تلاحم مجتمعي

يبرهن مجتمعنا العماني على الدوام أنّه مجتمع مترابط، يسوده الإخاء وتحفه روح التضامن والتعاضد، فالجميع في بلادنا يؤازر بعضه بعضا، متحليا بالأخلاق الرفيعة ورافعا لواء الشهامة والكرم في التعامل مع الآخرين.

أوقات الأزمات والتحديات أكبر دليل على هذه الخصال الحميدة، وبرهان ساطع على ما يتحلى به أفراد المجتمع من معاني التضحية والبذل، ولقد كانت الأنواء المناخية الأخيرة خير شاهد على ذلك..

فخلال منخفض الغيث الذي شهد هطول أمطار غزيرة عمت معظم ولايات السلطنة وأسهمت في جريان الأودية والشعاب بمياه عذبة، وقف الجميع مساندا لبعضه البعض، تلاحمت عرى المجتمع بدءا بالمؤسسات المعنية وحتى المواطن العادي، بل وامتد الأمر ليتشارك فيه ضيوفنا من الوافدين، الذين يؤكدون اعتزازهم بالوطن الذي يعيشون فوق ترابه الغالي.

التعاضد المجتمعي تمثل فيما قامت به شرطة عمان السلطانية والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، والبلديات في كل ولاية، وبلدية مسقط، وغيرها الكثير من مؤسسات الدولة؛ حيث إنّ هذه الجهات والمؤسسات عملت منذ اللحظة الأولى بفرق طوارئ متخصصة في مثل هذه المواقف، فكانت شرطة عمان السلطانية خير مرشد ومنقذ لمن تقطعت به السبل في وادي عميق، أو تعرض لحادث على طريق سريع، نتيجة عدم وضوح الرؤية وانزلاق الطرق. الجميع تكاتف من أجل الحفاظ على الأرواح والممتلكات، رغم ما وقع من خسائر وأضرار.

الجميع كان على أهبة الاستعداد، منذ الإعلان عن توقعات قدوم أخدود المنخفض الجوي، المشافي والمراكز الطبية والجهات الأمنية والشرطية، وغيرها من مؤسسات الدولة. فالتجارب السابقة أمثال جونو وفيت وغيرهما، وعلى الرغم من تباينها كليا مع الأنواء الأخيرة، إلا أنها أكسبت الجميع خبرات تراكمية في كيفية التعاطي مع الأزمات، وآليات مواجهة مثل هذه المواقف بطرق علمية تستند إلى التنظيم وحسن التدبير.

لا شك أنه لا يمكننا حصر صور التلاحم المجتمعي في مثل هذه المواقف، بل إنّ الأمثلة عديدة، والمواقف لا تنتهي، لكن الإشارة الى أحد أبرز هذه الأمثلة جدير بتسليط الضوء عليها، كي نؤكد للجميع أن عمان وأهلها بخير، مترابطين تحت قيادة حكيمة، وداعمين لمختلف مؤسسات الدولة في شتى أعمالها ومهامها.

تعليق عبر الفيس بوك