الحريري بدلا من حجاب لرئاسة هيئة التفاوض المعارضة قبل محادثات جنيف.. الثلاثاء

دوامة المفاوضات السورية.. وجوه جديدة وتوازنات قديمة

≤ المعارضة تتمسك بإقصاء الأسد.. وتكهنات بتخفيف موقفها في ظل التقدم الميداني للنظام

≤ موسكو تعمل مع الرياض على توحيد المعارضة السورية

عواصم - الوكالات

الاستقالة المفاجئة لرياض حجاب الذي رأس الهيئة العليا لمفاوضات المعارضة السورية، فتحت الباب أمام مزيد من التكهنات بشأن مستقبل توازنات القوى المتشابكة في الصراع السوري، خصوصا في ظل تبرير حجاب استقالته بأن الهيئة العليا للمفاوضات برئاسته واجهت ضغوطا لتقديم تنازلات لصالح الأسد، وجاء اختيار الجماعة الرئيسية للمعارضة السورية لنصر الحريري رئيسا جديدا لوفدها المفاوض، قبل بدء الجولة الجديدة من مفاوضات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة مع حكومة دمشق، والمقرر أن تبدأ بغد غدٍ الثلاثاء، لتوسع من دائرة القضايا المطروحة للنقاش أمام كل الأطراف؛ حيث قال الحريري إن المعارضة مستعدة لعقد محادثات مباشرة، ومناقشة كل شيء على طاولة المفاوضات، رغم أن تصريحات الحريري جاءت بعد اجتماع عُقد في الرياض تمسكت فيه المعارضة بموقفها المطالب بألا يكون للرئيس بشار الأسد دور خلال مرحلة انتقالية، إلا أن التوقعات تشير إلى احتمال أن تخفف المعارضة من موقفها بسبب مكاسب الأسد في ساحة القتال، بعد عامين من التدخل العسكري الروسي، الذي ساعد الأسد على استعادة كل المدن الرئيسية.

واجتمع مبعوث الأمم المتحدة للشأن السوري ستافان دي ميستورا، الذي يجهز للجولة المقبلة من محادثات جنيف، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الأول، وقال الوزير إن موسكو تعمل مع الرياض على توحيد المعارضة السورية.

وعلى مدار سنوات، أيدت دول غربية وعربية مطلب المعارضة برحيل الأسد. لكن منذ انضمام روسيا للحرب تأييدا لحكومة الأسد، بات واضحا على نحو متزايد أن المعارضة لم يعد لها سبيل لتحقيق النصر في ساحة المعركة. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقد مؤتمر للحكومة والمعارضة السورية لوضع إطار عملي لهيكل الدولة السورية في المستقبل، ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. لكنه قال أيضا إن أي تسوية سياسية في سوريا يجب أن تتم في إطار عملية محادثات جنيف للسلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

وتتشكك المعارضة منذ فترة طويلة في المسار الدبلوماسي الموازي الذي تدعمه روسيا، والذي شمل قبل مؤتمر سوتشي المقترح عقد محادثات في قازاخستان، وأصرت المعارضة على أن الحوار السياسي يجب أن يعقد في جنيف.

وقال الحريري إن سوتشي لا تخدم العملية السياسية، ودعا المجتمع الدولي بما في ذلك روسيا: "أن نركز كل أعمالنا من أجل خدمة العملية السياسية وفقا للمرجعية الدولية في جنيف برعاية الأمم المتحدة حتى نختصر الوقت وحتى نصل للحل المنشود". لكن علاء عرفات الذي يمثل "منصة موسكو" قال إنه سيحضر سوتشي وحث الآخرين على المشاركة أيضا ليعكس بذلك التوترات الموجودة داخل المعارضة المتنوعة.

وكان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي افتتح الاجتماع يوم الأربعاء بالتعهد بدعم بلاده لتوحيد المعارضة. وأشاد الجبير بتشكيل وفد تفاوضي واحد يمثل الجميع في المعارضة. وسئل عما إذا كان هناك أي تغيير في الموقف تجاه مستقبل الأسد، فقال للصحفيين: إن الرياض ما زالت تدعم التوصل لتسوية تقوم على أساس العملية التي تدعمها الأمم المتحدة في جنيف.

وقال نصر الحريري -الذي عين حديثا رئيسا لوفد التفاوض الرئيسي للمعارضة- أمس، في مؤتمر صحفي في الرياض، إن المعارضة ذاهبة لجنيف لعقد محادثات مباشرة، ومستعدة لبحث كل شيء على طاولة المفاوضات.

وعلى جانب آخر، نقل البيت الأبيض عن الرئيس دونالد ترامب قوله إنه أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال، أن واشنطن بدأت تعديل الدعم العسكري لشركائها على الأرض في سوريا.

وكانت الرئاسة التركية قالت سابقا إن الولايات المتحدة لن تزود مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بالأسلحة، وأن واشنطن وافقت على محاربة "المنظمات الإرهابية" مع أنقرة، ومن بينها تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني وشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن.

ولم يشر البيت الأبيض بشكل محدد في إعلانه للمكالمة التي جرت بين ترامب وأردوغان إلى حزب العمال الكردستاني، أو وحدات حماية الشعب الكردية، أو شبكة كولن، لكنه قال إن الزعيمين ناقشا شراء عتاد عسكري من الولايات المتحدة. وقال مسؤولان أمريكيان إنه من المرجح أن تعلن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) خلال الأيام المقبلة، عن وجود نحو ألفي عسكري أمريكي في سوريا، مع إقرار الجيش بأن نظاما لحصر الجنود قلل من حجم القوات على الأرض.

وكان الجيش الأمريكي أعلن في وقت سابق أن له نحو 500 عسكري في سوريا معظمهم لدعم قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد. وقال المسؤولان -اللذان اشترطا عدم نشر اسميهما- إن البنتاجون قد يعلن يوم الإثنين أنه ينشر ما يزيد قليلا على ألفي عسكري في سوريا. وقالا إنه يوجد احتمال دوما بحدوث تغييرات في الجداول في اللحظات الأخيرة قد تؤخر أي إعلان. وليس هذا تغييرا في عدد الجنود، ولكن مجرد حصر دقيق مع تغير الأعداد بشكل دائم.

وتشير أرقام نظام الحصر الرسمية إلى وجود 5262 عسكريا في العراق، و503 عسكريين في سوريا، لكن مسؤولين قالوا في أحاديث خاصة في الماضي إن العدد الفعلي في كل بلد أكبر من المعلن.

وقال البنتاجون في ديسمبر الماضي إنه سيزيد عدد القوات في سوريا إلى 500 جندي، لكن لم يتضح منذ متى والعدد الفعلي لها قرب الألفين. وزاد أوباما بشكل دوري من حدود برنامج مستوى إدارة القوات للسماح بإرسال مزيد من الجنود إلى العراق وسوريا فيما تقدمت المعارك فيهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية

تعليق عبر الفيس بوك