"الكلاسيكو".. هل حسم الدوري فعلاً؟

حسين بن علي الغافري

انتهت قمة الكلاسيكو الإسباني بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة ضمن منافسات الليغا الإسبانية بفوز النادي الكاتلوني بثلاثية بيضاء. النتيجة تؤكد صحوة برشلونة في الفترة الأخيرة وواقعية مدربه الإسباني فالفيردي الذي رمم صفوف فريقه حسب القدرات الفنية التي يمتلكها لاعبوه وحسب الكوادر التي يمتلكها. المباراة في شوطها الأول كانت تلوح في الأفق بأنّها ستكون "أخذ ورد" بين الفريقين مع تحفظ كبير دخل عليه لاعبو برشلونة وعدم الطمع في النقاط الثلاث مُبكراً.

لازلت أرى بأنّ الكلاسيكو جاء في فترة مثالية للفريقين على عكس كثير من المواسم الذي يتصادف جاهزية طرف دون آخر من نواحي كثيرة، ولو أن طبيعة "الكلاسيكو" خصوصاً تشيء إلى الاستثناء في هذا الحدث. فكم من فترة مثالية مرّ بها الريال قابلها العكس عند الغريم ومع ذلك انتصر برشلونة، وقسّ على ذلك العكس. برشلونة استفاق من مشاكله والمدير الفني "ودود مع الإعلاميين" وواقعي كثيراً، وهو ما رسم حالة من الهدوء في البيت الكتلوني أوجدت نتائج هامة وكبيرة في النصف الأول من البطولة. في الجانب الآخر ريال مدريد منتشٍ بلقب كأس العالم للأندية وخمس ألقاب في موسمه المثالي، أضف إلى استقرار صفوفه.

 

في أطوار المباراة كان برشلونة أكثر حضورا من الناحية الفنية. مرور أول ساعة من المباراة خفف الضغط على الضيف وتجاوزها برشلونة بدون أضرار. ولعل تغيير التشكيل الخططي للنادي الكتلوني من الشكل المتعارف عليه في ثلاثة مهاجمين صريحين إلى تكثيف خط الوسط وزيادة الكثافة العددية ساهم في "القناعة" "بالنقطة" قبل الطمع في "الثلاث". برشلونة امتص ضغط البدايات وهيبة ملعب برنابيو شيئاً فشيئاً واحتواء طموح ريال مدريد في لخبطة أوراق الضيف بهدف أول. وربما ما كان لينجح في ذلك لولا التوفيق تارةً وتألق حارس مرماه الألماني شتيغن تارةً أخرى. وكلها ظروف ساهمت بشكل أو بآخر مع القراءة الفنية الموفقة لفالفيردي. في الشوط الثاني اختلف الوضع كلياً واندفع ريال مدريد إلى الأمام من البداية بكثافة عددية كبيرة. وهنا غاب عن زيدان أمر هام عندما كان التركيز الكلي مراقبة تحركات ميسي. فلم يوفق بإشراك الكرواتي كوفاسيتش نهائياً. بالمقابل أنّ لاعبا مثل ميسي تصعب مراقبته رجلا لرجل. فعادة من مرّ على برشلونة من مدربين يدركون أن قدرات ميسي بحاجة إلى "تحرير"؛ لذلك تراه يتحرك بأريحية في كل الملعب. من هنا جاء الهدف الأول الذي حوّل مجرى المباراة. هدف أول والملكي في حالة اندفاع هجومي وتركيز كلي على ميسي مما ترك بقية زملائه في وضعية مثالية للتقدم. والمتابع لمباريات الكلاسيكو يستوعب بأنّ هفوات تكتيكية قد تحسم المواجهة برمتها.

إجمالاً، لا أتفق مع من يقول إن أمر البطولة انتهى وتم حسمه. ولنا في المواسم الماضية خير برهان. البطولة لازالت في نصفها الأول ومسألة الإيمان بأنها ذهبت لبرشلونة غير موفق. فقبل عامين كاد برشلونة أن يخسر اللقب وهو متقدم بفارق إثنا عشر نقطة وقبل جولتين من النهاية أصبح الفارق نقطة واحدة. لازالت البطولة في الملعب مع أفضلية نسبية لبرشلونة ولكن لا يعني ذلك أنها حسمت.. المشوار طويل والظروف تتبدل حتى نهاية مايو القادم.

 

HussainGhafri@gmail.com