مقيّمون يؤكدون أهمية الجائزة في إبراز حلول مبتكرة لتطوير القطاع

صناعيون: جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية منصة للتوافق مع نظم الإدارة الحديثة المعتمدة على كفاءة استخدام الموارد

 

 

 

 

  • عملية تقييم المصانع المتنافسة تدخل مراحلها الأخيرة وتختتم في 18 يناير
  • تطوير الجائزة يستهدف تهيئة بيئة تنافسية للقطاع الخاص ليسهم في تنمية الاقتصاد الوطني
  • تخصيص جائزة للمنشآت الصناعية الأكثر ابتكارا في القطاع

 

 

 

مسقط – الرؤية

 

قال عدد من المقيمين والصناعيين إن جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية بشكلها الحالي تعد منصة تفاعلية تستطيع من خلالها المؤسسات الصناعية مواءمة سياساتها واستراتيجياتها لتتوافق مع نظم الإدارة الحديثة المعتمدة على الجودة الشاملة والكفاءة في استخدام الموارد، داعين أصحاب المنشآت الصناعية إلى تطبيق أفضل الممارسات والبحث عن الحلول المبتكرة لتعزيز كفاءة الشركات الصناعية خلال المرحلة المقبلة. وأكدوا أن التنمية الصناعية من أهم ركائز التنمية الاقتصادية الشاملة حيث تلعب دورا مهما في الاقتصاد باعتبار أنَّ الصناعة هي قاطرة التنمية الاقتصادية في البلد.

ودخلت عملية تقييم المصانع المتنافسة للفوز بجائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية 2017/ 2018 مراحلها الأخيرة والتي من المقرر اختتامها في 18 يناير 2018، ويأتي تطوير الجائزة ليتناسب مع رؤية الحكومة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة بتهيئة "بيئة أعمال تنافسية" للقطاع الخاص ليساهم بفعالية في تنمية الاقتصاد الوطني، كما أن الهدف الرئيسي من الجائزة التطوير المستمر لأداء كافة العمليات الصناعية بكفاءة وفعالية بما يتناسب مع المرحلة الحالية والمستقبلية من حيث التطور التكنولوجي، لذلك تم تخصيص جائزة خاصة بالمنشآت الصناعية الأكثر ابتكارا في القطاع الصناعي.

وقال حمدان بن حمود بن حمدان القصابي المدير الإقليمي لمجموعة الهلال الصناعية بنزوى إن جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية هي عنوان اهتمام الحكومة الرشيدة بالقطاع الصناعي ودلالة واضحة على المكانة التي يحظى بها القطاع الصناعي في استراتيجية الحكومة لتنويع مصادر الدخل . وتعد المسابقة بشكلها الحالي منصة تفاعلية تستطيع من خلالها المؤسسات الصناعية مواءمة سياساتها واستراتيجياتها لتتوافق مع نظم الإدارة الحديثة المعتمدة على الجودة الشاملة والكفاءة في استخدام الموارد، مشيرًا إلى أن مشاركة مجموعة الهلال الصناعية ممثلة في شركة عمان بوليكون تأتي انسجاما مع رغبة مجلس الإدارة في الاستفادة مما تتيحه هذه المسابقة من فرص لمعرفة جوانب القصور في الأداء وتعزيز مكامن القوة من أجل تعزيز الكفاءة الإنتاجية والسير جنباً إلى جنب مع خطط وتطلعات الحكومة الرشيدة.

وأشار حمدان القصابي إلى أن معايير المسابقة حاليا تشمل تقييم أغلب الجوانب المتعلقة بالعمليات الإنتاجية في الشركات الصناعية بدءا بنظم القيادة وإدارة العملية الإنتاجية وتحفيز التطوير والابتكار، مع التركيز على تقييم الممارسات المتبعة في قياس نسبة رضا الموظفين والعملاء والمزودين وكذلك تقييم اهتمام الشركات الصناعية بالمسؤولية الاجتماعية والقيمة المحلية المضافة.

وأكد حمدان القصابي أن على الصناعيين في المرحلة المقبلة تطبيق أفضل الممارسات والبحث عن الحلول المبتكرة في تعزيز كفاءة الشركات الصناعية وأعتقد أن الوقت قد حان لتكوين شراكات حقيقية بين المراكز البحثية التي بدأت تنبثق عن المؤسسات العلمية في بلدنا مع القطاع الصناعي لأنه السبيل الأسرع لتطوير الصناعة العمانية. وقال إن الفريق المعني بتقييم المنشآت الصناعية يقوم بدور وجهد كبير في إعداد المقيمين من القطاع الصناعي وتدريبهم وصقلهم وهذا بحد ذاته يغذي القطاع الصناعي بالخبرات والكفاءات ويسهم في رفع مستوى الوعي لدى الشركات الصناعية نحو أهمية تطوير النظم والممارسات المتبعة لديهم.

وقال أحمد بن علوي بن عبدالله الذهب الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن صلالة إن الحصول على جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية يساهم في تطوير الشركات ونظم الابتكار فيها، مشيرا إلى أن دور الموظفين والمراقبين من وزارة التجارة والصناعة في متابعة سير التقييم وذلك عن طريق توجيهاتهم لفريق التقييم والإشراف عليهم عند زيارة المصانع حيث إن حلقة عمل تأهيل المقيمين كان لها دور بارز في صقل مهارة المقيم.

وأضاف أن الحوافز الممنوحة للمنشآت الصناعية من قبل وزارة التجارة والصناعة والجهات المعنية الأخرى ساعدت في تسهيل التحديات التي تواجه الصناعة وكان لها دور في تسهيل هذه التحديات وبما أننا اليوم نواجه التحدي الأكبر وهو انخفاض أسعار النفط يجب على الجهات المعنية أن تقف مع القطاع من خلال الترويج والتسويق للمنتجات الصناعية العمانية أكثر من السابق وتسهم بدورها تسويقيا على صعيد السوق المحلي أو الأسواق الخليجية والعالمية وذلك لتنشيط وتعزيز دورة الإنتاج والقبول الأكثر من المنتجات في الأسواق .. مؤكدا أن القطاع الصناعي في نمو ومواكب للتطورات الصناعية العالمية والمنتجات العمانية مشهود لها بالجودة العالية ومطلوبة في السوق المحلي وأسواق التصدير.

الارتقاء بالصناعة

وأشار المهندس سيف بن علي البوسعيدي المدير العام بالإنابة في شركة جندال شديد للحديد والصلب إلى أن أهمية جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية تنبع من كونها أعلى مراتب الجوائز على مستوى السلطنة في المجال الصناعي والتي تدعم وتشجع الرقي بالمستوى الصناعي من كافة جوانبه إذ إنها مخصصة لتطال كافة الشرائح الصناعية من شركات كبرى ومتوسطة ومصانع وتعتبر فرصة فريدة ومميزة لتكريم كل من قدم ويقدم أفكارا ومستويات صناعية راقية وحديثة بالسلطنة وفي الجانب الآخر تعبر عن تقدير وتحفيز للقائمين على القطاع الصناعي ودعمهم وإرساء أفكار ومبادئ وسياسات حديثة ومتطورة. وما نسعى إليه في شركة جندال شديد هو الحصول على المركز الأول والمحافظة على ما أنجزناه سابقا وهو الحصول على درع المسابقة والتعرف على مستوى الإنتاجية التنافسية مقارنة بالشركات والمصانع الأخرى بالسلطنة.

وأضاف البوسعيدي أن معايير التقييم تتسم بالحرفية في تقييم الشركات والمصانع المشاركة في المسابقة مما أوجد نوعا من التنافس الجاد والسعي إلى تطوير المهارات والسياسات الداخلية بالشركات سعيا للحصول على أعلى معدلات التقييم مما يصب في النهاية لمصلحة الشركة بشكل خاص والقطاع الصناعي العماني بشكل عام. وأكد البوسعيدي أن دورنا كصناعيين خلال المرحلة القادمة التعرف على واقع الصناعات في السلطنة ومراجعة كافة الخيارات والبدائل لتحسين الكفاءة الإنتاجية في مختلف فروع الصناعة وهذا يعتبر من التوجهات الصناعية الهامة التي يجب أن يسترشد بها متخذو القرار في وضع السياسات العامة التي تستهدف تطوير هذه الصناعة وتحفيز وزيادة نسبة مشاريع الصناعات التحويلية وذلك بالاستفادة من منتجات الصناعات الأساسية من خلال عمليات تصنيع إضافية معينة.

وقال البوسعيدي إنَّ التنمية الصناعية من أهم ركائز التنمية الاقتصادية الشاملة حيث تلعب الصناعة دورا مهما في الاقتصاد باعتبار أن الصناعة هي قاطرة التنمية الاقتصادية، حيث إن القطاع الصناعي يضمن زيادة القيمة المضافة ويساعد على تأمين الاكتفاء الذاتي من الغذاء والكساء وتحسين الموازين الاقتصادية وتشغيل الأيدي العاملة وتقليل معدل الباحثين عن عمل وتأمين فرص عمل للأجيال المقبلة. ومن هنا فإن دعم القطاع الصناعي والارتقاء بمستوى الصناعات الموجودة يجب أن يكون من الأهداف الأساسية لأية سياسة تنموية شاملة.

وأكد المدير العام بالإنابة في شركة جندال شديد للحديد والصلب أن عملية تقييم المصانع المتنافسة تتم وفق أسس وإطار فني ومنهجية مدروسة ومعدة سابقا، إذ يتكون فريق التقييم من أعضاء من مختلف التخصصات والخبرات قاموا بفحص ومعاينة معظم وثائق وملفات الشركة، كما قاموا بمحاورة بعض الموظفين من أقسام الشركة المختلفة وذلك للوصول إلى المعلومة الدقيقة والتي تتسق مع ملف المشاركة المقدم من قبل الشركة.

وقال أحمد شوقي الهنداوي مدير التسويق في الشركة الوطنية المحدودة لشاي ممتاز إن وزارة التجارة والصناعة بذلت جهودا من خلال التعريف ببرنامج التقييم الجديد فحلقة عمل تأهيل المقيمين كانت من ضمن أولويات الوزارة وهذا بحد ذاته صقل مهارة المشاركين وكذلك تعرفوا على نظام التقييم الجديد. كما أن جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية حافز للعمل على تحسين الأداء والجودة. ومعايير المسابقة بعد تعديل المسمى أصبحت في غاية الموضوعية والحرفية ألا أنه يمكن إضافة بعض المعايير الأخرى التي تساعد في تقييم المصانع الصغيرة والمتوسطة حيث يصعب مقارنتها بالمصانع العملاقة. لافتًا إلى أن حلقة العمل الخاصة بالمقيمين لعبت دورا هاما في تنمية مهارة المقيم من خلال المعرفة بالمعايير والنقاط الأساسية لتقييم المصانع، مؤكدا أن مشاركة المقيمين من خلال طرح مناقشاتهم كان لها دور كبير في تبادل الخبرات وبالتالي انعكس ذلك إيجابا على جميع المقيمين في سهولة المعرفة بمفاهيم معايير التقييم لهذا البرنامج.

وقال سعيد بن محمد الساعدي مسؤول أول السلامة والصحة المهنية في الشركة العمانية الهندية للسماد إن مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الصناعية دافع قوي لنا للتطوير في عمليات الصناعة والتشجيع على البحث والابتكار في عالم الصناعة والأخذ بها إلى مصاف الدول المتقدمة صناعيا. وتهدف الشركة من خلال مشاركتها في هذه المسابقة إلى الوقوف على نظام الجودة الشاملة في جميع عمليات المصنع والمعايير العالمية ذات الصلة من خلال عمليات التقييم وكذلك التعرف على كل ما هو مستجد من تقنيات وأنظمة حديثة قد تساهم في تطور مستوى الأداء للعمليات الصناعية بكفاءة وفاعلية لتتناسب مع المراحل الحالية والنظرة المستقبلية.

وأكد مسؤول أول السلامة والصحة المهنية في الشركة العمانية الهندية للسماد أن القطاع الصناعي في السلطنة في تنامٍ مستمر وفي توسع على مستوى المحافظات في السلطنة من حيث توافر البيئة المناسبة حيث بدأ بالصناعات الخفيفة ثم تدرج إلى صناعات المواد الغذائية والبلاستيكية إلى أن وصل إلى الصناعات البتروكيماوية والصناعات الثقيلة الأخرى وذلك من خلال الشراكة والتعاون المستمر بين الحكومة والقطاع الخاص والدعم المستمر من قبل الجهات المختصة، مناشدا أصحاب المصانع والمنشآت الصناعية خلال المراحل القادمة التركيز والتشجيع على المشاريع التوسعية والابتكارات التي من شأنها الدفع بالصناعة إلى مستوى عالٍ من الجودة العالية ذات المواصفات العالمية التي من شأنها فتح أسواق عالمية بالإضافة للأسواق المحلية.

تعليق عبر الفيس بوك