الاحتفاء بـ98 خريجًا في مختلف التخصصات.. وإطلاق برنامج "الميكاترونيكس" للتعليم التقني المتقدم

"الجامعة الألمانية" تختتم احتفالاتها بالذكرى الخامسة للزيارة السامية ومرور عقد على التأسيس

...
...
...
...
...
...
...
...

 

◄ اليوم العماني الألماني يبرز العلاقة بين الحضارة العمانية والثقافة الألمانية

◄ تكريم عدد من الطلاب الحاصلين على منح دراسية من الهيئة الألمانية

◄ "30 سدرة تحرس الجبل" إصدار شعري يجمع شعراء عمانيين وألمان

◄ فعاليات متنوّعة في يوم الفنون والعلوم

◄ عروض مسرحية ومسابقات تنافسيّة ضمن فعاليات "اليوم المفتوح"

◄ ثلاثية "أبناء السندباد" تبرز الدور الثقافي لعمان في القرون الماضية

 

 

مسقط - الرؤية

 

نظمت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان "جيوتك" أسبوعاً حافلاً بالعديد من الفعاليات احتفالاً بمناسبة الذكرى الخامسة لزيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لحرم الجامعة؛ حيث تشرّفت الجامعة بمقدم جلالته في 24 من ديسمبر من عام 2012، كما احتفلت بمرور عقدٍ كامل على تأسيسها وانضمامها في إطار مضمار التعليم العالي كجامعة خاصة تقدم برامج علمية تمزج بين المعرفة التطبيقية والدراسة النظرية، إضافة إلى كونها جامعة مرتبطة أكاديميًا بجامعة آر دبليو تي أتش آخن الألمانية حيث حصلت جميع البرامج الدراسية لجيوتك على شهادة الاعتماد الدولي من قبل ACQUIN وهي وكالة اعتماد أكاديمي دولية مقرها ألمانيا.

 

اليوم العُماني الألماني

وتمّ افتتاح أسبوع الفعاليات بانطلاق اليوم العُماني الألماني الذي يهدفُ إلى تعزيز العلاقة بين الحضارة العمانية والثقافة الألمانية، بحيث تُعد الجامعة بماهيتها انعكاسة للفكر الألماني معززة بالقيم والعادات والتقاليد العمانية.

وشهد اليوم عددًا من الفعاليات المتنوعة التي أظهرت كلتا الثقافتين على كفتين متزنتين، حيث نُظّم معرض للسيارات الألمانية، بالإضافة لمعرض آخر ضمّ عددًا من الشركات الألمانية والعمانية الرائدة في مجال التصنيع، والتسويق، والطيران، والهندسة، وريادة الأعمال وغيرها، وذلك بهدف إطلاع الزائرين على التطور الاقتصادي في مختلف المجالات بين البلدين، وفي الجانب الآخر تواجدت الفرق الشعبية العمانية والألمانية لتصدح بعذب أنغامها الموروثة للسامعين جنباً إلى رُكني الطعام اللذيّن قُدم فيهما تباين في الوجبات الشعبية للسلطنة وجمهورية ألمانيا الاتحادية. وانطلق الحفل بكلمة ترحيبية من سعادة توماس شنايدر سفير ألمانيا المعتمد لدى السطنة، أثنى فيها على جهود الجامعة في ترسيخ العلاقة بين البلدين وعلى الدور الذي تلعبه هذه الفعاليات المهمة في تقريب العلاقات الطيبة التي تربط البلدين الصديقين، وأوجه التعاون الثنائي القائم بينهما في مختلف المجالات.

وتم تكريم مجموعة من الطلبة الحاصلين على منح دراسية من الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي؛ حيث تؤكد الجامعة على أهمية التعاون، وتعزيز التبادل الثقافي والأكاديميين البلدين الصديقين، وتتابع الحفل بتقديم معزوفات موسيقية لدار الأوبرا السلطانية العمانية بقيادة المايسترو عصام الملاح.

 

30 سدرة

وتخللت فعاليات اليوم العماني الألماني تدشين بيت الزبير ممثلا في مختبر الشعر بحرم الجامعة إصدار كتاب "ثلاثون سدرةً تحرس الجبل"، ويُعد هذا الإصدار واحداً من المشاريع الشعرية الكبيرة التي يديرها مختبر بيت الشعر، حيث يضم ما يقارب الثلاثين نصّاً شعرياً لعدد من الكتّاب العُمانيين والألمان.

وعكفت الدكتورة إشراقة مصطفى والشاعر كورت سفيك، على ترجمة المواد الأدبية التي يحويها الإصدار تنوعت بين قصائد فصيحة ونثر. وعن المشاركين في الانطولوجيا: عبدالله حبيب، وسعيدة خاطر، وخميس قلم، وفتحية الصقري وآخرون. كما عملت الشاعرة عائشة السيفي، وأسماء القطيبي على التحرير والإشراف العام للإصدار. وجاء اختيار اللغة الألمانية لتكون رمزاً لهذا المشروع لما لها من الأهمية العميقة في المجتمع العماني، حيث يعزز هذا الإصدار جانباً مهماً في العلاقات بين البلدين، كما أنه يعمد إلى تقريب روح البيئة العُمانية وثقافتها وعمق حضارتها لدى الزوار الألمان الذين يتوافدون إلى السلطنة بكثرة على مدار الأعوام باحثين كانوا أم سياحا، وحتى لا تكون اللغة عائقاً يحول بينهم وبين رغبتهم في الانخراط في مفهوم الحضارة العُمانية.

واختار بيت الزبير أن تكون الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان نقطة لتدشين هذا العمل المؤرخ لما للجامعة من دور في تأصيل مفهوم التعاون الثقافي، ولكونها تتميز بطابع شمولي يتناسب مع طبيعة الحدث وتوجهاته.

يوم الفنون والعلوم

وتضمنت الاحتفالات "يوم الفنون والعلوم" الذي أثرى الحركة التشكيلية والعملية بالسلطنة، والذي كان تحت رعاية الإعلامي هلال بن سالم بن مسلم الهلالي مدير عام مؤسسة فنون للإنتاج الإعلامي والمسرحي، وبحضور ضيوف الشرف الدكتور محمد الحبسي رئيس مجلس إدارة معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي، وعيسى النعماني خبير مكياج المؤثرات الخاصة.

وعرضت الجمعية العمانية للتصوير الضوئي معرضاً للصور التي شاركت في كأس العالم "فئة تحت 21 سنة"، والصور الفائزة بالجائزة الشرفية في بينالي الغياب الثامن عشر لصور الطبيعة 2016. وشاركت جماعة اللغة الإنجليزية بالجامعة الألمانية بمعرض لمواهب أعضاءها كالرسم ورسومات الأنمي والتصوير الفوتوغرافي وفن الحرق على الخشب؛ حيث قالت الطالبة أنفال البادية صاحبة مشروع فن الحرق على الخشب: "سعيدة جداً بإقبال الناس على هذا الفن، الذي أثبت لي أنه يجب على الفنان أن يطور من مواهبه لكي يصل إلى ما هو أصعب من أجل تحقيق الأفضل".

وعرض العديد من طلاب الجامعة مشاريعهم في معرض العلوم المختص بالاختراعات، والتصميم المعماري وبعض المشاريع المتعلقة بعلوم الأرض والرياضيات. وقالت وصال الهنائية طالبة هندسة بيئية عن مشروعها الاستزراع السمكي: "من خلال هذا المشروع يمكننا معرفة كمية الماء المناسبة لسقي المزروعات واستخدام كمية أقل من الماء مقارنة بالاستزراع الطبيعي؛ وذلك عن طريق بقايا طعام الأسماك التي تتحول إلى مواد تساعد على نمو النباتات".

من جانبها، عرضت الطالبات أروى السالمية وهبه الخروصية وإشراق الحاتمية، من تخصص هندسة العمليات بالجامعة الألمانية، مشروع "سيارة الهيدروجين"، الذي فاز بالمركز الثالث من بين 102 مشروع في "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" في مجال الطاقة المتجددة، والذي تمّ تكريم الفائزين بها تحت رعاية صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد.

وشاركت الفنانة التشكيلية العمانية سناء الصابرية بمعرض للفنون التشكيلية؛ قدمت من خلاله طريقة مبتكرة وإبداعية في لوحاتها، تبرز تجارب بصرية تنتمي إلى مختلف المدارس والاتجاهات الفنية المعاصرة والمختلفة في الموضوعات والتقنيات الفنية المستخدمة. وشارك الفنان هود البلوشي بلوحة رسم جرافيتي بمناسبة الذكرى العاشرة على تأسيس الجامعة؛ حيث تمازج الألوان والفن، ولاقى إعجاب الحضور.

يوم التخرج

واحتفلت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان بتخريج دفعتها السادسة من طلاب الكليات العلمية البالغ عددهم 98 طالبا وطالبة من حملة شهادة البكالوريوس في تخصصات الهندسة الميكانيكية والبيئية والعمليات وتخصص علوم الأرض التطبيقية والحاسب الآلي وتخطيط المدن والتصميم المعماري. كما خرجت الجامعة دفعتها الثانية من طلبة الماجستير في علوم الأرض البترولية وعددهم سبعة طلاب.

ومن جهة أخرى، أعلنت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان وشركة سيمنس العالمية عن إطلاق برنامج (الميكاترونيكس) للتعاون الأكاديمي يتم من خلاله تنظيم برنامج للتعليم التقني المتقدم ومنح شهادات معتمدة لطلبة الهندسة والمهندسين المتخصصين في هذا المجال، بحيث تعمل الشراكة على تطوير المهارات الرقمية للطلبة المشاركين في البرنامج لتلبية احتياجات التصنيع الرقمي، مما يتيح للطلبة فرصة الحصول على شهادة تدريب عالمية معتمدة في مجال الميكاترونيكس الذي تستفيد منه قطاعات الطيران والفضاء، تصنيع الآلات، صناعة السيارات، وقطاع النقل والمواصلات، وتكنولوجيا البناء والتعدين.

وبمقتضى هذه الاتفاقية، تصبح الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان هي الجامعة الأولى في السلطنة التي تقدم هذا النوع من التدريب، لتنضم الجامعة لشبكة شركاء سيمنس العالمية في مجال التعليم التكنولوجي المتقدم والصناعة من خلال هذا البرنامج.

اليوم المفتوح

وأقامت الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان "جيوتك" فعاليات اليوم المفتوح لطلابها وموظفيها وزوارها بهدف خلق جو من المتعة والفائدة. وشهد اليوم المفتوح مشاركة واسعة واشتمل على عدد من الأنشطة المتنوعة متضمنا أركانًا خصصت لكل جماعة طلابية استعرضوا فيها إنجازاتهم والجديد من إبداعاتهم، وقامت جماعة اللغة الإنجليزية بتجهيز ركنها بطريقة مميزة من خلال تجسيد مناظر الرعب التي تحتوي في طياتها مسابقات توصل المُشارك في النهاية إلى الفوز أو الخسارة.

وقدم اللاعب العماني المحترف عباس العجمي عرضًا لألعاب الخفة، بينما أعدت جماعة المسرح مسرحية صامتة بعنوان "صرخة" تحكي عن حياة الطالب الأكاديمية في مُختلف الجامعات، والصعوبات التي يواجهها خلال فترة تسليم المشاريع والاختبارات.

واشتمل ركن جماعة علوم الأرض على قسم يصوّر تلوث الأرض وقسم آخر يجسد الانفجار العظيم، حيث أوضحت ريان المحروقية عضوة في جماعة علوم الأرض: "أن فكرة الجماعة تحكي واقع تكوّن الأرض، وتسلسل الكواكب، حيث توجد نظريات تدل على نهاية العالم قد تكون صحيحة، ولابد من وجود كوكب صالح للعيش ألا وهو المريخ".

بينما اشتمل ركن المركز الإعلامي على العديد من المسابقات، والسحوبات، وركن للأطفال، ومعرض للأفلام، بالإضافة إلى أنّه تمت دعوة النجم محمد النوفلي ليقوم بعرض حر لكرة القدم في ركن المركز.

"الطريق إلى الهند"

إلى ذلك، دشن معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي "أبناء السندباد"، والذي يحمل عنوان "الطريق إلى الهند"، في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان "جيوتك"، والذي يحمل رسالة هادفة بكلمات بسيطة ومعنى عميق، يُمكن تلخيصها في "نحو عالم قائم على العدل والاحترام وتبادل المنافع"؛ وذلك بحضور عدد من أًصحاب المعالي والسعادة ومديري العموم، والهيكل التنظيمي للجامعة، ومؤسسات القطاع الخاص والباحثين والمهتمين بالتاريخ والثقافة.

وشهد العرض حضوراً لافتاً من الطلاب العُمانيين وبعض ممثلي المجتمع الألماني، إضافة لعدد من الأساتذة والموظفين والطلاب وأولياء الأمور والمدعوين، وعدد من الصحفيين والإعلاميين.

ويضم الفيلم 3 أجزاء؛ هي: "إمبراطورية الرياح الموسمية" الذي دُشن في مدينة ميونخ الألمانية وتم عرضه ضمن الاحتفال باليوم العماني الألماني، والجزء الثاني "الطريق إلى الهند"، والجزء الأخير "نداء زنجبار".

ويتعمق الفيلم الوثائقي في حياة التاجر العُماني أبوعبيدة بن عبدالله القاسم، الذي عاش في القرن الثامن الميلادي، وأبحر في البحار السبعة للتبادل الفكري والتجاري مع الصين. وعلاقة عُمان لم تقتصر على الشرق فقط، بل كانت هناك علاقات متبادلة مع دول الغرب مثل أمريكا الشمالية وأوروبا في وقت مبكر جدًّا. وقاد الاهتمام المشترك بين ألمانيا وعُمان قبل 25 عاما إلى إنشاء جمعية الصداقة الألمانية - العُمانية؛ حيث تقوم جمعية الصداقة الألمانية على توطيد التبادل الثقافي والفكري بين البلدين. ومن الأمثلة الناجحة على التبادل الثقافي: مشروع تبادل الطلاب بين مدرسة سابل في ميونخ، ومدرسة أحمد بن ماجد في عُمان. إلى جانب إنشاء الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان.

الذكرى الخمسية والعشرية

واختتمت الجامعة أسبوعها الحافل باحتفالية كبرى بمقرها الرئيسي بحلبان، وذلك تحت رعاية معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني ورئيس مجلس التعليم، وبحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة والمكرمين من أعضاء مجلس الدولة، وأعضاء مجلس إدارة الجامعة الألمانية الحاليين والمساهمين خلال العشرة أعوام الماضية.

ويأتي تنظيم هذه الاحتفالية تتويجا لذكرى الزيارة السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه- للجامعة في الرابع والعشرين من ديسمبر 2012، ولمسيرة العشرة أعوام من التميز وتحقيق الإنجازات التي تخدم التعليم والمجتمع العماني، حيث تعمل الجامعة على الأخذ بتوجيهات جلالته للارتقاء بمستوى التعليم العالي في سلطنة عمان لتكون في مصاف الجامعات العالمية في مجال التكنولوجيا والعلوم والهندسة، خاصة وأنّ (جيوتك) جاءت ترجمة عملية بعد الخطاب السامي لجلالته عام 2006 أمام مجلس عمان.

وقد استهل الحفل بعزف السلام السلطاني، وعرض فيديو مرئي عن مسيرة "جيوتك"، بعدها ألقى البروفيسور مايكل موديغيل رئيس الجامعة كلمة ترحيبية رحب فيها بالحضور، مؤكدًا أّن هذا الحفل يأتي كجزء من المسيرة التعليمية الطويلة، والعلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين عمان وألمانيا، مشيدا بالجهود الحثيثة من قبل الموظفين والإداريين والداعمين الذين مثلوا نموذجًا استثنائيًا للتعاون الجاد، منوهًا إلى أن هذا الاحتفال تبلورت فكرته نتيجة قصة طموح وإنجاز امتدت من الأيام الأولى للجامعة في عام 2007 إلى الحرم الجامعي المعاصر الحالي.

وتضمّن الاحتفال فقرات فنية متنوعة، وعروضا مرئية عكست الثمار اليانعة التي خرجت بها مسيرة الجامعة بعد 10 سنوات من إنشائها. كما قام راعي الحفل بتكريم عدد من المساهمين في نجاح مسيرة الجامعة بميدالية الشرف، بالإضافة إلى تكريم جميع المؤسسات الداعمة على مدى العشر سنوات الماضية تقديرا لما قاموا به من أعمال جليلة في خدمة الجامعة، حيث أعطوا من وقتهم وطاقاتهم الكثير للمشاركة في تنفيذ البرامج المختلفة، مما عزز جسور الاتصال بين الجامعة الألمانية ومختلف شرائح المجتمع. كما تم تكريم الخريجين المتميزين إيمانا بأهمية خريجي الجامعة، وضرورة التواصل المستمر مع مخرجات الجامعة لتفعيل النهج التشاركي بحيث يمثل الخريج سفيرًا في قطاعات الإنتاج في السلطنة، وفرصة للوقوف على مرئيات قطاع الصناعة وقطاعات الإنتاج.

تعليق عبر الفيس بوك