يغازل الشعب الليبي باعتباره "الوصي على نفسه ومصدر السلطات"

على خطى السيسي.. جنرال ليبيا يتجه إلى القيادة بـ"زي مدني"

 

الرؤية – الوكالات

قال خليفة حفتر القائد العسكري في شرق ليبيا الذي تسيطر قواته على مناطق من البلاد إنه سيستمع إلى أوامر الشعب الليبي الحر“ في أقوى إشارة حتى الآن إلى أنه قد يرشح نفسه في الانتخابات المتوقعة العام المقبل، حيث يطرح حفتر نفسه على أنه رجل دولة قادر على إنهاء الفوضى التي تعاني منها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

وتشبه التصريحات التي أدلى بها حفتر خلال حفل تخرج عسكريين تصريحات المشير عبد الفتاح السيسي في مصر عندما كان يختبر الأجواء قبل أن يصبح رئيسا للبلاد في نهاية الأمر بعد الانتخابات التي جرت في 2014.

وكما حشد السيسي دعما واسعا، بعد عزل محمد مرسي الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، يتحدث أنصار حفتر عن وضع مشابه في ليبيا مع تنظيم تجمعات حاشدة في بعض المدن بشرق البلاد تدعو حفتر لترشيح نفسه.

وقال حفتر في كلمته ”نعلن بكل وضوح انصياعنا التام لأوامر الشعب الليبي الحر دون سواه فهو الوصي على نفسه ومصدر السلطات في تقرير مصيره“.  وأدلى حفتر بهذه التصريحات في مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث تمكنت قواته هناك من طرد إسلاميين متشددين في معركة دامت ثلاث سنوات.

ورفض حفتر ،القائد العسكري من أيام القذافي، المحادثات التي جرت تحت قيادة الأمم المتحدة للتغلب على الخلافات بين إدارتين ليبيتين متناحرتين إحداهما على صلة به في الشرق والأخرى مدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس.

وأشار حفتر إلى ”كل الوعود البراقة التي كانت تطلقها حوارات المتصارعين على السلطة بدءا من غدامس وانتهاء بتونس مرورا بجنيف والصخيرات (في المغرب) وغيرها والتي انتهت جميعها بحبر على ورق“.

وبدأت الأمم المتحدة جولة جديدة من المحادثات في سبتمبر أيلول في تونس بين الجانبين المتناحرين للإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية في 2018 إلا أنها انتهت بعد شهر واحد دون التوصل لاتفاق.

وكانت قضية حكم حفتر من بين العقبات الكبيرة التي تحول دون إحراز تقدم. وما زال حفتر يتمتع بشعبية بين الليبيين في الشرق الذين يشعرون بالقلق من الفوضى ولكنه يواجه معارضة من كثيرين في غرب ليبيا.

وقال حفتر في كلمته عن قواته المعروفة بالجيش الوطني الليبي ”نعلن رفضنا القاطع لخضوع الجيش الليبي لأي جهة مهما كان مصدر شرعيتها ما لم تكن منتخبة من الشعب الليبي حفاظا على كياننا ووحدتنا“.

وكان أنصار حفتر قد حددوا الأحد موعدا نهائيا لاتفاق الأمم المتحدة أو دعوة حفتر لتولي الأمور لعدة سنوات. ورفضت الأمم المتحدة ذلك.

وتشهد ليبيا فوضى منذ الإطاحة بالقذافي مما أتاح المجال للإسلاميين المتشددين وشبكات التهريب التي تهرب مئات الآلاف من المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

وحفتر ليس سوى طرف واحد من بين أطراف كثيرة في ليبيا تسيطر عليها جماعات مسلحة منقسمة على أسس سياسية ودينية وجهوية.

ونقل شريط مصور بُث على وسائل التواصل الاجتماعي عن صالح عقيلة رئيس مجلس النواب المؤيد لحفتر في شرق ليبيا قوله إن الوقت حان لبدء الاستعداد للانتخابات.  وأضاف ”أدعوكم للاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية“.وقال ”طلبت من الشعب المشاركة في انتخابات تكون نزيهة تحت إشراف المجتمع الدولي. الانتخابات هي الطريق الوحيد لبناء دولة القانون والتبادل السلمي للسلطة ومن يرفض الانتخابات لا يريد الاستقرار ومتمسك بالسلطة“.

 

تعليق عبر الفيس بوك