ليست وحدها.. المجاعات تهدد 20 مليونا في الصومال ونيجيريا وجنوب السودان

"تجويع اليمن" أحد أسلحة الحرب

 

الرؤية – الوكالات

حذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من أن التاريخ قد يرى أن المجاعة التي يعاني منها سكان اليمن قد "استخدمت كأداة للحرب" وسط مخاوف دولية بشأن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين.

ويواجه التحالف بقيادة السعودية ضغوطا دولية شديدة للسماح بمرور المساعدات لملايين اليمنيين الذين يواجهون المجاعة.

وينظر إلى تعليق جونسون في البرلمان البريطاني على أنه تشديد لموقف بريطانيا إزاء الحصار الذي يفرضه التحالف السعودي على اليمن. وفي الوقت ذاته، قال جونسون إن "الحوثيين يجب أن يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ على السعودية، إن كانوا راغبين في انتهاء الحرب".

وفي جلسة البرلمان سأل ستيفان جيثينز عضو البرلمان عن الحزب القومي الاسكتلندي (إس إن بي) عن "حصار" ميناء الحديدة اليمني، فأجاب جونسون قائلا "فيما يتعلق بما تشيرون إليه وهو استخدام التجويع كأداة حرب، هذا بالفعل فحوى ما قلته".

وأضاف جونسون "ما قلته لحلفائنا في المنطقة إن هذه هي المخاطرة التي نواجهها، وإن حكم التاريخ سيكون إننا إن لم نصلح الموقف، سينظر الناس إلى الأمر على أنه تم استخدام التجويع كأداة لشن حرب". وأضاف جونسون "وهذا، على ما اعتقد، ليس أمرا يريده أي طرف أن يراه، خاصة قوات التحالف الذين يقومون بمهمة مشروعة: فهم يدافعون عن بلادهم، وهناك قرار للأمم المتحدة، وتحالف يدعم ما يقومون به".

وإجابة على سؤال عن المعونات التي تقدمها بريطانيا لليمن، أجاب جونسون إنها "تصل إلى 155 مليون جنيه استرليني، ولكن قيمتها في مراجعة مستمرة".

وقال جونسون، الذي كان يطلع مجلس العموم على نتائج رحلته إلى طهران وغيرها من دول المنطقة، إن إيران لها تاثير يعمل على زعزعة الاستقرار في اليمن، وإنه أجرى محادثات بناءة مع المسؤولين الإيرانيين. وأضاف جونسون "إن كنا سنتوصل لحل للصراع في اليمن، فإن على المتمردين الحوثيين التوقف عن إطلاقق الصواريخ على السعودية".

وبدأ التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران، إغلاق الموانئ منذ شهر، بعدما اعترضت السعودية صاروخا باتجاه العاصمة الرياض من اليمن. وعلى الرغم من تخفيف الحصار في وقت لاحق، فإن الوضع في اليمن لا يزال خطيرا. ويوجد نحو ثمانية ملايين شخص على وشك المجاعة مع تفشي الكوليرا والدفتيريا. ويعتمد سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون نسمة تقريبا على الواردات من الغذاء والوقود والأدوية.

ليست اليمن وحدها، فقد سبق وحذرت الأمم المتحدة من أن العالم يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ عام 1945، وأطلقت نداء عاجلا للمساعدة من أجل تجنب وقوع "كارثة".

وقال ستيفن أوبراين، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن 20 مليون شخص يواجهون مجاعات في اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا.

وشددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) على أن 1.4 مليون طفل قد يموتون جراء الجوع هذا العام. وحث أوبراين على توفير 4.4 مليارات دولار بحلول يوليو، لتجنب وقوع كارثة.

وقال المسؤول الأممي أمام مجلس الأمن، أمس الجمعة "نشهد حاليا مرحلة حرجة من التاريخ، نواجه بالفعل منذ بداية العام أكبر أزمة إنسانية منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة". وأضاف "هناك أكثر من 20 مليون شخص في عدة دول يواجهون خطر الموت جوعا ومجاعات. وبدون جهود دولية جماعية ومنظمة فسوف يموت الناس جوعا، كما سيعاني المزيد منهم من الأمراض". وتابع "الأطفال أصابهم الوهن وتركوا التعليم. سيضيع الأمل والمستقبل وسبل الحياة. فقدت المجتمعات قدرتها على التعافي السريع. تلاشت مكاسب التنمية. سيصبح الكثيرون مشردين وسيواصلون النزوح طلبا للنجاة، ما سيؤدي لمزيد من عدم الاستقرار في كل المناطق".

وجاءت تعليقات أوبراين بعد نداءات مماثلة أطلقها الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي. وكشف حينها عن تلقي الأمم المتحدة 90 مليون دولار فقط في 2017 لمواجهة تلك الأزمات، رغم وجود تعهدات كثيرة سابقة. ومثلما فعل أوبراين، فقد حث غوتيريش العالم على زيادة الدعم المالي للدول الأربع.

 

تعليق عبر الفيس بوك