الاتحاد الأوروبي يحذر من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.. والجامعة العربية: اعتداء صريح

مقامرة القدس.. ترامب بين جنون المغامرة أو عادة تأجيل الوعود

≤ أردوغان يلوح بقطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب

الرؤية - الوكالات

قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب لن يعلن قرارا بشأن ما إذا كان سيرجئ مجددا نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، رغم انتهاء مهلة أمامه لفعل لذلك أم.  وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلي للصحفيين -على متن طائرة الرئاسة، أثناء عودة ترامب من زيارة لولاية يوتا- إن إعلانا بشأن القرار سيصدر "خلال الأيام المقبلة".

وكان من المقرر أن يتخذ ترامب قرارا بشأن ما إذا كان سيوقع إجراء استثنائيا يمنع نقل السفارة من تل أبيب لمدة ستة أشهر أخرى؛ وذلك مثلما فعل جميع الرؤساء الأمريكيين منذ أن أصدر الكونجرس قانونا بشأن القضية في العام 1995. وقال مسؤولون أمريكيون كبار إنه من المتوقع أن يصدر ترامب أمرا مؤقتا، هو الثاني له منذ توليه السلطة، بتأجيل نقل السفارة برغم وعده الانتخابي بالمضي في الإجراء المثير للجدل. لكنَّ مسؤولين قالوا إن من المرجح أن يلقي ترامب خطابا، اليوم الأربعاء، يعترف فيه بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ في خطوة ستغير السياسة الأمريكية القائمة منذ عقود، وقد تؤجج العنف في الشرق الأوسط. غير أنهم أكدوا في الوقت نفسه أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية. وقال جيدلي: "كان الرئيس واضحا بشأن هذه القضية منذ البداية.. بأنها مسألة وقت فحسب".

وعلى جانب آخر، قالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أمس، إن "أي تصرف من شأنه تقويض" جهود السلام الرامية لإقامة دولتين منفصلتين للإسرائيليين والفلسطينيين "يجب تفاديه تماما".

وكانت موجيريني تتحدث وهي تقف بجوار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أثناء زيارته لبروكسل، في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت: "يتعين إيجاد سبيل من خلال المفاوضات لحل مسألة وضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين". مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي لجهود كسر جمود محادثات السلام. وتابعت بأن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 دولة سيبحثون المسألة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بروكسل، يوم الإثنين المقبل، على أن يعقدوا اجتماعا مماثلا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أوائل العام المقبل.

وفي القاهرة، حذر مجلس الجامعة العربية، أمس، الولايات المتحدة من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. مضيفا بأن هذا الموقف سيمثل "اعتداء صريحا على الأمة العربية".

وقال مجلس الجامعة العربية -في بيان، بعد اجتماع غير عادي على مستوى المندوبين في مقر الجامعة بالقاهرة- "أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي". وأضاف البيان بأن من شأن الاعتراف غير القانوني بالقدس عاصمة لإسرائيل أن ينسف فرص السلام وحل الدولتين وتعزيز التطرف والعنف.

وطالب المجلس الولايات المتحدة وجميع الدول بالالتزام بكافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقدس ومبادئ القانون الدولي: "التي تعتبر كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس الشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديمغرافية، لاغية وباطلة".

ودعا أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، الولايات المتحدة، إلى الامتناع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية.  وقال أبو الغيط -في مستهل اجتماع الجامعة العربية- إن مثل هذا "الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات". وأضاف بأن "العبث بمصير القدس، بما لها من مكانة في قلب كل العرب، من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية في العالمين العربي والإسلامي".

وقالت السعودية، أمس، إنها تأمل في ألا تعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحذرت من أن مثل هذا القرار ستكون له "تداعيات بالغة الخطورة واستفزاز لمشاعر المسلمين كافة". وكذلك قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن تركيا قد تصل لحد قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، إذا اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لها، في خطوة وصفها بأنها "خط أحمر" بالنسبة للمسلمين. وقال أردوغان: "أحزنتني التقارير عن أن الولايات المتحدة تستعد للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل". وقال في اجتماع برلماني لحزبه الحاكم العدالة والتنمية: "أيها السيد ترامب، القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين. إن اتخاذ قرار يدعم إسرائيل في حين ما زالت جروح المجتمع الفلسطيني تنزف، يمثل انتهاكا للقانون الدولي". وأضاف: "قد يصل الأمر إلى حد قطع العلاقات التركية مع إسرائيل. وأنا أحذر الولايات المتحدة ألا تتخذ هذه الخطوة التي ستعمق المشكلات في المنطقة".

ولم يصدر رد فعل فوري من المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية، لكن وزير التعليم نفتالي بينيت الشريك البارز في الحكومة الائتلافية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضرب بتصريحات أردوغان عرض الحائط. وقال: "سيكون هناك دائما من ينتقد، لكن في نهاية المطاف فإن وجود قدس موحدة أفضل من تعاطف أردوغان".

وحث الرئيس الإيراني حسن روحاني المسلمين، أمس، على إفساد ما أسماه بمؤامرة مجموعة من الدول التي لم يسمها في المنطقة لبناء علاقات مع إسرائيل. ولم يخض روحاني في مزيد من التفاصيل بشأن الدول. لكن وزيرا في الحكومة الإسرائيلية قال الشهر الماضي إن حكومته أجرت اتصالات سرية مع السعودية ترتبط بمخاوفهما المشتركة إزاء طهران. وقال روحاني في خطاب أذاعه التليفزيون الرسمي على الهواء: "بعض الدول الإسلامية في المنطقة كشفت دون خجل عن تقاربها مع النظام الصهيوني (إسرائيل). أنا واثق من أن المسلمين في أنحاء العالم لن يدعوا هذه المؤامرة الشريرة تؤتي ثمارها".

تعليق عبر الفيس بوك