباراة التي خاضها المنتخب بفرصة واحدة، الفوز لا سواه، وهو ما تحقق أمام منتخب مرشح وبقوة لخطف اللقب عطفا على الأسماء التي قدم بها، والتي تلعب في واحد من أقوى الدوريات في آسيا، وبشهادة من أهل المملكة أنفسهم، ما يؤكد سلامة ونهج الجهاز الفني لمنتخبنا في سعيه لعودة الروح للأحمر، وإعادة ثقة الجمهور العماني في منتخب بلاده.

الجماهير العمانية المغلوبة على أمرها، والتي هجرت المدرج العماني بعد الانهيار الكبير والتراجع في مستوى ونتائج المنتخب في آخر 5 سنوات، بل وصل الأمر إلى حد الإحباط واليأس، بل إن الطيف الكروي العماني من جمهور وإعلام ومحللين ومتابعين قد شككوا سلفا في قدرات المدرب الهولندي فيربيك، ونُعت بأشد النعوت، ومع ذلك واصل الرجل عمله برفقة جهازه الفني بصمت شديد، وكانت الإجابة في الملعب الخليجي، تأهُّل للمربع الذهبي عن جدارة واستحقاق.

واليوم.. صار حريًّا بالجماهير العمانية أن تزحف للعاصمة الكويتية، مساء الثلاثاء المقبل، للوقوف خلف المنتخب، وهو يقارع نظيره البحريني في طريقه نحو النهائي المنتظر، بعد أن رفعنا من سقف طموحاتنا، ومع ذلك فأيًّا كانت النتيجة فجميعنا راضون بما قدمه المنتخب، ويقيني كبير بأن هناك أعدادا كبيرة من الجماهير ترغب في الوقوف مع منتخب بلادها، لكنها تقف عاجزة أمام عدم إمكانية تحقيق ذلك إذا لم يتم توفير رحلات طيران مباشرة وكثيفة من مسقط للكويت يوم الثلاثاء.

وهنا.. دعوة صريحة وموجَّهة للشركات الكبرى ورجال الأعمال، وكل من يرى في نفسه القدرة على المساهمة في تسيير رحلات جوية خاصة للكويت، أن لا يتردد في تقديم الدعم اللازم لتسييرها، وكل حسب استطاعته؛ فالوطن يناديكم، وهي فرصة سانحة لرد ولو النزر اليسير مما قدمته لنا عُمان الأم، ونحن كوسيلة إعلامية سنبرز مثل هذه المبادرات وبقوة لأنها تستحق.

هبَّة كبيرة، واستنفار لدى الأشقاء البحرينيين والشركات البحرينية، لتسيير رحلات وحافلات للزحف إلى العاصمة الكويتية، تقابله مبادرات خجولة وعلى استحياء من قبل شركات ومؤسسات القطاع الخاص والأهلي بالسلطنة.

أملي وأمل الجماهير العُمانية أن نشهد في قادم الساعات مبادرات للقطاع الأهلي والخاص، مدعومة بتحركات على المستوى الرسمي، بما يضمن حضورا لافتا للجماهير العمانية، يحفز اللاعبين لمزيد من العطاء داخل المستطيل الأخضر في طريقهم للعودة باللقب إلى مسقط الخير.. فهل من مُجيب؟