قبل "القرعة الأوروبية" .. الحظوظ والطموحات

 

 

حسين بن علي الغافري

 انتهى الفصل الأول من دوري أبطال أوروبا، انتهى دور المجموعات "الفصل السهل" نوعاً ما لكبار القارة الأوروبية بحلوه ومرّه. لم تحّدث مُفاجآت كبيرة نوعاً ما خلال هذا الدور، وأغلب الفرق التي كان متوقعا أن تستمر لم تخّيب ظن جماهيرها. المُلفت في الأمر كان في هوية المتصدرين وأصحاب مراكز الوصافة. سميته بالفصل السهل ليس تقليلاً من أضلاع الأندية الأربعة في المجموعات، ولكن لإدراك الجميع بأن "كبار القارة" في العادة لا يركزون بشكل كبير على استعراض القدرات مع بداية الموسم، ومهمة الوصول إلى دور المجموعات قد لا تتطلب بذل أقصى جهد. حضور ريال مدريد بطل آخر نسختين وبرشلونة ومانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي ويوفنتوس وتشيلسي وبايرن ميونخ كان متوقعاً، ولعل التنافسية ستبقى بين هؤلاء الثمانية بدرجات متفاوتة. ريال مدريد لم يظهر بأقصى إمكانياته خلال دور المجموعات ولذلك حلّ وصيفاً لتوتنهام. أيضاً بالنسبة لباقي الأندية التي متوقعا منها أن تكون بصورة مغايرة. بصورة عامة يمكن القول بأن وقت الجد سيبدأ بعد الإعلان عن قرعة دور الـ16، والفرصة متاحة بشكل كبير لاستيعاب المنافس بقدر كافٍ. الوقت أيضاً كافٍ للتطور والتحسن.

مفاجآت المجموعات، تمثلت في إقصاء كلٍ من أتلتيكو مدريد الإسباني وموناكو الفرنسي. الفريق الإسباني لم يوفق في بداياته الأولى خلال المجموعات وسقط في أكثر من مناسبة؛ الأمر الذي عقّد مهمته في آخر جولة وجعل مصيره مرتبطا بنتائج الآخرين. الأمر سيان لموناكو الذي تخبط في البدايات وأثّر على مهمته التي كتب لها نقطة التوقف هذا العام. يمكن القول بأن أتلتيكو بظروف إيقاف التعاقد حتى يناير القادم ساهم في تعقيد أمره محلياً وأوروبياً. الفريق ضعيف من ناحية الهجوم ولاعبيه في تراجع بالأداء، أما موناكو فرحيل ركائز الفريق لكبار القارة أوجد حالة من عدم الاستقرار بلاعبيه المستجدين.

بحسب الأداء، فإن جودة مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان يمكن التعويل عليها في الذهاب بعيداً هذا العام. الاستقرار الفني وجودة اللاعبين بالفريقين يمنح انطباعا أوليا بأن البطولة هذا العام يخوضها الناديان بتوقعات كبيرة في تحقيق أول ألقابهما. لكن مع ريال مدريد سيد البطولة وبخبرة واسعة وثقل كبير بالأداء مع منافسه التقليدي يقودنا ألا نستبق الأحداث في قراءتها الأولية. شخصياً أراهن مُجدداً على ريال مدريد وبرشلونة قبل البقية. حضور الملكي والنادي الكتلوني بأدائهما المعروف وفهمهما الجيد في التعامل مع المباريات الإقصائية الأوروبية يمنحهما خطوة إضافية متقدمين عن البقية بالأسماء الكبيرة التي يملكانها دون الإجحاف في حق بقية المتنافسين أمثال بايرن وتشيلسي ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وليفربول. وحتى فبراير المقبل تتبدل الكثير من الأمور وتتغير كثير من الأحداث مع فرصة السوق الشتوية المقبلة التي من الضروري أن تستغلها الأندية جيداً في ترميم صفوفها وتعويض الإصابات وتعزيز الرهان باسماء جديدة عوضاً عن أسماء خيّبت الظن في تقديم المطلوب. لننتظر ونرى.

HussainGhafri@gmail.com