­المستشفى السلطاني يجري بنجاح ثاني عملية زراعة كبد

مسقط - الرؤية

نجح المستشفى السلطاني في إجراء ثاني عملية زراعة كبد بالسلطنة لمريض يعاني من تليف وورم سرطاني في الكبد؛ وهو ما يعد تأكيداً على نجاح سير برنامج زراعة الكبد بالمستشفى كما هو مخطط له.

أجرى عملية زراعة الكبد للمريض الجراح العالمي الدكتور محمد ريلا وهو أحد أبرز جراحين زراعة الكبد على الصعيد الدولي، بالتعاون مع طاقم طبي من المستشفى السلطاني يتألف من الدكتورة نادية بنت عبدالله الحارثية استشارية أمراض الكبد والجهاز الهضمي، والدكتور أحمد بن محمد الكندي استشاري أول جراحة كبد بالبرنامج الوطني لزراعة الكبد، والدكتور سليمان المعمري استشاري جراحة كبد، والدكتورة رملة القصاب استشارية أولى تخدير، بالإضافة إلى الكوادر الطبية المساعدة والتمريضية من مختلف الأقسام الطبية.

وفي هذا الصدد أوضح الدكتور قاسم بن أحمد السالمي، مدير عام المستشفى السلطاني أنّ برنامج زراعة الكبد يسير وفق ما خطط له، إذ من المؤمل بأن تأخذ وزارة الصحة ممثلة بالمستشفى السلطاني زمام المبادرة لإجراء عمليات زراعة الكبد بالسلطنة بغية الإرتقاء بمنظومة الرعاية الصحية بالسلطنة، وتجنيباً لتكبد المريض وذويه عناء السفر لإجراء هذه العملية خارج السلطنة – التي كانت وزارة الصحة تتكفل بكافة المصاريف العلاجية -.

مضيفاً أن تواصل نجاح أول عمليتين لزراعة الكبد بالمستشفى السلطاني والتي تعد إحدى أعقد العمليات الجراحية ليس وَليدُ هذه اللحظة بل نتاج جهود بذلت طوال عامين تخللها إبتعاث طاقم طبي من المستشفى للتدريب في أحد أرقى مؤسسات زراعة الكبد على مستوى العالم، وتوفير أحدث المعدات والأجهزة الطبية المستخدمة في هذا المجال، فضلاً عن استقبال بيوت الخبرة العالمية للإطلاع على استعدادات المستشفى السلطاني لتدشين عمليات زراعة الكبد".

كما أكّد الدكتور أحمد الكندي والدكتور سليمان المعمري أنّ عملية زراعة الكبد تجرى على مرحلتين هما؛ ما قبل إجراء العملية ومرحلة زراعة الكبد للمريض بحيث تتلخص كالآتي؛ قبل إجراء العملية تخضع المتبرعة للعديد من الفحوصات الطبية أبرزها التحقق من مطابقة فصيلة الدم المتبرع والمستقبل، وقياس حجم كبد المتبرع والتأكد من سلامته، علاوةً على إجراء فحوصات شاملة للمتبرعة للاستيضاح من سلامته من الأمراض المزمنة والمعدية، بعدها تأتي مرحلة زراعة الكبد وتتمثل في إجراء رسم دقيق لكبد المتبرعة، ومن ثم استئصال ما بين60 %-65 % من الكبد، بعد ذلك يتم استئصال كلي لكبد المريض، وأخيراً يتم توصيل كبد المتبرَع به بالأوردة الدموية والقنوات المرارية بجسم المريض.

من جانبها أكّدت الدكتورة نادية الحارثية أنّ أبرز التحديات التي تواجه تدشين برنامج عمليات زراعة الكبد في أي مؤسسة صحية تتمثل في توافر أطباء جراحة يمتلكون المهارة والدقة المتناهية والخبرة والدراية التامة في مجال أمراض الكبد وأسس علم التشريح له، هذا بالإضافة إلى أهميّة توافر طاقم طبي متخصص في مجال زراعة الكبد متكامل مُكون من أطباء جراحين الكبد، وأطباء أمراض الكبد، وأطباء وفنيين الأشعة والمختبرات، وأطباء التخدير، كذلك كادر تمريضي.

وأضافت الدكتور الحارثية أنّ عملية زراعة الكبد للمرضى لها العديد من المزايا والإيجابيات أبرزها؛ تعد زراعة الكبد علاج ناجع للمرضى الذين يعانون من تليف وأورام وفشل مزمن في الكبد، كما تُجنب المرضى تكبد عناء السفر إلى خارج السلطنة لإجراء عملية زراعة الكبد.

وقال المريض محمد بن صالح البرواني: أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى كافة الكوادر الصحية التي أشرفت على عملية زراعة الكبد يتقدمهم الدكتور محمد ريلا، والدكتورة نادية الحارثية، والدكتور أحمد الكندي والدكتور سليمان المعمري، وذلك على حسن الرعاية والاعتناء بي خلال فترة الفحوصات الطبية ووصولاً إلى مرحلة إجراء عملية زراعة الكبد، كما أعبر عن انبهاري بمهنية وكفاءة الطاقم.

وبدورها قالت المتبرعة خديجة البروانية ابنة المريض أنّ عملية زراعة الكبد تكللت بالنجاح، حيث قمت بالمبادرة بالتبرع بجزء من الكبد من منطلق وضع حد لمعاناة والدي من مرض تليف الكبد والأورام السرطانية المصاحبة له، ورد ولو جزء من البسيط من جميله ومعروفه لنا.

تعليق عبر الفيس بوك