"باسم الإنسانية".. "التحالف" يبقي "الحديدة" مفتوحا رغم "باليستي الحوثيين"

 

الرؤية – الوكالات

على عكس التوقعات، قرر التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين في اليمن إبقاء ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين مفتوحا لمدة شهر على الرغم من هجوم صاروخي شنه الحوثيون المتحالفون مع إيران باتجاه العاصمة السعودية الرياض، في هجوم قد يؤجج حربا بالوكالة بين المملكة وغريمتها في المنطقة.

وفي الوقت نفسه واصل التحالف توجيه ضربات جوية قتلت ما لا يقل عن تسعة أشخاص. وكان التحالف، المدعوم من الغرب والذي يسيطر على المجال الجوي اليمني ويتحكم في الوصول إلى موانئه، قد قال الشهر الماضي إنه سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية من الحديدة بعد حصار استمر ثلاثة أسابيع تقريبا فرضه بسبب هجوم صاروخي مماثل على مطار الرياض الدولي.

ويقول السعوديون إن الميناء الواقع على البحر الأحمر، الذي يعد المنفذ الرئيسي لدخول الغذاء والإمدادات الإنسانية إلى اليمن، يستخدمه الحوثيون المتحالفون مع إيران أيضا كمنفذ لإحضار السلاح.

وأكد التحالف اليوم أنه سيبقي على إمكانية الوصول إلى الميناء رغم الهجوم الصاروخي الجديد الذي شنه الحوثيون على الرياض يوم الثلاثاء والذي قالت القوات السعودية إنها اعترضته.

وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية ”استمرارا لحرص دول تحالف دعم الشرعية في اليمن على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق ونتيجة لتكثيف الإجراءات المتعلقة بالتفتيش، فإن قيادة التحالف تعلن عن استمرار فتح ميناء الحديدة للمواد الإنسانية والإغاثية“.

وقال التحالف إنه سيسمح أيضا بدخول السفن التي تنقل الوقود والمواد الغذائية لمدة ثلاثين يوما لتطبيق مقترحات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن.

ولم تورد الوكالة تفاصيل بشأن المقترحات لكن التحالف يطالب بتشديد نظام تفتيش تشرف عليه الأمم المتحدة جرت الموافقة عليه في 2015 لمنع وصول الأسلحة للحوثيين.

وطرفا الحرب اليمنية المستمرة منذ ثلاثة أعوام تقريبا هما الحوثيون المتحالفون مع إيران الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء والتحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يدعم الحكومة اليمنية ومقرها الحالي في عدن بجنوب اليمن.

وجاء الهجوم الصاروخي أول أمس في ذكرى مرور ألف يوم على تدخل التحالف بقيادة السعودية في الحرب اليمنية في مارس آذار 2015 في محاولة لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة بعدما أن أجبره تقدم للحوثيين نحو مقره في عدن على الخروج من البلاد.

ولقي أكثر من عشرة آلاف شخص حتفهم وتفجرت أزمة إنسانية نتيجة الصراع الذي ازدادت حدته منذ مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح يوم الرابع من ديسمبر كانون الأول.

وشنت قوات التحالف المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية جديدة ليل الثلاثاء.

وقال سكان إن ما لا يقل عن تسعة أشخاص من أسرة واحدة بينهم خمسة أطفال على الأقل قتلوا في ضربة جوية على منزلهم في وادي خير بمحافظة شبوة بجنوب اليمن.

ويقدم التحالف دعما جويا لمقاتلين جنوبيين وقوات موالية للحكومة في إطار محاولة لإخراج الحوثيين من شبوة ويبدو أن الضربة التي أصابت هؤلاء المدنيين جاءت بالخطأ.

وأفاد السكان أن طائرات التحالف قصفت مقرا جديدا للبرلمان، هو جزء من مجمع حكومي تحت الإنشاء في صنعاء، مما تسبب في أضرار مادية دون خسائر بشرية.  ولم يعلق التحالف بعد على هذه الإفادات لكنه يقول إنه لا يستهدف المدنيين.

ويشهد اليمن ضربات جوية مماثلة تصيب منازل مدنيين وأسواقا ومستشفيات. وقتلت ثماني نساء وطفلتين من أسرة واحدة يوم الاثنين عندما قصفت طائرات سيارتهن وهن عائدات من حفل زفاف في مأرب التي تقع شرقي صنعاء.

ويتهم التحالف إيران بإرسال الصاروخ الذي أطلق صوب الرياض في نوفمبر تشرين الثاني. وعرضت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ما وصفته بأنه دليل على أن الصاروخ مصدره إيران. ونفت طهران صحة ذلك.

وتسبب إغلاق الموانئ والمطارات اليمنية الشهر الماضي في نقص في إمدادات الغذاء والدواء في بلد يئن بالفعل تحت وطأة حرب مستمرة منذ نحو ثلاث سنوات أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وشردت ما يربو على مليونين وتسببت في تفشي وباء الكوليرا الذي أصاب نحو مليون.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك