صبي السَّكاكر مخضلّ العينين

فاتن باكير - سوريا


يا صبي..
كلما لاح وجه بنت في الطريق تكون أنا...
وهي تتعثر حافية القدمين وراءك....
تلتقط من سُكَّرك وهو يتساقط من جيبك المثقوب
دون أن تعلم كم من العواصف تخلفها في قلبها المربوط بخيط سكاكرك.....
يا صبي...
كم مرة علي أن أقول لك (لا تكبر)...
كي لا أبدو مثل طابور جائع يتدافع ليشبع...
أحب لون عينيك المخضبتين بالحناء...
المكورتين مثل حَبَّتَي (كلٍّ)*...
المدسوستان في قلبي مثل رمح...
المحروقتين مثل قهوة باردة بعد ليلة حب
أتذكر الحدث السعيد الذي من أجله تقابلنا؟
حين كتبتك على مفكرتي كخُطَّة حربية...
يحدث فيها كل شيء إلا الخراب
وقلت في نفسي:
(يا بنت.. هذا الذي كانت أمك تخبرك عنه في أضغاث أحلامها)
وتوقنك بأيمانها بأنه (هو) من تحبين
وكنت تقفزين كقطة على أكتافها وتضحكين...
وتوقعين سكاكره من شفتيك دون أن تدرين
وتحبين...
وتموتين...
وترفعين أصابعك عن قصائده الملغومة بألف سرّ
المفضوحة بشبهتك....
يا صبي السكاكر مخضلّ العينين...
والمشتبه به بقتلي....
كل ذلك الأمس كنت (أنت) فيه
وأنا التي كنت أعبرك مثل ريح لا تبقي على رغبة.
..............
هامش: (كلٍّ)*... مصطلح سوري بحت.. وهي (لعبة أطفال) من التراث السوريّ... وهي عبارة عن (كرات صغيرة ملونة) يلعب بها الأولاد في الشوارع وتسمى (كلال).

تعليق عبر الفيس بوك