امرأةٌ من سراب

ناصر الغساني – سلطنة عمان

 

أرنو لصحرائِهَا، لا مــاءَ، بي ظَــمَأُ
لأيِّ نهــرٍ جـفــافــي ســوفَ يَلْتَجِئُ؟
طَـرَقْتُ أبــوابَهَا، للقـلبِ مــا فَتَحَـتْ
حتى غــدا القلـبُ مَشْـــدُوهًا بهِ صَدَأُ
وعــادَ يَحْمِــلُ خيبـاتٍ ويسْهَـــرُ فـي
ضفــافِ أطــلالِـهَا بالشــوقِ مُمْتَلِـئُ
طَـارَدْتُ فيـها سمـائي مــا انْتَبَـــهْتُ
على غيمي بكفِّ الغيابِ المُرِّيَهْتَرِئُ
مَــرَّ الحــنينُ على روحــي وخَلَّفَـهَا
أَسَــىً على الذكـرياتِ اليــومَ تَنْكَفِئُ
أَرَى الظَّــلامَ مَصِيرًا بعــدما تَرَكَتْ
ضيــاءَ حُلْمــي أمــامَ البُــعْدِ يَنْطَفِئُ
أَتْــوهُ في ذِكْـــرِهَا يأسًــا ولا أَمَـــلٌ
يلـــوحُ أو نَجْمَـــةٌ في ضَـــوئِهَا نَبَأُ
أقــولُ أنسى ولا أنسى، بها غَرِقَتْ
روحي، فمن أينَ يا نســيانُ أَبْتَـــدِأُ؟  
في تيهِهَا ضَاعَ عُمْرِي ليس لي قَبَسٌ
أُسَـــائِلُ الشَّـــكَّ أَيَّ الـدربِ قَدْ نَطَـأُ؟
خـــذني أيا قلــقَ المجهـــولِ لا قَدَرٌ
إلا المسـافاتُ حيثُ المــوتُ يَخْتَبِئُ

تعليق عبر الفيس بوك