أ.د/ إيمان محمد أمين الكيلاني - الجامعة الهاشمية – الأردن
(1) تاج المروءة
توهمــت الرجــولة فـي أنــاس
لو اختُبــروا لعُــدوا فـي البـــلاءِ
فـــلا والله مــا بلغــوا شِــراكا
بأقــــدام الحــــرائر والإمــــــاء
وما عـرفوا المروءة ذات يوم
فكـم طحنــوا بســـاحٍ من هــواء
فما من فارس رضع المعالي
يســـــدد طـــرفــه إثٔـــر النســاء
وتاج المجد يلبس في قلوب
بغــض الطــرف في تـاج الحيــاء
أعز الناس من يمشي بخٙفر
بصـيرُ القــوم أعمى في غـطاء
يرى ما شاء من نور مبين
ويغضي عن حــرام فـي إبــــاء
أيؤنِــسُ ليلٙه قمـــر منيــر
فيُعرِض لاهثــا خلـــف الغثاء؟؟
وكيف تجول عينه في سـواها
وبيــن يديـــه سيـــدة الظبــــاء؟
أما في (النور) من عظة أتتهم
توجــــههم إلى خــــلقٍ ســــواء
فلا نفــعٌ لصـــوم أو صـــلاة
إذا لم تنـــه عن بـــاب البِــــغاء
إذا نفرت شٙموسٌ من هواهم
فذاك لأنها مـــزنُ الســــــماء
فلا تضع العفاف بكل وقت
فإن العين تحطب في الشــــقاء
(2) موج عينيك
قد مــاج شــوقك من عينيــك متقــــدا
يغشاه حبك فوق الصمت يختضمُ
لله درك إذ زلـــزلــــت قـــافيـــتــــي
فالريـــح تعزف والأشــواق تلتطمُ
والبـــرُّ صــدرك حين اشتطَ ساحلها
تغفــــو على حلــــمٍ حينا وترتطــمُ
قلبي بتــــول وأنـــت اليـــوم معبده
يطفو على الرِمث فـوق اللج يحـتدمُ
في قبضة الرعب والأنكال من حِقبٍ
يعــــدو وتثخنُهُ الأقــــواس والخُــذُمُ
ماعـــادَ ينفــع تطـــريــزٌ ولا رُقــعٌ
كانــت تناوشُـــهُ الغـــربانُ والــرَّخمُ
يرنــو إلى وطـــنٍ من جنــةٍ عـدِنٍ
لا يعـــرفُ الحقــــدَ لا يرتادُهُ السقــمُ
روح تسامــقُ في الجــوزاء منزله
النـــــبلُ منبــــتُهُ، أثمـــــارُهُ الشيــــمُ
إن مرَّ ذكره في الأعمــاق يسعفها
يحيـــــا به تلــــف أزرى بـــه العـــدم
قل لي بربك: كيف اجتحت مملكتي
والسيف وَدك، أنت الخصـــم والحكــم
فاستأنس الصعبُ حتى ارتاح شاكمُه
أرخــى العنـــان لنبـــع مــاؤه الكـــرَمُ
