شمسٌ تحادثني

إبراهيم منصور – مصر


غيرَ الشوارع ليس لي بيتٌ
 أمارس سطوةَ المُلاَّك فيه
أولاديَ الناسُ
الذين يطالعون بأوجه الأرض
اصطداما بالأماني
والرصيف بنايةٌ  هرمت على مهلٍ
 بها يتعثّر الأطفالُ
والملقون كل عيونهم
خزيا من الأشواق
أن تغتالهم عينُ المحبين
اشتياقا للندى
ماذا سيفعل لاعبُ الباليه في صحراءِ أغنيتي
 يجوب معي هنا شرق البلاد وغربها
ويحادث السُمّار عن
 مصباحه المفقود
 في بحر الفراتْ
الوقتُ فاتْ....
والثعلب المكار في أذياله
سَبْعٌ تَلعْثمَ في الشتاتْ
هذا رصيدي من كلام اليوم فانتبهوا
  فبعد  دقائقي الأولى أمرُّ على مقابرنا
أُخَفِّض صوت مذياعي
 وأحسب كم دَفَنْتُ وكم دُفِنْتُ
وكم تَبَقَّي في البلاد أحبُّهُ
حسناء أحلامي
 وأهل محبتي
 وضِياع سيِّدنا على مددِ الرُّؤى
 بحصانه الموثوق في شرفات منزله
وطَلَّة بنته من خلف شرفتها
تغازل وردةً طالت بياض بنانها
" فأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري"
سأمرُّ إن
مرت لياليَّ الطوالُ على  النهار
 وأفتحُ الشبَّاك للأشجارِ،
 للأطيارِ تسكن حجرتي
 وأطالعُ الأحلامَ  من شرخ الزجاج تلصُّصا
 ستمر فوقك من حواشي النص أغنيةٌ
 لشيخٍ يمسك القيثار
من أوتاره ، وهناك سيدةٌ من النور
استباحت ضعفَهُ
لملامحِ البحر المُشَاهِدِ  للمدى ،
 كان انتماؤك للبلادِ إذا أَوَتْكَ وكنتَ من لقطائها
ليديكَ حين تضمُّني
أَلَكُمْ عليَّ جميلُ صمتي
 حين هاجمني التتارُ وكنتُ وحدي ؟!
إيْ لكمْ ....
 قولوا.....
 فتلقينُ العجائزِ حين فرَّ رجالُنا  
هوَ آخرُ الذكرى لديّْ
وأنا وأنتمْ والشهودُ قبائلٌ ...
 واللهِ أعرف أنها رحلت
ولمَّت خيمتي والحلمُ نَيّْ
مَنْ كانَ سيِّدُكمْ وسيِّدُنا سِوى ابْنِ أُبَيّْ  ؟!
مَنْ دَاسَنِي بخيولِهِ ؟
 مَنْ أخْرجَتْ كبدي
ولاكَتْ مُهْجَتي والْقَلْبُ حَيّْ
شِدُّوا وَثَاقي هَاكمُو قلبي.. يَدَيّْ
و دَعُوا النَّهارَ
 يمُرُّ فوق شوارِعي فَرِحًا
 ويمسحُ فوق رأسي ...
رُبَّما
شفعتْ له حسناؤنا
 لمَّا يغازلُ صدرَها
تَهبُ الغزاةَ جنينَها
وتَدُسُّه في النَّهْر...  
تأْخذْهُ المراضعُ
يحتسي من كلِّ واحدةٍ
فتطمعُ في البقاءِ حبيبةٌ
وتمدُّ كفًّا للسَّمَا
الْقَصْرُ تسْكُنُهُ النُّجومُ ،
 وأُمّهَاتُ بني المآسي حولهُ
جيرانُك اصْطَفُّوا على الطُّرقاتِ
 يقلقُهم صراخُك في المساءِ  
يُجَهِّزونَ عزاءَهم
لَمْلِمْ بقاياك القديمةَ ؛
 نضرةَ الوجه الصَّبوحِ ،
 براءةَ الطينِ المُشَكِّلِ للدُّمَى ،
ثرواتِ جدِّكَ مِنْ مواريثِ الخيالِ ،
 وترعةَ الموتَى
 وحكيَ كبيرةِ الدارِ التي
عزمَتْ على أرض الحجازِ
وجَهَّزتْ أثوابَها ،
 وحصيرةَ الأحبابِ في ليلِ الشتاء
وصفرةَ النُّوَّارِ في الحقل البعيد ،
و لَمَّة الأنفارِ في وقت الظهيرة
 والشجيرة وزعت من ظلها فوق الجميع ،
 وبنت قلبِك حين تعزم أن تحادثها ،
وصوت أبيك حين يعود من سهراته
 ويمد أطراف اللحاف
لتشمل الإخوان فوق سريركم    
يكفيكَ من شرف التذكر لحظة
تبقيك حيا في الشوارع
كي
   تمارس
         سطوةَ
            المُلَّاك
                  في
                  الليل
                       البهيّ.

تعليق عبر الفيس بوك