وسائل التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة؟!

خلود العفارية

هل بات من الصعب علينا تحديد ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي سيئة أم جيدة؟

البعض قد يقول إنّها نعمة في وقتنا الحالي، وذلك من خلال الفوائد التي يحصل عليها عبر هذه البرامج، والبعض الآخر قد يعتقد بأنّها نقمة نسبة للمشاكل التي واجهته فيها؛ لذا لتحديد ذلك لابد من المقارنة بين إيجابيات وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي.

في الآونة الأخيرة ظهرت العديد من برامج التواصل الاجتماعي، والتي ذاع صيتها عبر العالم من خلال ظهور شخصيات تميّزت بقدرتها على اجتياح العالم عرفوا بقدرتهم على إلقاء الخطابات الرائعة والتي تحث على الارتقاء بالذات وحب الآخرين والمبادرة إلى مساعدة الغير رغم بُعد المسافات وعبر القارات.

ما يميز هذه البرامج أيضًا قدرتها على خلق العلاقات بين الشعوب والبلدان من خلال تبادل المعارف وتعريف البلدان كلا على حدة بثقافات بلدهم وحضاراتهم مما يؤدي إلى خلق الفضول في الناس والرغبة في السفر واكتشاف البلدان بالإضافة إلى الرغبة في التعلم وظهور العديد من البرامج التي يكثر فيها الحديث عن المواضيع التي تزيد من حصيلة المعرفة لدى الإنسان.

عرفت بوسائل التواصل الاجتماعي بسبب غريزة وجدت لدى الإنسان منذ آلاف السنين وهي الحوار والتي بسببها وجدت الجماعات الإنسانية وتشكلت الحضارات عبر الزمان فهذه البرامج كان لها دور في قيام العلاقات بين الناس من مختلف الأجناس والبلدان، وساعدت في خروج بعض الناس من قوقعتهم ومشاركة أفكارهم وإنجازاتهم قد يكونوا عاجزين عن إيصالها إلى العالم، ولكن هذه البرامج ووجود ما يعرف بالإنترنت ورخص ثمنها ساعدهم على التعبير عن أفكارهم بحرية تامة ومطلقة مع عدم الحكم عليهم وتحفيزهم إلى إعمال وإعمار الأرض بالمشاريع والإنجازات والتي تنوعت بين الحضارية والتاريخية والعصرية.

لا يمكن لأي شيء في العالم بأن يكون بالمثالية التامة؛ فلكل شيء إيجابيات وسلبيّات، وفي الحقيقة يمكن تحقيق المثالية لكن وجود الأفراد غير الواعين بأهمية هذه البرامج وعدم أخذها على محمل الجد قد يؤدي إلى ظهور السلبيات. فمن أهم سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي هي إفشاء خصوصيات العلاقات الأسرية، ومشاركة الناس لأدق تفاصيل حياتنا مما يؤدي إلى دخول أفراد عرفوا بقدرتهم على الزيادة من حدة هذه المشاكل، والعمل على تفكيك هذه العلاقات بشتى الطرق، بالإضافة إلى وجود فئات مجتمعية تعمل على إحباط المشاريع الصغيرة وقتل الأفكار حتى قبل أن تصل إلى الغاية من وجودها. في الفترة الأخيرة ظهروا أشخاص إلى ساحة هذه البرامج وعملوا على الوصول إلى الشهرة والعالمية ولو كان ذلك على عاتق أذية البشر ويجب علينا العمل على إيقافهم بطريقة أو أخرى.

لا يكمن الأمر في سلبيات وإيجابيات هذه البرامج بل في طريقة استخدام هذه البرامج والمساعدة في انتشار الفئات المسيئة إلى هذه البرامج والحد منهم، والاهتمام بالفئات المنتجة والتي تساهم في إعمار العلاقات الإنسانية والأخوية، لذلك لا يمكن الحكم على برامج التواصل الإجتماعي بأنّها نعمة أم نقمة بل المستخدم لهذه البرامج بنفسه هو القادر على تحديد ذلك.

تعليق عبر الفيس بوك